الهيئة السعودية للمياه

الهيئة السعودية للمياه (المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة سابقًا)، هي الجهة المسؤولة عن إدارة منظومات تحلية المياه وتشغيلها وصيانتها، وإعادة إنتاج وتحلية مياه البحر، وضخها إلى مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية.يقع المقر الرئيس للمؤسسة في مدينة الرياض، يرأس مجلس إدارتها وزير البيئة والمياه والزراعة.

بدأت عملية تحلية المياه في السعودية حين أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1348هـ/1928م، أمره السامي بإنشاء جهازي تكثيف لتقطير مياه البحر، أُطلق عليهما لاحقًا الكنداسة، عملت على توفير احتياجات قوافل الحجيج والمعتمرين.

في عام 1394هـ/1974م، ونظرًا إلى الاحتياجات المتزايدة للطلب على المياه في المملكة، تأسست رسميًا المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بموجب مرسوم ملكي، كمؤسسة حكومية مستقلة ذات شخصية اعتبارية تتبع وزارة البيئة والمياه والزراعة.، وفي 28 شوال 1445 هـ / 7 مايو 2024 م وافق مجلس الوزراء على تحويل (المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة) إلى هيئة باسم (الهيئة السعودية للمياه).

للهيئة السعودية للمياه مهام عدة، منها: إنتاج وتحلية مياه البحر، وضخ المياه المحلاة إلى مدن ومحافظات المملكة عبر شبكة أنابيب يبلغ طولها نحو 11.600 كم، وتطوير منظومات الإنتاج، وتقديم منتجات مائية وكهربائية لتعزيز ودعم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وبناء وتشغيل وصيانة منظومات التوليد الكهربائية، والتدريب ودعم البحوث العلمية.

تعمل الهيئة السعودية للمياه على تلبية الاحتياجات من المياه المحلاة بأقل تكلفة ممكنة، من خلال الاستثمار في الموارد البشرية، وتطوير صناعة التحلية، والإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والالتزام بمعايير السلامة والبيئة.

تشمل استراتيجية الهيئة السعودية للمياه تطوير سلسلة الإمداد، والحفاظ على البيئة للتكامل مع التنمية المستدامة، كأحد مستهدفات رؤية السعودية 2030، باستخدام المعدات التكنولوجية الحديثة في مجال تحلية المياه ونقلها، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عمليات تسريع الإنتاج لتحلية المياه المالحة والكهرباء.

تتبنى الهيئة السعودية للمياه منهج الاستدامة المؤسسية، التزامًا بالأنظمة المحلية فيما يتعلق بحماية البيئة، وإنتاج الطاقة، وتنمية الاقتصاد، ومبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة  UNGC، وأهداف التنمية المستدامة SDGs، ومتطلبات المواصفة القياسية ISO26000، ومعايير المسؤولية الاجتماعية CSR.

تتحقق الاستدامة المؤسسية عبر عدد من المستهدفات، منها: توطين الوظائف، وابتكار الحلول لدعم طرق إنتاج المياه المالحة واستدامتها، وتوفير مرافق وخدمات طبية عالية المستوى، وتجهيز المنظومات بأحدث التقنيـات لتتناسب مع صناعة تحلية المياه وإنتاج الكهرباء بصفة مستدامة، والإدارة المسؤولة للموارد الطبيعية، وتحقيق المساواة بين الجنسين بالوظائف والاستحقاقات وتمكين المرأة، وزيادة المسطحات الخضراء، واستخدام الطاقة النظيفة.

أطلقت الهيئة السعودية للمياه عددًا من مبادرات الاستدامة المؤسسية ضمن برنامج التحول الوطني لتعزيز أهداف البرنامج، والإسهام في تحقيق رؤية السعودية 2030، وهي: مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة تحسين جودة المياه، ومبادرة الاستثمار التجاري لمياه الرجيع الملحي، وتعزيز مصادر المياه المحلاة، وزيادة الكفاءة والأداء، وبناء قدرات المحتوى المحلي.

تمكنت الهيئة السعودية للمياه، من تحطيم رقمها القياسي العالمي لعام 1439هـ/2018م، والبالغ 5 ملايين م3 من المياه المحلاة يوميًا، بتسجيل رقم قياسي جديد بلغ 5.6 ملايين م3 مكعب من المياه المحلاة يوميًا، إذ حصلت على شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية لعام 1440هـ/2019م، بوصفها أكبر منشأة منتجة لمياه البحر المحلاة في العالم، ثم وصلت إلى 6.3 ملايين م3 في 1444هـ/2023م.

في عام 2021م، حصلت على رقم قياسي جديد كأقل منظومة لاستهلاك الطاقة في تحلية المياه، بـ 2.27 كيلو واط/ساعة لكل متر مكعب من المياه، كما حصلت محطة الجبيل لتحلية المياه المالحة عام 1440هـ/2019م على أكبر إنتاج لمحطة في العالم بلغ 1.4 مليون م3 من المياه المحلاة يوميًا. حصلت الهيئة على جائزة أفضل شركة تحلية مياه في العالم لعام 1442هــ/2021م، في المسـابقة الدولية التي تنظمها المنظمة العالمية جلوبال ووتـرانتليجنـس "GWI"، والمركز الأول بيـن الجهات الحكومية في التميّز المؤسسي لبرنامج ركائز استدامة كفاءة الإنفاق.

حصلت الهيئة على شهادة الاعتراف بالتميّز المؤسسي من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة، ونالت تقييم 4 نجوم، وتُعدُّ الجهـة الأولى الحاصلة على هذه الجائزة في المملكة، وجائزة التميّز العملي بخلق الفرص الإبداعية، وشهادة نظام إدارة الجودة الآيزو 9001.