تم نسخ الرابط بنجاح

صيد الأسماك والاستزراع المائي في السعودية

saudipedia Logo
صيد الأسماك والاستزراع المائي في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

يشير مفهوم صيد الأسماك والاستزراع المائي في المملكة العربية السعودية، إلى تنمية جميع منتجات الأحياء المائية بشقيها: الاستزراع المائي والمصايد البحرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية، وتغطية احتياجات المملكة من الأغذية البحرية، وتنويع مصادر الدخل ودعم الاقتصاد.

ويُعدُّ قطاع الأسماك في السعودية من أفضل القطاعات تطبيقًا للأمن الحيوي على مستوى العالم، وبلغ إجمالي الإنتاج المحلي للمأكولات البحرية خلال عام 2020م نحو 140 ألف طن، بحجم استهلاك محلي وصل إلى 295 ألف طن، محققةً اكتفاءً ذاتيًّا في الأمن الغذائي يصل إلى 55%، ووصلت الواردات إلى 215 ألف طن، وبلغ حجم الإنتاج المحلي للاستزراع المائي خلال 2020م نحو 80 ألف طن، بحجم صادرات يصل إلى 60 ألف طن، وبلغ الإنتاج المحلي لمصايد الأسماك في 2020م نحو 60 ألف طن متري.

الاستزراع المائي في السعودية

بدأ الاستزراع المائي في السعودية بإنشاء مركز أبحاث الثروة السمكية بجدة عام 1982م، لدراسة الأنواع المحلية المناسبة للاستزراع المائي من الأسماك، إضافةً إلى تقديم الدعم الفني والاستشاري للمزارع المائية الناشئة.

ويُعدُّ قطاع الاستزراع السمكي من أسرع القطاعات الغذائية نموًّا بمعدل 6% سنويًّا، وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على زيادة رفع الكفاءة الإنتاجية والتسويقية للاستزراع المائي من خلال دعم ومساندة إنشاء كيان جديد يضم مشاريع الاستزراع السمكي الصغيرة القائمة، إذ بلغ إجمالي المصيد من المصايد البحرية والاستزراع السمكي لعام 2021م نحو 177,264 طنًّا.

وتتمتع المملكة بموارد طبيعية وافرة على امتداد الخط الساحلي البالغ طوله أكثر من 2,600 كلم، إضافةً إلى امتلاكها قدرة استيعابية لـ5 ملايين طن من الأسماك، وتعرف المملكة عالميًّا بالجودة المتماشية مع برامج المعايير الدولية للأمن الحيوي، إذ تسعى لأن تكون جميع الشركات العاملة في القطاع حاصلةً على شهادة أفضل ممارسات الاستزراع المائي (BAP).

ويجري استزراع عدة أنواع من الأحياء المائية في المملكة تشمل: الروبيان، والأسماك البحرية، وأسماك المياه العذبة، والطحالب البحرية، وتشكّل مشاريع الثروة السمكية المرخصة 13 مزرعةً متخصصةً في الأسماك المالحة، و6 مزارع للروبيان، و136 مزرعةً لأسماك المياه الداخلية، ومزرعة واحدة لأسماك الزينة.

وبحسب إحصاءات وزارة البيئة والمياه والزراعة لعام 2019م، تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمزارع أسماك المياه المالحة 5,367.095 طنًّا، ولمزارع أسماك الزينة 3 ملايين سمكة، وتصل الطاقة الإنتاجية السنوية لمزارع أسماك المياه الداخلية إلى 9,217 طنًّا، ومزارع الروبيان 60,745.959 طنًّا.

كما تعمل الجمعية الوطنية للاستزراع المائي مع إدارة الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه والزراعة لسن الأنظمة والتشريعات والخطط اللازمة لضمان نجاح ونمو صناعة الاستزراع السمكي في المملكة، وتهيئة صناعة الاستزراع المائي، وعمل الدراسات البيئية ومتابعة الالتزام البيئي للمشاريع، وتحفيز الكيانات التجارية للدخول في استثمارات مناسبة.

الأسماك المستزرعة في السعودية

يُعدُّ الروبيان من أهم الأنواع المستزرعة في المملكة، ويستزرع على نوعين هما: الروبيان الغانمي الذي أُدخل إلى المملكة في عام 2012م، والروبيان الأبيض الهندي الذي بدأ استزراعه بإنشاء أول مزرعة تجارية لاستزراعه عام 1997م، ثم تأسست في عام 2000م، شركة الروبيان الوطنية التي تُعدُّ أكبر مُنتِج للروبيان الأبيض في العالم.

