مبنى برج الفيصلية، هو أول ناطحة سحاب في المملكة العربية السعودية، يبلغ ارتفاعه 267م، وكان وقت إنشائه أعلى من أي مبنى في أوروبا، يقع في حي العليا بمدينة الرياض، وبدأ إنشاؤه عام 1417هـ/1997م، دشّن أعمالَ بنائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عندما كان أمير منطقة الرياض، وافتُتح البرج، الذي يزن 10,500 طن، عام 1420هـ/2000م.
يشتمل البرج على 30 طابقًا، تضم: مكاتب شركات، ومطاعم، ومرافق خدمية، ومراكز للاحتفالات والمؤتمرات، وفندقًا من فئة خمس نجوم بحيز ثمانية طوابق، إضافةً إلى أسواق تجارية موزعة على أربعة أدوار، فيها 100 معرض.
تصميم مبنى برج الفيصلية
يتكون مبنى برج الفيصلية، الذي يمتد على مساحة 34 ألف م2، من خمسة أقسام، هي: برج الفيصلية، والمركز التجاري، ومركز المؤتمرات والولائم، وفندق الفيصلية، والشقق السكنية. واكبت الفكرة الهندسية لتصميم برج الفيصلية عصر التقنية واستخدمت وسائلها، وهذا الاستباق لم يكن عامل اغتراب عن البيئة المعمارية والاجتماعية آنذاك، بل جاء تعزيزًا لبدء عصر جديد من الهندسة المعمارية المستخدمة لأحدث التقنيات في السعودية، إذ كان البرج أول المشروعات من نوعه في المملكة.
جاء تصميم مبنى برج الفيصلية شبيهًا في بعض تفاصيله، بمئذنة مسجد عمر بن الخطاب التاريخي في منطقة الجوف شمالي السعودية، وأُضيفت أعلى البرج كرة زجاجية بقطر 24م، يمكن مشاهدتها من جميع أنحاء مدينة الرياض، كما صمم المعماري البريطاني بريان كلارك الزجاجَ المقوى المطفأ لواجهات البرج، بحيث تتمازج ألوانه ليعكس التنوع البيئي في السعودية.
أدارت شركة عقارية محلية قسمين من المبنى، هما: برج الفيصلية والمركز التجاري، بينما أدارت شركة أخرى: فندق الفيصلية، ومركز المؤتمرات والولائم، والشقق السكنية.
تحديات بناء مبنى برج الفيصلية
كانت التحديات البيئية أبرز ما واجه إنشاء مبنى برج الفيصلية، وقد اختبرت شركة بناء محلية بإجراءات إضافية، جميع احتمالات الحجر الجيري، قبل أن تبدأ بصب قاعدة الأساس الخرسانية التي استمر صبّها 17 ساعة متواصلة، بعمق 15م تحت الأرض، للتحقق من عدم وجود فجوات أو كهوف أو فراغات، عن طريق حفر 1000 ثقب داخل الحجر الجيري، بعمق 35م، رغم أن المطلوب حسب تخطيط البناء هو خمسة أمتار لغالبية الثقوب، وذلك لضمان عدم حصول أي تصدع بالبنية التحتية للبرج.
استُخدم في قاعدة البرج نوع خاص من الإسمنت، لحشو التجاويف الصخرية، واستباقًا لتشققات التربة التي قد تنتج من عوامل مناخية، كما بُطنت جميع الأساسات بطبقة مطاطية عازلة، لارتفاع منسوب المياه السطحي في الأرض التي يقف عليها البرج.
كان من المتوقع أن تميل قمة برج الفيصلية نحو 450 ملم، خلال ثلاثة أعوام بسبب الرياح، وعلى الرغم من أن الميلان مسألة طبيعية فيزيائيًّا، أُخذ بالحسبان تصميم البرج ليحتمل سرعة رياح عالية جدًّا تُقدر بـ 140 كلم/ساعة.
احتياج برج الفيصلية من الطاقة والاتصالات
يبلغ احتياج مبنى برج الفيصلية من الكهرباء 27 ميجاوات، ومُددت مرافقه بطاقة بلغت نحو 14 ألف فولت، ورغم أن هذا الرقم يُعدُّ كبيرًا نسبيًّا، إلا أن برج الفيصلية يستعمل للمتر المربع طاقة أقل مقارنة بالمجمعات المماثلة بالحجم، كما يستخدم البرج 5 آلاف خط هاتفي، نسّقتها للبرج شركة الاتصالات السعودية (STC)، والتي تكفي لإمداد مدينة صغيرة، وتطلب ذلك ربط شبكة ألياف بصرية مباشرة بمقسم البرج المحلي.
فكرة إنشاء برج الفيصلية
طرح الأمير بندر بن سعود آل سعود الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، فكرة مشروع إنشاء برج الفيصلية على أعضاء المؤسسة، وبعد سلسلة ترشيحات ضمت شركات هندسية عالمية، تشارك في تنفيذ البرج شركتان بريطانيتان، من الشركات العالمية العاملة في مجال الاستثمارات الهندسية، هما: شركة سير نورمان فوستر وشركاؤه، وشركة بورو هابولد هافان، وأشرف على التفاصيل في تصميم البرج بأرض الرياض المعماري البريطاني نورمان فوستر، الذي صمم مطار ستانستيد وجسر الألفية في لندن.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة