
كان حمل البيرق (الراية) تقليدًا سائدًا في العصور السعودية بدءًا بالدولة السعودية الأولى والثانية وصولًا إلى المملكة العربية السعودية، ويُخصص لحملها عدد من الرجال المعروفين في الدولة، وكان ممن حملها:
- إبراهيم بن طوق، من أسرة آل طوق "المعامرة" من سكان الدرعية، وهو أول من حمل الراية في الدولة السعودية الأولى، وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى وابنه الإمام سعود يُحددان مكانًا معلومًا على مورد ماء معيّن في يوم معروف لاجتماع الناس، ويتقدم حامل الراية إلى ذلك المكان وينصبها على ذلك المورد.
- عبدالله أبو نهية، ثاني من حمل الراية في الدولة السعودية الأولى، وله مواقف في الدفاع عن بلدة الدرعية أثناء حصارها عام 1233هـ/1818م، وآل أبو نهية من أسر الدرعية، وتوفي عبدالله أبو نهية في حصار الدرعية.
- الحميدي بن سلمة، وآل سلمة من أسر الرياض، حمل الراية من هذه الأسرة أسماء عدة في الدولة السعودية الثانية، منهم الحميدي الذي توفي في إحدى المعارك. وكان الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية يكتب لأمراء البلدان يأمرهم بالخروج والاجتماع في مكان معين، ويخرج الراية من قصره فتنصب قريبة من باب قصر الحكم في الرياض قبل خروجه بيوم أو يومين.
- صالح بن عبدالله بن هديان، من أسر الرياض، حمل الراية في آخر عهد الدولة السعودية الثانية وأول عهد المملكة العربية السعودية، وكلفه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بحمل راية حجاج العارض السنوية، التي كان ينطلق بها مع الراية في كل سنة، ويلتف حولها الحجاج حتى يصلوا إلى مكة المكرمة، ثم يعود بها مع القوافل إلى حيث انطلقوا، وظل ذلك التقليد متبعًا حتى إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ/1932م.
- إبراهيم الظفيري، يرجع إلى قبيلة الظفران، وهي أسرة من الرياض، وحمل إبراهيم الراية للإمام عبدالله بن فيصل بن تركي ثالث أئمة الدولة السعودية الثانية.
- عبداللطيف بن حسين المعشوق، من أسرة آل المعشوق المعروفة في الدرعية ثم الرياض، ولهم صلة قديمة بالأسرة السعودية في أدوارها الثلاثة، وكان يلقب بـ"الشليقي"، عندما خرج الإمام عبدالرحمن بن فيصل إلى الكويت التحق بهم آل المعشوق،وكان عبداللطيف من روّاد التأسيس وهم الـ63 رجلًا الذين دخلوا الرياض مع الملك عبدالعزيز،وهو أول من حمل الراية للملك عبدالعزيز عام 1319هـ/1902م، توفي في معركة البكيرية عام 1322هـ/1904م بعد أن شهد جميع المعارك قبلها حاملاً الراية الخضراء، ولم يتخلف عن أي غزوة منها.
- منصور بن عبداللطيف المعشوق، هو سابع من حمل البيرق، وهو ابن حامل الراية السابق، إذ حمل راية الملك عبدالعزيز في معركة البكيرية خلفًا لوالده، ولم يلبث أن توفي تحت الراية ودفن الاثنان معًا في أرض البكيرية.
- عبدالرحمن بن مطرف، ثامن من حمل البيرق، إذ تسلّمها بعد آل معشوق، وحملها في معركة روضة مهنا عام 1324هـ/1906م، وكان عندما يصاب في المعركة يحمل الراية نيابة عنه أثناء علاجه شخصيات أخرى، لكنه يعود إلى حملها حتى أكمل الملك عبدالعزيز توحيد المملكة، كما حملها في أوقات السلم إلى جانب أوقات الحرب، ثم حملها ابنه منصور من بعده، ثم حفيده مطرف ثم عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني.
- حمل الراية السعودية رجال آخرون في ظروف استثنائية، وخاضوا بها بعض المعارك، مثل: علي بن حويل من آل حويل، وإبراهيم بن ودعان، ومحمد بن عبدالله بن ريس، وغيرهم، وكان لكل بلدة أو هجرة من نجد علم يحمله شخص من بينهم، وهو العلم الوطني نفسه الذي يحمله الحاكم من آل سعود.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة