إكثار النخيل في السعودية، هي عملية إكثار النخيل في المملكة العربية السعودية، من خلال عدة طرائق، منها: الإكثار الجنسي، والإكثار الخضري، والإكثار بزراعة الأنسجة.
ويتجاوز العدد الإجمالي للنخيل في السعودية 34 مليون نخلة، تنتج أكثر من 1.6 مليون طن من التمور بأنواعها، بحسب تقرير وزارة البيئة والمياه والزراعة عام 2023م، كما حققت صادرات التمور ومشتقاتها في العام نفسه ارتفاعًا بنسبة 14% لتصل إلى 1.462 مليار ريال، فيما زادت أعداد الدول المستوردة للتمور من المملكة إلى 119 دولة.
يطلق عليها "الإكثار التقليدي" و"الإكثار البذري"، وتعد من الطرق القديمة في إكثار النخيل، ومن إيجابيات الإكثار الجنسي أنه يعد من الطرق السهلة والميسرة لإكثار النبات، وأقلها تكلفة، وينتج عن التكاثر البذري أشجار ذكور تزهر في السنة الرابعة، في حين تزهر الإناث في السابعة أو العاشرة، كما يُنتجُ أصنافًا مختلفة في الصفات، تسمى بـ" نبتة، نبوت" وأصنافًا مجهولة، تسمى بـ"دقلة" و"مجهل" و"لون" يطلق عليها كلها اسم غارسها، كنبتة سيف، ودقلة علي، ومن سلبيات الإكثار الجنسي للنخيل تأخر الإثمار ما بين 9 - 10 أعوام، وقد يصل إلى 15 عامًا، ويصعب التفريق بين الأشجار الذكور والإناث الناتجة من البذور قبل أن تثمر، وعند الإثمار يعطي نسبة من 30% إلى 40% من الإناث، و60% من الذكور، وتكون معظمها أشجارًا وثمارًا بنوعية رديئة.
وتعد طريقة الإكثار بالبذور من الطرق المتبعة في منطقة نجد ونجران والمدينة المنورة، وليس لها وقت محدد من السنة، وينتقي زارع النخيل في موسم الحصاد النوى الناضج، ويضع منه من 3 إلى 5 حبات في حفرة رطبة، لا يزيد عمقها على 15 سم، ويسمى النخيل الناتج بطريقة زراعة النوى "النبوت" و"النشو"، كذلك يفضل زراعة النوى في فترة خراف النخل، حيث ينبت النوى في أي مكان يرمى فيه، إلا أن زارع النخيل يزرعه بالقرب من السواقي ومجاري المياه.
طريقة الإكثار الخضري
تمكن طريقة الإكثار الخضري من الحصول على أصناف مشابهة للأمهات المأخوذة منها، لذلك تعد من الطرق التقليدية الناجحة لإكثار النخيل قديما وحديثا، ويكون التكاثر فيها بالفسائل والرواكيب.
ويطلق على الفسيلة المختارة للتكاثر "البنت، والفرخ، والودية، والخلفة، والصنو"، ويشترط فيها عدة صفات، هي: عمر الفسيلة ما بين 3 إلى 7 سنوات، ووزنها لا يزيد على 30 كجم، ولا يقل طول ساقها الخشبي عن 75 سم، فيما يبلغ قطرها ما بين 20 ـ 30 سم، وتكون من نخيل "بعلي"، ومن الصنف الجيد، خالية من الأمراض والآفات الحشرية، وبرعمها الرئيس سليم، وفي حالة نمو نشط.
تكون عملية الإكثار الخضري بالفسائل خلال شهري فبراير ومارس، أو في فصل الخريف، أو بين شهري أغسطس وسبتمبر، وتفصل الفسائل عن أمهاتها بأداة حادة، من قبل عمالة مدربة، من خلال قطع صغير وأملس وبدون شقوق، وتنقل إلى مشاتل خاصة أو أرض مستديمة لتغرس، لفترة ما بين سنة إلى ثلاث سنوات، ثم تنقل إلى مكانها الدائم، ولا بد من مراعاة قص الجزء المتبقي من الجريد إلى المنتصف، وربطه من الأطراف بإحكام، حتى لا يعرقل عملية التلقيح ويحمي القلب، وتروى الفسيلة بغزارة بعد غرسها مباشرة، ثم تنظم بعد ذلك عملية الري، وفق الظروف الجوية، وطبيعة التربة. وفيما يخص الراكوب فهو ينبت في جذع النخلة الأم، ويفتقر إلى المجموع الجذري، لذلك يقل استخدامه في تكاثر النخيل، وله عدة أسماء، منها "الطاعون" و"الدمل" و"الرديف".
طريقة الإكثار بزراعة الأنسجة
هي تقنية حديثة تستخدم لإكثار النباتات الخالية من الإصابات لبعض الأنواع، وللحصول على العديد من النباتات لصنف محدد، إنتاجه للفسائل بالطريقة التقليدية قليل، مثل البرحي، ويكون إكثار النخيل بزراعة الأنسجة في المختبر عبر ثلاث طرائق:
- "إكثار النخيل بالأنسجة من خلال تكوين الأجنة الخضرية"، حيث تشرَّح الفسيلة وتجرد من أوراقها، حتى تصل إلى البرعم القمي بحجم (3 × 4 سم)، ثم يعقم ويقسم إلى أجزاء صغيرة، يصل حجمها إلى (0.5 سم × 0.5 سم × 0.5 سم)، ثم يوضع في وسط غذائي مليء بالعناصر الغذائية المهمة لنمو النباتات، وبمنظمات النمو (الأوكسينات، والسيتوكينينات) المؤدية إلى تكاثر الخلايا، والمكونة لطبقة "الكلس".
وتتم عملية التكاثر في مكان مظلم، ويستخدم جهاز حضانة للتحكم في درجات الحرارة، كما يجدد الوسط الغذائي كل شهر، لتتكون بعد ذلك الأجنة الخضرية، ثم تتكاثر وتصبح نباتًا له جذور، حينها تنقل إلى التربة، ومن خلال مرحلة الأقلمة، تنتقل إلى البيت المحمي المكيف لمدة سنة ونصف السنة إلى سنتين، ثم تزرع في التربة الدائمة، وتستغرق عملية التكاثر نحو 3 إلى 4 سنوات.
- "إكثار النخيل بالأنسجة من خلال تكوين البراعم"، يقل فيها احتمال حدوث اختلافات وراثية من صنف إلى آخر، وتختلف عن طريقة "إكثار النخيل بالأنسجة من خلال تكوين الأجنة الخضرية" من ناحية تركيب الوسط الغذائي، والأجزاء المفصولة من القمة النامية.
- "إكثار النخيل بالأنسجة من خلال الأزهار"، حيث تزرع الأزهار في وسط غذائي، ثم ينمو النخيل، ومن مميزاتها أنها تسهم في إنتاج نخيل سهل النقل، عالي الجودة والسعر، تتوفر زراعته طيلة العام، ومقاوم للمرض، خالٍ من الآفات والأمراض الخطيرة مثل سوسة النخيل الحمراء والبيوض، كما أن نسبة الفاقد عند زراعتها قليلة مقارنة بزراعة الفسائل الطبيعية للنخيل، ومن عيوبها عدم قبول التلقيح، ويرجع السبب في ذلك إلى طريقة العمل السائدة في مختبرات زراعة الأنسجة، كذلك انخفاض أسعار فسائل النخيل مما جعل زارع النخيل يفضل الزراعة الطبيعية على الزراعة النسيجية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة