معركة أم رضمة، هي معركة دارت بين قوات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقوات من الإخوان المعارضين في أم رضمة شمال حائل، في 4 ربيع الآخر 1348هـ/8 سبتمبر 1929م، وأسهمت بشكلٍ كبير في إضعاف أعداء الدولة السعودية الفتية وقتها.
أسباب معركة أم رضمة
توجه الملك عبدالعزيز بعد معركة السبلة إلى الحجاز ظنًا منه بأن فتنة الإخوان قد انتهت، وكان فيصل الدويش - أحد زعماء الإخوان- قد أصيب بجراح في معركة السبلة، واستشفعت له نساء أسرته عند الملك عبدالعزيز وأُتي به محمولًا على نعش، فأمر الملك عبدالعزيز طبيبه الخاص بالكشف عليه وعلاجه، وعاتبه على ما بدر منه، وطلب الدويش العفو من الملك عبدالعزيز فعفا عنه، غير أن الدويش بعد شفائه من جراحه غادر بلدته الأرطاوية شمالي الرياض، واستقر في منطقة بين الكويت وحدود العراق، وانضم إليه رجال من أتباع حليفه ضيدان بن حثلين بعد مقتله، وهاجموا القبائل وقتلوا وسلبوا، حتى كادت أن تنقطع المواصلات بين نجد والحجاز من جهة، وبين نجد والخليج العربي من جهة أخرى.
قرر الملك عبدالعزيز مواجهتهم وأمدّ أمراء الأحساء والقطيف والقصيم وحائل بالمال والسلاح والرجال، وعاد من الحجاز على وجه السرعة، وجمع حوله عددًا من أهالي الحاضرة والبادية والهِجر المتضررين من أعمال الدويش، وسيّر رجاله إلى كل الجهات لقتالهم.
أحداث معركة أم رضمة
حاول بعض قادة الإخوان مرارًا إضعاف قوة الملك عبدالعزيز ودولته، بالنيل من القبائل المتحالفة معه وترهيبها، وعقب معركة السبلة التي هُزم فيها الإخوان، شَنّ فيصل الدويش غارات متفرقة على القبائل المؤيدة للملك عبدالعزيز، ومضى ابنه عبدالعزيز الدويش بنحو 800 مقاتل للإغارة على قبائل الشمال، فغنم منها مالًا كثيرًا، وبعدها قرر العودة إلى الوفراء عن طريق أم رضمة.
كان حاكم حائل الأمير عبدالعزيز بن مساعد يرى هذه الاعتداءات ومتتبعًا لها، فظل يراقب تحركات الدويش وأخذ يجمع قوات من حائل وأولئك الذين كانوا في الشعيبة بعد معركة السبلة، ورصد له عند مورد ماء في أم رضمة، ووقعت غربه معركة عنيفة بين الطرفين، قُتل فيها عبدالعزيز الدويش ونحو 500 من رجاله، ومن الطرف الآخر قُتل نحو 12 رجلًا من رجال ابن مساعد.
المصادر
تاريخ ملوك آل سعود. الأمير سعود بن هذلول. مطابع الرياض. 1961م.
الاختبارات ذات الصلة