تم نسخ الرابط بنجاح

تقنيات الزراعة في السعودية

saudipedia Logo
تقنيات الزراعة في السعودية
مدة القراءة 6 دقائق

تقنيات الزراعة في السعودية، هي مفهوم يشير إلى الأدوات التقنية حيويًّا وتكنولوجيًّا في مجال الزراعة، وتُعرف في سياقات مُتعددة باسم "تكنولوجيا الزراعة"، وهي علم من علوم الزراعة يتضمن استخدام الأدوات العلمية، مثل علم الهندسة الوراثية، وعلم تحليل العلامات الجزيئية، وعلم تشخيص الجزيئات، وعلم اللقاحات، وعلم زراعة الأنسجة، وتُبذل كل تلك العلوم في سبيل تحقيق مفهوم آخر وهو تعديل الكائنات الحية بما فيها النباتات والحيوانات، والكائنات الحيّة الدقيقة.

طُورت التقنيات الحيوية للمحصول الزراعي والتي تُعدُّ جانبًا أساسيًّا في علم "تكنولوجيا الزراعة"، حتى تمكنت في أواخر القرن العشرين من الوصول إلى نتيجة تصدير السّمة المرغوبة زراعيًّا، حيث يتم تحويل نوع معيّن من المحاصيل إلى نوع آخر تمامًا، بحيث يتم تقديم محاصيل مُعدّلة وراثيًّا ذات خصائص مرغوبة من حيث النكهة، ولون الأزهار، ومعدّل النمو، والكم الناتج عن المنتجات المَحصودة، إضافة إلى ميزة مقاومة الأمراض والآفات الزراعية.

إحدى المزارع المحمية لإنتاج الخضروات. (واس)
إحدى المزارع المحمية لإنتاج الخضروات. (واس)

أنواع التقنيات الزراعية

يُعدُّ استخدام التقنيات الزراعية الحديثة جزءًا أساسيًّا من خطة تطوير القطاع الزراعي في السعودية تحت مظلة ورؤية السعودية 2030، وتتنوع معظم تلك الأساليب ما بين اعتمادها على الثروة الحيوانية أو الصخرية.

وقد تصدرت خطة تطوير القطاع الزراعي نظام الهيدربونيك؛ إحدى التقنيات الزراعية الأكثر استخدامًا في الزراعة، حيث تمثّل نظامًا زراعيًّا يعتمد على زراعة النباتات دون تربة أو باستخدام وسيط، مثل الصوف الصخري، حيث يشترط توافر عدة اشتراطات أهمها:

  •  تحكم آلي بالتبريد والتدفئة والتهوية. 
  •  وحدات آلية للري والتسميد.
  •  نظام تعقيم للمياه المراجعة والمُعاد استخدامها.
  • نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي.

ثم يتبعهُ نظام الزراعة العمودية، بأحد الأنظمة المكثفة للاستفادة من وحدة المساحة، حيث تستخدم مواسير بلاستيكية أو طاولات متعددة الطوابق لزيادة الإنتاج لوحدة المساحة، ويجب أن تتضمن الزراعة العمودية عدة اشتراطات أهمها:

  • التحكم بالتبريد والتدفئة والتهوية.
  • وحدات آلية للرَيّ والتسْميد.
  •  نظـام تعقيم للمياه المُراجَعة والمُعاد استخدامها.
  •  نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي.
  •  الجوانب والسقف تُصنَع من الجدران العازلة.

ويُشار إلى نظام الاكوابونيك بالزراعة التكاملية، حيث يتم جمع النبات بالأسماك، ويعتمد هذا النوع من التقنيات الزراعية على نظام زراعة مغلق متكامل بين تغذية النبات ومخلفات الأسماك، ويشمل عدة اشتراطات لنجاح تلك التقنية وهي:

  • التحكم بالتبريد والتدفئة والتهوية ونظام الرَيّ والتسميد.
  •  وحدات آلية رَيّ وتسميد ونظام تقليب وضَخّ الاكسجين.
  •  نظام تعقيم المياه الراجعة والمعاد استخدامها.
  • نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي.

