
جيش الدولة السعودية الأولى، هم جنود دائمون ومتطوعون اعتمد عليهم حكام الدولة السعودية الأولى التي استمرت منذ عام 1139هـ/1727م حتى عام 1233هـ/1818م، بهدف تنظيم الشؤون العسكرية للدولة، وذلك للدفاع عنها ومد حكمها وتثبيتها، والعمل على استتباب أمنها واستقرارها.
تكوين الجيش في الدولة السعودية الأولى
اعتمدت الدولة السعودية الأولى على نظام "النفير" -التجنيد- في تكوين جيوشها المحاربة، وهي طريقة تطوعية أو إلزامية وفق متطلبات الحال، إذ لم يكن للدولة آنذاك جيش منظم دائم، فكان يطلب الإمام أو نائبه في الحروب من أمراء المناطق ورؤساء القبائل عددًا محددًا من المقاتلين للانضمام إلى الجيش، ويتعين على كل من طُلب منه تنفيذ الطلب، ثم التوجه إلى المكان الذي يعينه الإمام ويكون عادة بالقرب من الماء ومعروفًا عند الجميع،وبعدها يغادر الإمام الدرعية يوم الخميس أو يوم الاثنين إلى موقع تجمع أفراد الجيش.
كان ينضم إلى الجيش مشاركون متطوعون، إلا أنه كان يوجد عدد من الجنود الدائمين، كالحرس الخاص للحاكم في الدرعية وللأمراء في قاعدة كل إقليم من أقاليم الدولة، إضافة إلى عدد من الجنود الذين كانوا يقضون فترات تقصر أو تطول حسب ظروف المكان، مثل المرابطين في الحصون المبنية قرب المدن التي لم يستولوا عليها.
واستعدادًا للحرب كان يتعين على كل إقليم أو قبيلة تجهيز أفرادها المشاركين بما يلزمهم من رواحل وعتاد وأطعمة تكفيهم خلال مدة الحرب، وكانت الدولة تساعد أفراد الجيش إذا طالت مدة الحرب.
الخطط العسكرية في جيش الدولة السعودية الأولى
اعتمد الجيش في الدولة السعودية الأولى على خطط عسكرية مبنية على خطوات عدة، هي:
أولًا: عندما يكون الجيش على بعد ثلاثة أيام، يُرسل القائد جنودًا لرصد تحركات العدو ومعرفة قوته وإمكاناته.
ثانيًا: ينزل الجيش قبل غروب الشمس في المنزل ويصلي الظهر والعصر جمعًا، ثم يرحل قبل شروق الشمس.
ثالثًا: يُسرع الجيش في عدوه عند الاقتراب من العدو، ثم ينزل قريبًا منه حتى يتمكن من مباغتته، ولا يوقد النار في الليلة التي يقترب فيها من العدو حتى لا يعرف موقعه.
رابعًا: تعتمد الجيوش في حروب الصحراء على احتلال المرتفعات ومواقع عيون المياه، لما لها من أهمية خاصة في أيامهم.
خامسًا: قبل بدء القتال يعمد قائد الجيش إلى وعظ الجند وتحفيزهم، وتحذيرهم من الظلم والاغترار بكثرة الجيش، حتى لا يتسبب ذلك بفشلهم وهزيمتهم.
سادسًا: يستطلع القائد المواقع ويُرتب الكمائن بالمواضع التي يحددها، ثم يبدأ القتال بعد صلاة الصبح ويردد أفراد الجيش حينها التكبير، وبعدها يغيرون على العدو.
وكانت الجيوش الحربية في الدولة السعودية الأولى تعتمد على كثرة عدد أفراد جيشها إلى جانب شجاعتهم وإقدامهم على الكر والفر وحرب السيف، وقتال الصحراء وتحمل أهوالها، عوضًا عن اعتمادها على التدريبات القتالية والتنظيمات العسكرية.
أسلحة الجيش في الدولة السعودية الأولى
استخدمت الدولة السعودية الأولى أسلحة تقليدية عدة في حروبها وغزواتها ضد الخصوم، مثل: البنادق التي تُضرب بالفتيلة، والرماح، والسهام، والأسلحة البيضاء مثل السيوف والخناجر، إلى جانب بعض المدافع التي غنموها من خصومهم.
غنائم الحرب في الدولة السعودية الأولى
كان قائد الجيش في الدولة السعودية الأولى يوزع غنائم الحرب التي يحصل عليها بعد انتصاره، فيأخذ الحاكم خمس الغنائم لبيت مال الدولة ويوزع الأخماس الأربعة على الجند، فكانت حصة الفارس سهمين، وحصة الراجل سهمًا واحدًا، ثم يأمر الحاكم الجيوش بالانصراف والعودة إلى منازلهم.
الأمن في الدولة السعودية الأولى
أولى حكام الدولة السعودية الأولى الاهتمام بأمن البلاد، وكان أحد أسباب تقدمها في ذلك، إسناد المسؤوليات لرؤساء القبائل، حينما يتعدى أحد أفراد القبيلة على غيره، إلى جانب منع حماية مرتكبي الجرائم آنذاك.
وكان لحاميات السعودية دور في استتباب أمن الدولة، وهي وظيفة عسكرية يستبدل جندها كل عام، تسهم في المحافظة على نظام البلدان وأمنها، حيث كانت توجد في الدرعية، والهفوف، والقطيف، والبريمي، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، كما كان للأئمة والأمراء حرس خاص لحمايتهم.
المصادر
محاضرات في تاريخ المملكة العربية السعودية. مبارك الحربي. 2019م.
محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى. عبدالفتاح أبو علية. 1991م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة