تم نسخ الرابط بنجاح

أدوات الكتابة في الدولة السعودية الأولى

saudipedia Logo
أدوات الكتابة في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

أدوات الكتابة في الدولة السعودية الأولى، هي أدوات الكتابة التي استخدمت إبان مرحلة تأسيس الدولة السعودية الأولى وما قبلها، ففي منطقة نجد نواة التأسيس تشابهت أدوات الكتابة مع الأدوات التي عرفها الإنسان منذ أن عرف الكتابة، وتميّزت أدوات الكتابة التقليدية في نجد بأنها مصنوعة من المواد الخام المتوافرة في البيئة المحلية، واتسمت بالبساطة في صنعها، منها: ألواح الكتابة، والأقلام، والمحابر.

صناعة أدوات الكتابة في الدولة السعودية الأولى

استخدم أهل نجد في مرحلة تأسيس الدولة السعودية الأولى أنواعًا متعددة من الأشجار والنباتات في تجهيز أدوات الكتابة وصناعتها، وفي المدن الكبيرة كان النجار هو من يقوم بإعداد هذه الأدوات، ويُدفع له مبلغ نقدي قيمة لها، ويختلف شكل الأدوات وحجمها بما يتناسب مع إمكانات الناس ومراتبهم، أما في البلدان الصغيرة، فإن النجار المستقر أو المتجول يأخذ أجره مقايضة من منتجات البلد الزراعية والحيوانية وماشابهها.

وتتطلب صناعة أدوات الكتابة الاحتياط لها قبل قطع الأخشاب، إذ يجب أن تقطع في أوقات معينة من السنة وبالأخص عند دخول موسم الوسم والمربعانية، ويعد قطعها في غير هذين الفصلين مضرًا لها حيث يتسبب في تشقق الأخشاب، وبعد قطعها يجري تشكيرها، أي قطع الأغصان منها وتجزئتها إلى أجزاء كبيرة، ثم تترك حتى تجف وتنقل إلى محل النجار ومنها يبدأ في تفصيلها بالمنشار إلى أوصال متفاوتة الأحجام واستخدامها في صناعة أدوات الكتابة.

ألواح الكتابة في الدولة السعودية الأولى

يعد لوح الكتابة المستخدم خلال مرحلة تأسيس الدولة السعودية الأولى أداة مشتركة بين الحضارات الإنسانية، وهو لوح مصنوع من الخشب، يقوم على صناعته المعلمون، والطلاب أو أولياء أمورهم، والنجارون، وتعد الألواح بمنزلة السبورة المتنقلة يكتب عليها الطلبة ما يتعلمون في الكتاتيب. وفي نجد اشتهرت بعض المدن بوجود الألواح في أسواق النجارين، ومنها يشتري أولياء الأمور ما يحتاجه أبناؤهم من تلك الألواح. تُصنع الألواح من الأخشاب المحلية، وليس لها قياس محدد أو معروف، وتتراوح أبعادها بين (25x50 سم) أو (20x30 سم)، وقد تزيد قليلًا أو تنقص، أما سُمك اللوح فيتراوح بين 2 و3 سم.

ويعلو اللوح بروز من الأعلى في المنتصف، إما على شكل مستطيل مخروم، ليسهل إدخال حبل التعليق فيه، وهو الشكل السائد، أو بروز على هيئة مقبض يدوي، أما قاعدته فتراوح بين المستقيم أو على هيئة القوس ليسهل وضعه على فخذ الطالب من غير أن يؤثر فيه طول البقاء، وتكون زاويتاه على هيئة رأسين يمكن غرسهما في الأرض إن أراد الطالب.

أقلام الكتابة في الدولة السعودية الأولى

كان أهل نجد في عهد الدولة السعودية الأولى يهتمون بالأقلام، ولم يكن هناك تفضيل لنوع على آخر، وإنما يترك الأمر لما يتوافر في البيئة النجدية من أنواع، وعادة ما كان يصنع من نبات الحلفا (القصب)، وهو نبات محلي يكثر حول الآبار ومجاري المياه، حيث تميزت بعض البلدات النجدية بوفرة مياه العيون، مثل: الأفلاج، والسيح، وليلى. وعرفت بعض الأشجار بأن موادها تصلح لصناعة الأقلام إما بسبب وفرتها أو لاستقامتها أو سهولة إعدادها، منها: أغصان الأثل، والعصفر، والأرطى، والطلح، والقرض، وتختلف أنواع الأقلام تبعًا للمواد المصنوعة منها وطريقة الكتابة بها إن كانت على الألواح الخشبية أو على الورق. 

المحابر في الدولة السعودية الأولى

تعد المحابر أحد عناصر الكتابة التي استخدمت في الدولة السعودية الأولى، وسُمّيت بالمحبرة نسبة إلى الحبر الذي تحمله، وعرفت أيضًا بعدة أسماء أخرى، منها: الدواة، والمقلمة، لكن المحبرة هو الاسم السائد، وعادة ما كانت المحابر المحلية تصنع من خشب الأثل، وكانت مستطيلة الشكل قائمة الزوايا، يحفر النجار في أحد طرفيها حفرة صغيرة مستديرة الشكل، وهي مكان وضع الحبر، وتُعالج عن طريق طلاء باطنها بمادة عازلة لا تسمح بتسرب الحبر إلى خشب الأثل، أو يوضع فيها وعاء خزفي صغير، أو صفيحة معدنية لتبطينها. 

وفي المساحة خلف المحبرة يُحفر حوض مستطيل بشكل طولي، بطول 12 سم، وعرض 3 سم، وعمق 4 سم تقريبًا، ويطلق عليه بيت أو محل القلم، يودع فيه العود الخشبي أو القلم عند الانتهاء من الكتابة به، أما غطاء المحبرة فيتكون عادة من لوح مسطح يأخذ هيئة الجزء السفلي، ويتكون أحيانًا من قطعة خشبية تناسب سُمك المحبرة.