تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الفروسية في عهد الملك عبدالعزيز
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

الفروسية في عهد الملك عبدالعزيز، تعد الخيول العربية الأصيلة والفروسية جزءًا من الموروث التاريخي والثقافي للمملكة العربية السعودية، واكتسبت بعد توحيد المملكة بُعدًا وطنيًا فكانت رمزًا للشجاعة والاعتزاز بالهوية، وجزءًا من العتاد العسكري الذي ساعد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في معارك توحيد السعودية، واشتهر من خيوله آنذاك "منيفة"، و"الصويتيّة"، و"عبيّة". وأحيطت الفروسية والخيول الأصيلة بعناية ورعاية الملك المؤسس، وما زالت تحظى باهتمام كبير في السعودية.

اعتناء الملك عبدالعزيز بالخيول الأصيلة

اعتنى الملك عبدالعزيز بالخيل واهتم بشؤونها، حيث جاء في كتاب "أصول الخيل العربية" لحمد الجاسر ما نصه "ففي عهد الملك عبدالعزيز اتجهت عنايته إلى رعاية الخيل، والاهتمام بشؤونها، قال يوسف ياسين: لما رأى ذلك (يعني كثرة ما يقتل من عتاق الخيل في الحروب) وخاف على أنساب الخيل أن تضيع، جمع الخيول الأصايل، وجعل لكل منها مكانًا خاصًا وخدمًا مخصوصين وشدد في أوامره بالمحافظة عليها والعناية بها".

وأسس الملك عبدالعزيز ديوانًا كاملًا من أجل العناية بالخيل، وكانت خيوله من أجود الخيول العربية، إذ كان إسطبل خيوله من أكبر الإسطبلات على مستوى الجزيرة العربية.

وحرِص الملك عبدالعزيز على إقامة سباقات الخيل في الرياض والطائف وغيرها، واشترك بعض الأمراء فيها، حيث كان يعقد سباقًا للخيل بعد صلاة الجمعة في مقر الحكم بالرياض، وسباقًا آخر يشهده الأمير فيصل بن عبدالعزيز في الطائف، ومن مظاهر اهتمام الملك عبدالعزيز برعاية الخيول الأصيلة وحفظ سلالاتها توفير بيئة مناسبة لا تتيح لها الاختلاط بغيرها، فاختار أن ينشئ إسطبلاته في الخرج، واشترط ألا يخالطها إلا الخيل الأصيلة؛ لتحتفظ بسلالتها صافية، ووضع لها حِمى قريبة من الرياض لترعى بها، في قنيفذة وسامودة، لملاءمة موقعها على طريق الحجاز؛ مما سهل عليه الإشراف عليها بنفسه، كما حرِص على اختيار المدربين الأكفاء لتدريبها.

وكان الملك عبدالعزيز ذا معرفة بالخيول العربية وأصولها، واشترى الخيول ذات السلالات الأصيلة من مختلف القبائل، واشتهر عدد من خيوله أثناء معارك التوحيد، مثل: "منيفة"، و"الصويتية"، و"عبيّة"وتنحدر خيول الملك عبدالعزيز من خمسة أرسان، هي: الكحيلة، والحمدانية، والصقلاوية، والعبيّة، والصويتيّة، وقدّم بعض خيوله هدايا للأشخاص والدول، وعدّ ذلك أحد أشكال الاتصال الدبلوماسي، وقيمة ورمزًا للكرم وتعزيزًا للعلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، منها: إهداء الملك جورج السادس الفرس "طرفة" بمناسبة تتويجه ملكًا على بريطانيا، وإهداء الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة عام 1355هـ/1936م الفرس "دهمة"، مما أسهم في انتشار سمعة الخيول النجدية وأصالتها، وتعزيز مكانة السعودية مركزًا لتربية وتدريب الخيول الأصيلة.

نادي الفروسية بالرياض

أُسس نادي الفروسية بالرياض في عهد الملك عبدالعزيز حيث كانت تقام سباقات الخيل في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرياض، وكان ميدان السباق ينطلق من آخر طريق صلاح الدين الأيوبي إلى نقطة النهاية أمام ربوة مرتفعة كان يجلس عليها الملك عبدالعزيز ليشاهد السباق (الموقع الحالي لمبنى النادي الرياضي التابع لنادي الفروسية بحي الملز)، وكان هذا السباق يقام بين أبناء الملك، وعلى خيل عربية أصيلة يملكها هو وبعض الأمراء من أبنائه الذين أصبحوا يهتمون باقتناء الخيل ويشاركون بها في السباقات.