تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
العمارة في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

العمارة في الدولة السعودية الأولى، هي التصاميم المعمارية في مناطق الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/1727م، واتخذ الدرعية عاصمةً لها، حافظت في تصاميمها على طابع الخصوصية، ويعكس طرازها روابط مجتمع الدولة السعودية.

عرفت العمارة في تلك الفترة بمتانتها وخطوطها الخارجية البارزة، باستخدام الطين واللبن والحجارة والأخشاب والأثل وجذوع النخل في المنازل، والعروق في الحصون والقلاع.

البناؤون في الدولة السعودية الأولى

اتسمت علاقة سكان الدولة السعودية الأولى مع البنائين بالثقة، فاعتادوا على عقد الاتفاقات شفهيًا، ولُقب محترف البناء بـ"الاستاد"، المشتقة من "أستاذ"، متبوعًا بالاختصاص، كاستاد الجص، واستاد النقوش، واستاد البناء، يساعدهم في مراحل التشييد المختصون في خلط الطين، والمساعدون في حرف التعمير.

العمارة في المنطقة الوسطى بالدولة السعودية الأولى

تنوعت التصاميم المعمارية في مناطق الدولة السعودية الأولى بحسب بيئتها، فانتشرت في المنطقة الوسطى المساكن بنوافذ مفتوحة تجاه الجهة الشمالية، يهب منها الهواء البارد، أو جهة الشرق، لدخول نور الشمس والريح، وكانت المساكن متجانسة ومتماسكة، اتسمت بالاستقلالية، وفصل الغرف.

عرفت الدرعية بالقصور ومن أشهرها قصر سلوى، والمساجد مثل مسجد طريف، حيث يظهر جمال العمارة النجدية فيها، وقد احتوت على الأفاريز الناتئة والمثلثة، للحماية من مياه الأمطار، تعلوها الزخارف المسماة بالحقاف، والثقوب المثلثة في الجدران المسماة باللهوج في اللهجة النجدية، للمراقبة والتهوية والإضاءة بشكل متوازٍ، والزرانيق هي الركن العلوي من الدار، والشرف كزينة للسطح.

كما بنيت في منطقة نجد خلال فترة الدولة السعودية الأولى عدد من الأبراج والقلاع الطينية، مثل برج الشنانة المؤسَس في 1111هــ/1699م.

برج الشنانة بمحافظة الرس في منطقة القصيم. (دارة الملك عبدالعزيز)
برج الشنانة بمحافظة الرس في منطقة القصيم. (دارة الملك عبدالعزيز)

العمارة في منطقة الحجاز بالدولة السعودية الأولى

تشابه الطراز المعماري للبناء في مكة وجدة خلال الدولة السعودية الأولى، فقد شيدت مساكن مكة من الحجارة، بلغت بعضها ثلاثة طوابق، زينت بطلاء أبيض، أو بلون الحجارة الداكنة، تكثر فيها النوافذ والرواشين البارزة المطلة على الشوارع، كما زينت بالزخارف الملونة.

 وفي جدة، تكونت المنازل من طابقين، بنيا من أحجار كبيرة مربعة الشكل، وأخرى من الحجر الأملس، وداخلها من الطين، كما استخدمت ألواح الخشب في الجدار بدلًا من تغطيته بالجبس، فيترك الخشب بلونه الطبيعي، مع ديكورات خشبية للنوافذ، وعند مدخل كل منزل ردهة أو صالة فسيحة للاستقبال، ترتفع الغرف في الطابق الأرضي عن مستوى الأرض، لتقليل الحرارة، واعتمد السكان في تجميل منازلهم على الأعمال الشبكية، والنوافذ المزينة المنخفضة.

العمارة في المنطقة الجنوبية بالدولة السعودية الأولى

تنوعت مساكن البناء في جنوب الجزيرة العربية، كالعشاش القبابية المبنية على قواعد من الحجر، قائمة على شكل بيضوي، مسقوفة بجذوع الأشجار وأغصانها، ومغطاة بالجلود المدبوغة أو بالأشرعة الموثوقة بالحبال، أو يؤسس البناء من الحجر، ثم يوضع التبن المتبقي من القمح، وقد يصل عدد طوابق المنزل إلى خمسة، وفي بعض بلدات الجنوب، يُشيَّد البناء على السطح الصخري مباشرة، نتيجة لكثرة الصخور الجبلية، وقد يستفاد من الجدران الصخرية كجزء مكمل للجدران.

وتبنى الأسقف من الطين، وأخشاب الأثل أو الطلح أو العرعـر حسب المتوافر في بيئتهم، وتوضع بشكل متعارض، ثم ترص عليها حزم شجر العرفج، ويفرش بينها صمغ الأشجار، أو تشيَّد الأسقف من الحجارة المرصوصة المثبتة بالطين من الحجر المجلوب من الجبال بعد صقلها، وتكون الجدران الخارجية إما من الحجر الخالص، أو الطين الخالص، أو الحجر والطين.

ويعد مسجد طبب الذي أمر ببنائه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في عام 1220هــ/1805م، فـي قرية طبب نموذجًا للتصاميم المعمارية التي تغلب على مساكنها الحجارة بهندسة معمارية تعكس أسلوب البناء في المنطقة الجنوبية في الدولة السعودية الأولى، بُني المسجد من الحجارة والأخشاب، ويضم عددًا من الأقواس الداخلية، والخارجية.

مسجد طبب في منطقة عسير. (واس)
مسجد طبب في منطقة عسير. (واس)

العمارة في المنطقة الشمالية بالدولة السعودية الأولى

يتقارب طراز العمارة شمال الدولة السعودية الأولى ووسطها في أسلوب البناء، والتصاميم المعمارية، فقد بنيت البيوت من الطين، وبعضها يتألف من طوابق علوية، وتوجد الأبراج، والحصون، والقصور، كقلعة الجوف، القلعة الرئيسة للمدينة، المبنية على أرض مرتفعة على شكل مربع بأسوار عالية، وأخرى ذات شرفات، تتاخمها أبراج دائرية ومربعة ليست لها نوافذ، بل ثقوب للرمي.

العمارة في المنطقة الشرقية بالدولة السعودية الأولى

أثّرت البيئة الطبيعية المحيطة وظروف المناخ بالمنطقة الشرقية على نمط عمارتها، فتفاوتت المواد المستخدمة في البناء، من الصخور البحرية في المدن الساحلية، إلى الحجر الجيري المستخرج من الأرض في المناطق الداخلية، والصخور المجلوبة من التلال لوضعها في الأساسات، كما استخدم اللبن المجفف المضاف إليه التبن.

واستعملت جذوع النخيل في بناء الأسقف لكثرتها، ومادة الجص لكسوة الجدران الطينية من الداخل والخارج لخاصيتها بامتصاص كمية من رطوبة الجو، وتعددت النوافذ والفتحات لدخول الهواء تخفيفا للرطوبة على السواحل، فيما يقل عددها في مناطق الداخل لجوها الجاف، على أن تتناسب مع حركة الريح.

ويعد قصر محيرس الذي أمر ببنائه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، ليكون قلعة حربية تحمي أهالي الأحساء، من المعالم الموضحة لطراز البناء بالمدينة، شيد من الطوب، واللبن، مع استخدام كميات كبيرة من الحجارة، والخشب، في إنشاء القباب، والأقواس، والجدران المفرغة، والمشربيات.