تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
توطين البدو في السعودية
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

توطين البدو في السعودية، هو أحد المشاريع الاجتماعية التنموية التي أنشأها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في أوائل القرن العشرين الميلادي بالمملكة العربية السعودية، بهدف تحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتشكيل نمط حياة جديد لجماعات البادية التي اعتادت الترحال والتنقل بحثًا عن حياة مستقرة.

أُسس مشروع توطين البدو في السعودية

بدأ المشروع بإرسال دعاة ومرشدين إلى هِجر البادية لحثّهم على الاستقرار بدلًا من التنقل والترحال، لما له من أثر في فهم الواجبات الدينية وفهم العقيدة لممارستها الصحيحة، وتزايد عدد المستوطنات لما يفوق 200 مستوطنة أُسست في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ثم امتد مشروع توطين البدو إلى كافة مناطق المملكة، وتحولت اليوم إلى مدن صغيرة تتوافر فيها الخدمات الحضارية.

تناول مشروع توطين البدو في بدايته، المناطق المناسبة للاستقرار التي تضم آبارًا للمياه الصالحة، ثم خُصصت للقبائل ومُدت بعد ذلك بمساعدات لبناء المساجد والبيوت، وبعد إرسال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طلبة العلم والمعلمين للبادية في هجرهم، لتعليم أبنائهم مبادئ العلوم الشرعية وتأسيس حفظهم للقرآن الكريم، تحولت الهجر لحواضر تمتلئ بالنشاط والحركة، خاصة في المجال الزراعي؛ إذ كان أول اتجاه لساكني الحاضرة من حيث عوامل الاستقرار، وانتشرت عقب ذلك التجمعات السكانية الحديثة بأنحاء المملكة وفي مواقع عُرف عنها خلوها من التجمعات السكنية المستقرة.

أهداف مشروع توطين البدو في السعودية

استهدف مشروع توطين البدو في المملكة في مجمله التأثير في فكرة حياة الشتات والترحال لأبناء البادية، حيث كانت سياسته استيطانية شاملة ترمي إلى الارتقاء بسبل العيش، وزودت مناطق الاستيطان المدروسة بقواعد أمنية يمكن من خلالها تنظيم برامج التحول الاقتصادي والاجتماعي، التي تستهدف تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي، فعملت هذه المستوطنات على تغيير أنماط حياة الأسرة البدوية والسكن في بيوت بديلة للخيام المؤقتة.

تحول النظام المعيشي في الهِجر الجديدة إلى التجارة والإنتاج الزراعي، وعززت من خلال مشاريع التوطين مبادئ، مثل: العمل، والمنافسة بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة، واستمر مشروع توطين البدو في الازدهار حتى عام 1970م، الذي أسهم تطويره في إنشاء صندوق التنمية العقارية عام 1975م، الذي رخص من خلاله الدعم اللازم لبناء الوحدات السكنية، واستكملت الدولة بناء البنية التحتية والخدمات العامة والدوائر الحكومية والتعليمية، وهو ما جذب عديدًا من أبناء البادية نحو تداخل مجتمعي حضاري موحد.