نايف بن عبدالعزيز آل سعود

الأمير نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، (1353هـ/1934م - 1433هـ/2012م)، هو أحد أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كان وليًّا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية، ورئيسًا فخريًّا لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهو صاحب أطول فترة رئاسة لوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، حيث امتدت لنحو 37 عامًا، من 1395هـ/1975م حتى 1433هـ/2012م.

ولد الأمير نايف في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة، ونشأ عند والده الملك عبدالعزيز، وبدأ تعليمه على أيدي كبار العلماء، فتعلم في حلقات العلوم الشرعية، وأتبعها بالآداب والشعر العربي الفصيح، ثم علوم الإدارة والدبلوماسية والسياسة، مستفيدًا من منهج والده.

شغل الأمير نايف خلال حياته العملية مهام ومناصب عدة، كان منها: توليه وكالة إمارة منطقة الرياض عام 1371هـ/1951م، ثم تعيينه أميرًا لمنطقة الرياض عام 1372هـ/1953م، وفي عام 1390هـ/1970م، عُيِّن نائبًا لوزير الداخلية، وبعد ذلك بأربع سنوات، جاء تعيينه نائبًا لوزير الداخلية بمرتبة وزير، وفي العام نفسه 1394هـ/1974م، عُيِّن وزيرًا للدولة للشؤون الداخلية، وفي العام التالي 1395هـ/1975م، أصبح وزيرًا للداخلية، ومكث في المنصب نحو 37 عامًا، قبل تعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء عام 1430هـ/2009م، ووليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء عام 1432هـ/2011م، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرًا للداخلية.

تولى الأمير نايف رئاسة عدد من المجالس واللجان، من أبرزها: رئاسته الفخرية لمجلس وزراء الداخلية العرب عام 1404هـ/1984م، ورئاسته الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال عام 1421هـ/2002م، ورئاسته مجلس القوى العاملة عام 1411هـ/1991م، ورئاسته الفخرية للجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج "أواصر"، إضافةً إلى إشرافه العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة، ورئاسة مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية عام 1421هـ/2002م، كما كان مشرفًا على هيئة التحقيق والادعاء العام في عام 1409هـ/1989م.

ومن ضمن المهام التي تولاها الأمير نايف بن عبدالعزيز رئاسة مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ورئاسة الهيئة العليا للأمن الصناعي عام 1397هـ/1977م، ورئاسة مجلس أمراء المناطق عام 1395هـ/1975م، ورئاسة المجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1387هـ/1967م، ورئاسة لجنة الحج العليا عام 1385هـ/1965م، إضافةً لرئاسة المجلس الأعلى للسياحة، والعمل نائبًا لرئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.

اهتم الأمير نايف خلال رئاسته لعدد من القطاعات بتطوير الإمكانات والقدرات البشرية من خلال التدريب والتعليم المستمرين، إضافة إلى تحديث الأنظمة الإدارية، والاهتمام بالبنى التحتية، وتحديث التقنيات وتطويرها بشكل مستمر.

الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود يلقي كلمة في إحدى المناسبات. (دارة الملك عبدالعزيز)

أحدثت جهود الأمير نايف تنميةً شاملةً في عدد من القطاعات الأمنية للمملكة، من أبرزها: المديرية العامة لحرس الحدود، والمديرية العامة للدفاع المدني، والمديرية العامة للسجون، والمديرية العامة للأمن العام، والمديرية العامة للمباحث، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة للجوازات، وقوات الأمن الخاصة، وقوات أمن المنشآت.

ومن أبرز الجهود الأمنية للأمير نايف خلال مسيرته العملية مواجهة قضايا الإرهاب والتطرف بالمعالجات الفكرية، وتأسيس وتمويل كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود عام 1428هـ/2007م، إضافةً إلى تمويل كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1430هـ/2009م، وتأسيس إدارة خاصة تحت اسم "إدارة الأمن الفكري" ضمن التنظيمات الإدارية لوزارة الداخلية، فضلًا عن تشجيع ودعم عدد من الأبحاث والدراسات المعنية بمعالجة ظاهرة التطرف وارتباطاتها، كما عمل على تشكيل فريق عمل يضم أساتذة من عدة جامعات لوضع خطط استراتيجية كبرى للأمن الفكري العربي.

وفي مجال مكافحة المخدرات تمثلت استراتيجية الأمير نايف في تأسيس إدارة عامة لمكافحتها، وتحولت لقطاع مستقل، وتأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 1428هـ/2007م، وتنظيم عدة اتفاقات ثنائية إقليميًّا ودوليًّا للحد من آفة انتشار المخدرات.

للأمير نايف بن عبدالعزيز جهود عديدة على المستويين العربي والدولي، من ضمنها دوره في الإشراف على حملات الإغاثة ولجانها في الأعمال الإنسانية، ومشاريع التبرعات الحكومية والشعبية التي تتبناها المملكة، وتساند بها شعوبًا متعددة، كما كان له دور كبير في دعم جهود مساندة وإغاثة الشعب الفلسطيني، فضلًا عن اعتماد وتنفيذ المشاريع الإنسانية لصالح المتضررين من الحروب.

وتميزت جهود الأمير نايف بدعم الفقراء والمعوقين والجرحى، وكفالة الأيتام، ومنح الأدوية والمستلزمات الطبية، وبناء المساكن الخيرية، والمراكز المتخصصة في علاج الأورام السرطانية، ودعم التعليم الجامعي، إضافةً إلى دعمه للجهود الإغاثية خارج المناطق العربية كدعمه للشعب الأفغاني، وإغاثة المتضررين من كارثة تسونامي بإندونيسيا، وإطلاق اللجنة السعودية لإغاثة كوسوفا والشيشان، ودعم المتضررين من الفيضانات والزلازل في مختلف دول العالم.

دعم الأمير نايف مجالات المعارف والعلوم بقرارات عدة، منها: إطلاق جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لتطوير الخبرات الأمنية والعدلية، وإطلاق جائزة السنة النبوية لدعم العلماء والباحثين في تخصصات السنة وعلومها، إضافةً إلى إطلاقه مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي، وإنشاء عدد من الكراسي العلمية الدولية والمحلية، ودعم الطلاب بمنح للدراسات العليا داخل المملكة وخارجها، ودعم عدة مؤسسات علمية وعامة كالجمعية الوطنية للمتقاعدين، والجمعية السعودية للاتصال والإعلام، والجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج "أواصر".

تقلد الأمير نايف بن عبدالعزيز عددًا من الأوسمة، وحصل على عدة شهادات تقديرًا لجهوده ومسيرته، منها: وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، وهو أعلى أوسمة المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى وشاح السحاب من جمهورية الصين، ووسام جوقة الشرف من فرنسا، ووسام الكوكب من المملكة الأردنية، ووسام المحرر الأكبر من فنزويلا، وجميعها في عام 1397هـ/1977م، كما حصل على وسام الأرز من جمهورية لبنان عام 1430هـ/2009م.

ومنح الأمير نايف عددًا من الشهادات التقديرية التابعة لجامعات عالمية، منها: الدكتوراه الفخرية في تخصص القانون من جامعة (شنغ تشن) بالصين عام 1399هـ/1979م، ودكتوراه فخرية أخرى في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية في السياسة الشرعية من جامعة أم القرى في مكة المكرمة، والدكتوراه الفخرية في مجالات العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام 1430هـ/2009م، والدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط الوطني في جمهورية السودان.

توفي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود خارج المملكة، يوم السبت 26 رجب 1433هـ/16 يونيو 2012م، وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب من يوم الأحد 27 رجب 1433هـ/17 يونيو 2012م.