التقنيات الزراعية في محاصيل الحبوب 

الزراعة العفير، وفيها تستخدم آلة التسطير عند زراعة الحبوب بطريقة الزراعة العفير، حيث تساعد هذه الطريقة على انتظام توزيع حبوب وثبات الزراعة للحصول على نباتات متجانسة، إذ تحرث الأرض مرتين متعامدتين حتى تُهيأ لنمو البذور بشكل جيد، وتُسهّل هذه الطريقة مقاومة الحشائش، وتوفّر كمية التقاوي "البذور" المستخدمة، كما تفضل الزراعة العفير بالتسطير في الأراضي المروية بالماء.

وهناك طريقة أخرى تُسمى "زراعة العفير البدار"؛ تبذر فيها التقاوي يدويًّا بانتظام في الحقول الزراعية، ثم تغطى الحبوب حتى تنبت بشكل مرتفع، ويجب ألا يزيد عمق البذرة على 5 سم، بعد ذلك تُقسّم الأرض وتروى بالماء.

ومن الطرق الزراعية، الزراعة الحراتي: تُزرع الحبوب باستخدام طريقة الزراعة الحراتي في الأراضي الموبوءة بالحشائش، حيث تُروى الأرض أولًا قبل الزراعة بمدة كافية لإنبات الحشائش، بعد ذلك تحرث الأرض مرتين متعامدتين وتنثر البذور بعد الحرث مباشرة، ثم تحرث مرة أخرى متعامدة وتسوى لتسهيل عمليات الري.

والزراعة المطرية، عند زراعة الحبوب باستخدام طريقة الزراعة المطرية، يحتاج الهكتار إلى نحو 100 كلجم من البذور، وتحرث فيها الأرض مرتين متعامدتين، تكون المرة الأولى للحرث بعد انتهاء موسم الزراعة السابقة، والمرة الثانية خلال النصف الأول من شهر نوفمبر بهدف زيادة قدرة الأرض على الاحتفاظ بمياه الأمطار.

كما يوجد حرث ثالث بعد هطول الأمطار التي تكفي للإنبات، حيث تنثر البذور بعد المطر مباشرة، ولا داعي لتسوية الأرض، لأن ضغط التربة يساعد مياه الأمطار على الجريان السطحي.

إحدى مزارع الزيتون في منطقة الجوف. (واس)
إحدى مزارع الزيتون في منطقة الجوف. (واس)

تطوير التقنيات الزراعية في السعودية

بعد صدور موافقة مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية، على دعم التقنيات الزراعيّة الحديثة في السعودية عام 2020 بحد أعلى يصل إلى نسبة 70%، وتمثل تلك النسبة جزءًا من قيمة القرض لمشروعات متعددة مثل: مشروع سلسلة الدواجن اللاحم، ومشروع البيوت المَحمية المُكيّفة، ومشروع الاستزراع المائي، وتنطلق تلك الموافقة تأكيدًا على أهمية المشروعات الثلاثة ضمن منظومة الأمن الغذائي، وتماشيًا مع التوجّهات التقنية لقطاع الزراعة تحت مظلة رؤية السعودية 2030، إضافةً إلى دعم تلك الموافقة بتوفير التقنيات الحديثة، ورفع كفاءة الإنتاجية ضمن تطورات ومستجدات التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي.

كما تُعدُّ تلك الخطوة تعاونًا تكامليًّا بين كلٍّ من صندوق التنمية الزراعية ووزارة البيئة والمياه والزراعة و​المختصين بقطاعات: الاستزراع المائي والدواجن والبيوت المحمية. ​وتقوم الإدارة التنفيذية بمراجعة التقنيات الحديثة ومسـتجداتها من فترة إلى أخرى وإدراجها ضمن المشروعات المستهدفة للدعم.

تعليم التقنيات الزراعية 

نظّم المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة "استدامة"، بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية، دورةً تدريبيةً متخصصة بعنوان "الزراعة الحديثة.. استثمار واعد في البيوت المحمية"، وذلك خلال الفترة من 22 إلى 24 ديسمبر 2020م.

وتأتي الدورة ضمن إطار التعاون بين المركز والصندوق في تعزيز مجالات العمل المشترك بينهما في مجال التنمية الزراعية، وخاصةً فيما يتعلق بعمل برامج ودورات تدريبية متخصصة، ونشر ثقافة استخدام التقنيات الحديثة التي تساعد في زيادة الإنتاج وتضمن سلامة المنتجات الزراعية، وكفاءة استخدام المياه بناء على الأبحاث التطبيقية التي يقوم بها مركز "استدامة" والمراكز البحثية المتقدمة، وكذلك تعزيز الاستثمار في التقنيات الحديثة في مشروعات البيوت المحمية التي تدخل ضمن دور صندوق التنمية الزراعية في تشجيع استخدامها، من خلال رفع نسبة التمويل للمشروعات التي تعتمد استخدام التقنيات الحديثة إلى 70% من التكاليف الاستثمارية والتشغيلية.