وتأتي الأسماك البحرية من ضمن الأنواع المستزرعة في المملكة، وتتألف من عدة أنواع من الأسماك، أبرزها: أسماك البراموندي التي استُزرعت في عام 1998م، وأسماك الدنيس التي أدخلت عام 2008م، وأسماك السبيطي، والهامور، والسيجان، وأسماك البلطي البحري، وأسماك البوري العربي، وأسماك الحفش.

الاستزراع في المياه الداخلية في السعودية

تُشكّل أسماك المياه العذبة أهم الأسماك المستزرعة في مزارع المياه الداخلية، وتنتشر في عدة مناطق كالرياض والقصيم وحائل والمنطقة الشرقية ومكة المكرمة، إذ تُشكّل أسماك البلطي النيلي النسبة الأكبر من حجم الإنتاج بنسبة 98%، إضافةً إلى إنتاج أنواع أخرى من الأسماك مثل أسماك الزينة والكافيار.

ويُعدُّ خيار البحر من الأنواع المستزرعة حديثًا في المملكة، إذ استُزرع عام 2013م بإنتاج سنوي يصل إلى 90 طنًّا، كما يجري استزراع أنواع مختلفة من الطحالب البحرية كالطحالب الدقيقة.

مشاريع وبرامج لتنمية الاستزراع المائي في السعودية

تُعدُّ المجموعة الوطنية للاستزراع المائي "نقوا"، أكبر المزارع البحرية المتكاملة في العالم والمتخصصة في إنتاج الجمبري والأسماك، تتلقى الدعم من صندوق التنمية الزراعية، وتنتج سنويًّا نحو 100 ألف طن من المنتجات البحرية، وتُصدِّر الروبيان والأسماك وخيار البحر إلى نحو 32 دولة في العالم، منها: اليابان وكوريا والصين وأستراليا والولايات المتحدة.

ويضمن البرنامج الوطني لمراقبة الأمن الحيوي تغطية مراحل الإنتاج لتأكيد خلو الأحياء المائية المستزرعة ومنتجاتها من أي مسببات مرضية، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المشاريع، ويعمل البرنامج على عدة مهام، منها: منع دخول الأمراض، وتحسين صحة الكائنات المستزرعة، والحد من انتشار الأمراض، وزيادة ربحية المشاريع.

وتشير إحصاءات البرنامج لعام 2018م، إلى سحب أكثر من 22 ألف عينة، وقد بلغ عدد عينات الروبيان منها 13,349 عينةً، بينما بلغ عدد عينات الأسماك 7,136 عينةً، وعدد عينات سرطان البحر 1,423 عينة، وعينات الهائمات البحرية 164 عينة، وتشمل مناطق العينات خمس مناطق رئيسة، هي: المدينة المنورة، وتبوك، ومكة المكرمة، وجازان، والمنطقة الشرقية.

المصايد البحرية في السعودية

تُعدُّ المصايد البحرية من القطاعات المرتبطة بمهنة الصيد، وتشرف إدارة الثروة السمكية على جميع ما يتعلق بالصيادين، ووسائط الصيد، والنزهة البحرية من حيث التصاريح، وأدوات الصيد المستخدمة، ومرافئ الصيد، ونقاط الإنزال.

وبحسب إحصاءات إدارة الثروة السمكية، فإن مصايد المملكة من كل من البحر الأحمر والخليج العربي تنتج نحو 70 ألف طن من الأسماك؛ حيث يبلغ إنتاج الخليج العربي 63% من حجم الإنتاج بأكثر من 44,500 طن من الأسماك سنويًّا، ويشكل إنتاج البحر الأحمر 36% بحجم إنتاج نحو 26,500 طن في العام.

ووصلت أعداد مراكب صيد الأسماك خلال الفترة 2012م-2021م في الخليج العربي إلى 2,133 مركبًا، وفي البحر الأحمر إلى 8,475 مركبًا تقليديًّا، و156 صناعيًّا، بإجمالي يصل إلى 10,764 مركبًا، بينما وصلت أعداد القوى العاملة في صيد الأسماك بحسب إحصاءات الوزارة لعام 2021م إلى 30,019، وبلغ عدد الصيادين منهم 8,746، وعدد عمال الصيد السعوديين 3,700 صياد.

وتحتوي المملكة على 13 مرفأ لصيد الأسماك، وأربعة مرافئ تحت الإنشاء، وفيها 150 منفذًا لبيع الأسماك، تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على المحافظة على استقرار أسعار البيع فيها.

ولرفع الكفاءة الإنتاجية والتسويقية في قطاع الصيد، أُطلق في عام 2018م، شعار جودة السمك (سمك SAMAQ)، وهو نظام وطني لإصدار شهادات الاستزراع المائي ووسم المنتجات.