مسجد التنعيم

مسجد التنعيم أو مسجد السيدة عائشة، هو أحد المساجد التاريخية المهمة في مكة المكرمة، ويُحرم منه أهل مكة للعمرة؛ تأسيًّا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولملاصقته الحدود الشرعية للحرم، في الجهة الشمالية الغربية من مكة المكرمة، أبوابه مفتوحة على مدار الساعة طول العام، ويستوعب 15 ألف مُصلٍ. تسمى عمرة المحرمين منه "عمرة التنعيم" تمييزًا لها.

سمي المسجد بالتنعيم لوقوعه على يمين جبل يُسمى نعيم، وعلى يسار جبل آخر يدعى ناعم في وادٍ يُسمى نُعمان، كما يُعرف باسم مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لأنه بُني في المكان نفسه الذي أحرمت منه بالعمرة في حجة الوداع من السنة التاسعة للهجرة، بتوجيه من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعرف أيضًا باسم مسجد العمرة، لأن كثيرًا من أهل مكة ومن نزل بها من قاصديها يحرمون بالعمرة منه.

يقع مسجد التنعيم على أرض مستطيلة الشكل عند نهاية حد الحرم من جهة المدينة المنورة، تصل مساحته مع المرافق التابعة له إلى 84 ألف م2، ومساحة المسجد 6 آلاف متر مربع، وله منارتان، وبالقرب من المسجد عدد من المرافق، تشمل: مواقف للحافلات وسيارات الأجرة والسيارات الخاصة، وساحات مظللة، ودورات مياه، وبرادات ماء، ومحلات لبيع ملابس الإحرام الخاصة ومستلزمات المعتمرين والحجاج.

يبعد عن المسجد الحرام 7.5 كلم شمالًا على طريق مكة – المدينة بالسيارة، ويتميز بهندسته المعمارية ونوافذه وأبوابه الضخمة، إذ يجمع بين الطراز المعماري التاريخي القديم ومظاهر العمارة العربية الإسلامية الحديثة.

كان أول من عَمَرَه أمير مكة أبو العباس عبدالله بن محمد، في عهد خلافة المتوكل العباسي في العام 240هـ، وهُدِم فيما بعد، وأصبح المعتمرون يحرمون من أرضٍ خلاء مكان المسجد لفترة من الزمن، حتى أُعيد بناؤه لاحقًا في عهد الدولة السعودية، ثم أُعيد بناء المسجد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، بتكلفة بلغت 100 مليون ريال.