وتضمَّن البرنامج التدريبي للدورة التعريف بالمركز ودوره في هذا المجال، وتناول تطور الزراعة المحمية في المملكة، والتقنيات الحديثة في الزراعة، إضافةً إلى الزراعة بدون تربة، ومعرفة المواصفات القياسية للبيوت المحمية في وسط المملكة، ومعرفة إدارة المحصول داخل البيت المحمي، ونظام المكافحة المتكاملة للبيت المحمي، ونتائج المركز في تطبيقات المكافحة الحيوية كخيار آمن ومستدام لحماية النبات.

وتضمنت الدورة تطبيقات ميدانية، شملت الاطلاع على أحدث التقنيات العالمية في مجال البيوت المحمية الموجودة في مركز "استدامة"، والاطلاع على أهم نتائج أبحاث المركز خلال السنتين الماضيتين، وكذلك التعرُّف على مواصفات البيوت المحمية بمركز "استدامة"، إضافةً إلى طريقة إنتاج الشتلات ومعرفة عمليات إدارة المحصول لبعض المحاصيل الزراعية.

الورشة الدولية لمستقبل الزراعة العمودية في السعودية

نظّم صندوق التنمية الزراعية ورشة عمل حول تقنيات الزراعة العمودية بوصفها إحدى تقنيات الزراعة الحديثة في السعودية، وشهدت الورشة الدولية الأولى لتقنيات الزراعة العمودية عددًا من الموضوعات المهمة، حيث استعرض الدكتور تويوكي كوزاي بجامعة شيبا اليابانية فوائد وتحديات الزراعة العمودية في المناطق الجافة، كما تناول الدكتور مارك تستر بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خلال ورقة عمل، الدور الذي يمكن أن تؤديه الزراعة العمودية في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة. واستعرض الأستاذ ديفيد روسنبرغ الرئيس التنفيذي لشركة ايروفارم الأمريكية، دور الزراعة العمودية في المساهمة في الأمن الغذائي عبر إنتاج مجموعة كبيرة من المحاصيل بما فيها الخضار والفواكه، كما تم استعراض كفاءة استخدام الموارد في الزراعة العمودية.

وتهدف الورشة إلى زيادة الوعي بأهمية تمكين المستثمرين والمزارعين من المصادر الضرورية للزراعة العمودية من ماء وطاقة وأرض، إضافةً إلى ضرورة تطوير السياسات والقوانين لتشجيع الزراعة العمودية لتسهيل إجراءات اعتمادها، وتشجيع البحث والتطوير عبر الدعم الفني والمالي لمواكبة التطور في الزراعة العمودية، وبناء القدرات وتقوية انسياب المعلومات والمعارف للمستثمرين والمزارعين وتمكين الإرشاد في ذلك.

إحدى مزارع النخيل في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية. (واس)
إحدى مزارع النخيل في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية. (واس)

هاكاثون التقنيات الزراعية في القصيم

في السياق التعليمي ذاته؛ شهدت منطقة القصيم انطلاق أعمال أول هاكاثون دولي متخصص في التقنيات الزراعية، الذي نظّمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ ممثلة في برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية، وبالشراكة مع مؤسسة الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز المجتمعية «مجتمعي»، وذلك بهدف تطوير حلول تقنية وأفكار مبتكرة للمساهمة في مواجهة التحديات والمشكلات المتزايدة في القطاع الزراعي.

ويأتي هاكاثون «التقنيات الزراعية» في نسخته الأولى، ضمن جهود المملكة نحو إيجاد جيل جديد من أصحاب المشروعات المبتكرة في القطاع الزراعي، ورفع كفاءة هذا القطاع الواعد؛ بما يتواءم مع رؤية السعودية 2030.

وباعتباره إحدى وسائل تطوير توظيف الابتكارات التقنية في مواجهة المشكلات المتزايدة في القطاع الزراعي، سعى الهاكاثون إلى إيجاد حلول تقنية للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مجال الآفات والمكافحة الزراعية، وذلك من خلال توظيف واستخدام البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتوقع والوقاية من هذه الآفات عبر استخدام هذه التقنيات الذكية.