الأسواق الشعبية في منطقة القصيم، هي محلات تجارية في منطقة القصيم وسط المملكة العربية السعودية تأخذ نمط القيصرية، وهو شكلٌ تنتظمُ ضمنه محالٌّ تجارية مفتوحة على فناء أوسط يحيط به رواق لمزاولة بعض الأنشطة الثقافية المرتبطة تراثيًّا بالأسواق الشعبية. ولنمط القيصرية مدخلٌ رئيس ومداخل فرعية، ويُمكن أن تتصل المتاجر في ثلاث جهات بحيث تكون الجهة الرابعة مدخلًا مستقلًّا للسوق.
تُعد أسواق بريدة القديمة من أبرز الأسواق الشعبية التي كان يقصدها الناس في منطقة القصيم، ومنها أسواق العليان والقاضي والمهارش، إلى جانب سوقي الجردة والوسعة قرب الجامع الكبير الذي سُمي فيما بعد بجامع الملك فهد، وكان ميدان الجردة الذي يقع شرق الجامع من الميادين الشهيرة في بلدان نجد القديمة لاحتوائه على مختلف أنواع البضائع التجارية إلى جانب داحس، وقبة ابن رشيد.
تخصصت بعض الأسواق في بيع أنواع التوابل والبهارات والأدوية الشعبية، في حين أن بعض الأسواق خصص لبيع وتجارة الأعلاف من برسيم وشعير وتبن، كما أن هناك أسواقًا لبيع المواد الغذائية مثل الدقيق والذرة والشعير، وفي أزمنة متأخرة أضيف الأرز والشاي والقهوة.
اكتسبت مدينة بريدة قديمًا أهمية تجارية بفضل تنوع منتجاتها الزراعية والصناعية المحلية التي امتهنت في مجالات النجارة والدباغة والخرازة والبناء والمشغولات التقليدية وبيع وشراء البشوت.
وكان للدور البارز الذي قام به تجار العقيلات أثر بالغ في تنمية التجارة المحلية وازدهارها من خلال رحلاتهم إلى بلدان الشام والعراق والسودان وجلبهم لمختلف أنواع البضائع من الملابس والأغذية المعيشية.
مهرجان بريدة للتمور
عادة ما تسجل محلات بيع التمور بمدينة بريدة انتعاشًا كبيرًا في المبيعات وحركة تسويقية نشطة من المستهلكين، تأتي بالتزامن مع انطلاقة مهرجان بريدة للتمور الذي يُعد الظاهرة الاقتصادية الأكبر للتمور على مستوى السعودية. وتتحول منطقة القصيم في كل عام إلى ساحة لبيع التمور بمختلف أنواعها التي تتجاوز أكثر من 45 نوعًا كالسكري والخَلاص والصقعي والشقراء والهشيشي والروثان والمكتومي والونانة، وغيرها من الأصناف.
سوق المسوكف الشعبي
تحتضن منطقة القصيم سوق المسوكف الشعبي وسط محافظة عنيزة، الذي يُعد من الأسواق البارزة في منطقة نجد، أزيل في عام 1388هـ/1968م، وأعيد تشييده وبناؤه على الطراز القديم وافتتحه محافظ عنيزة خلال مهرجان سياحي في عام 1430هـ/2009م، ودشنه أمير منطقة القصيم عام 1431هـ/2010م، وتولت وحدة الآثار والمتاحف بعنيزة حينها الإشراف على تنفيذه.
يضم السوق 52 محلًّا تجاريًّا للرجال والنساء، تؤجر بأسعار رمزية بُنيت على الطراز القديم تتضمن جميع الحرف اليدوية القديمة التي توفر أكثر من 100 فرصة عمل، إذ روعي في تصميمها جميع العناصر المعمارية للمحلات القديمة (الدكاكين)، يحيط بواجهاتها رواق مصمم على الشكل التراثي القديم، ويشتمل السوق على "ستيشن الدغيثرية" وهي محطة تجمع المسافرين قديمًا يتم من خلالها عرض السيارات والباصات المستخدمة لنقل الركاب.
وينظّم في السوق المزادات العلنية على الأواني والتحف والقطع التراثية والسيوف القديمة، كما يتم تنظيم الفعاليات والمهرجانات السياحية سنويًّا متضمنة العروض والمسابقات الدينية والاجتماعية والأمسيات الشعبية التي تشتمل على أشعار وشيلات شعبية تقدمها لجنة الثقافة والفنون، ومسيرة للسيارات القديمة وعروضًا لعديد من الألعاب الشعبية القديمة الخاصة بالأطفال.
مهرجان الحنيني في سوق المسوكف
احتضن سوق المسوكف الشعبي بعنيزة عام 1443هـ/2022م، فعاليات "مهرجان الحنيني" في نسخته السادسة، ويهدف المهرجان إلى دعم الأسر المنتجة ورواد ورائدات الأعمال والتسويق لمنتج الحنيني، كإحدى الأكلات الشعبية المميزة في فصل الشتاء المبتكرة من التمر، إذ يُعد الحنيني من المنتجات المعروفة بالقصيم نظير مذاقه الشهي وفوائده كمنتج اقتصادي للأسر المنتجة.
سوق المجلس بالمذنب
يُعد السوق القديم "سوق المجلس" في محافظة المذنب من معالم الديرة القديمة ويقع إلى الشرق من قصر باهلة الذي يرجع إلى القرن العاشر الهجري.
ظل السوق يواصل نشاطه التجاري على مدى القرون الماضية حتى بدأت النهضة العمرانية وانتقل السكان إلى أحياء أخرى، وظهرت أسواق حديثة جذبت التجار والمستهلكين، وفي الوقت الحالي اقتصر الإقبال على السوق كل يوم جمعة حيث يقام حراج بعد الصلاة يرتاده الناس لغرض البيع والشراء.
وتوفر منطقة سوق المجلس من خلال المحلات المنتشرة فرصة تداول ما يختص بالتراث كما توفر فرصة استثمار حقيقية للتراث العمراني حيث تجلب لها الزوار والوفود السياحية والمهتمين بالآثار القديمة بشكل دوري إلى جانب إمكانية الاستثمار في المطاعم الشعبية في الموقع وبيع المقتنيات الأثرية القديمة.
إعادة بناء أسواق شعبية وقرى تراثية
أعادت الهيئة العليا للسياحة والآثار (سابقًا) عام 1432هـ/2011م، بناء قرية الخبراء التراثية، وبناء سوق المجلس بالمذنب، كما أشرفت على بناء سوق المسوكف في مدينة عنيزة، وبيت الحمدان إضافة إلى قرى تراثية أخرى في مدينة بريدة وبعض محافظات منطقة القصيم بمشاركة عديد من المهنيين من كبار السن وفرق عمل من الشباب بغرض الحفاظ على تراث ومعالم المنطقة.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة