قصر العالي التاريخي، ويطلق عليه أيضًا قصر الإمارة في قرية العَليا أو قصر عالي، هو قصر تاريخي وأحد القصور الملكية التي أمر ببنائها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يقع شمال شرقي محافظة قرية العليا بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. تأسس عام 1355هـ/1936م، ليكون مقرًّا لإدارة شؤون المواطنين في المنطقة، ومقر إقامة ملكية. استخدمت في بنائه الحجارة والطين وجذوع الأشجار، وتبلغ مساحته 8,836 م2.
تاريخيًّا، عُرفت محافظة قرية العليا كمنطقة عبور ذات حركة مرور عالية، إذ تقع المدينة على مفترق طرق الحج التاريخية، التي يسلكها المسافرون القادمون من البصرة والبحرين باتجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولاحقًا في فترة بناء الدولة السعودية الحديثة، استمدت محافظة قرية العليا أهميتها من تمركزها في موقع بين الحدود السعودية والكويتية والعراقية، ووقوعها على خط التابلاين النفطي، لذا ظهرت الحاجة لبناء قصر يكون مركزًا محليًّا للحكم.
افتتح قصر العالي الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وكان حينها وليًا للعهد، وأصبح القصر مقرًّا لعدد من الإدارات الحكومية، من بينها: مقر الإمارة، وإدارة الجوازات والجنسية، وإدارة الجمارك، وإدارة المالية، وإدارة البريد والبرق والهاتف، ومركز الشرطة. استمر قصر العالي في نشاطه حتى انتقلت جميع الدوائر الحكومية التي استقرت داخله إلى مبان منفصلة، وصار مَعلمًا أثريًّا شاهدًا على حقبة توحيد البلاد.
موقع قصر العالي
يتخذ القصر موقعًا استراتيجيًّا، حيث شيد على الطريق التجاري القديم المتصل بطريق الكنهري. يقع في بيئة صحراوية تحيط بها واحات النخيل، شمال شرقي محافظة قرية العليا، ويعد مركز النمو الحديث للمدينة، إذ نما على إثره النطاق العمراني ونهضة المنطقة الواقع بها القصر، التي عرفت بمنطقة الصمان.
ويتوسط قصر العالي أربعة شوارع واسعة مسفلتة، وتحده من الجهة الغربية ساحة كبيرة كانت موقفًا للسيارات القادمة من الكويت أو الذاهبة إليها، من أجل إجراءات الجمارك والتفتيش.
مكونات قصر العالي
بُني القصر بشكلٍ مربع باستخدام الطين والحجارة، وجذوع أشجار الأثل، وجريد النخل، ويتكون من فناء تحيط به حجرات داخلية استخدمت مكاتب لإدارات حكومية، إلى جانب مقر الإمارة والشرطة، يتبع للقصر مسجد ومقر للسجن في القسم الغربي من القصر، يضم 7 أبراج كبيرة مخروطية الشكل، 4 منها في الأركان، و3 في الوسط من الواجهة الغربية والشرقية والجنوبية، يمكن الوصول إليها عن طريق السلالم الخارجية، وهي أبراج متصلة بعضها ببعض عن طريق ممرات داخلية.
وهو محصنٌ بسورٍ ضخم، يتوسط واجهته الغربية المدخل الرئيس، بينما المدخل الأصلي للقصر يقع وسط الواجهة الشمالية، لكنه أغلق بسبب الظروف الجوية. يتم الدخول إليه من خلال مدخل ذي عقد نصف دائري، ويحتوي على بوابة خشبية ضخمة بعرض 5.15م، وارتفاع 4.40م، تؤدي إلى مدخل مسقوف بعروق "الدشن" محمول على عقود نصف دائرية.
ويعد القصر الآن من المعالم التاريخية البارزة في المنطقة الشرقية، ولا يزال على حالة جيدة، ويحتفظ باللوحة التأسيسية التي تضم أهم المعلومات عن القصر، وكُتب عليها النص الآتي: "بسم الله الرحمن الرحيم، بأمر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود بني بقرية العليا قصر عالي بإشراف سمو الأمير سعود بن جلوي حاكم الأحساء عام 1355هـ".
ولما يشكله القصر من قيمة تاريخية رُمم ليتحول إلى معلم أثري وسياحي في المنطقة، ومركز لجذب المهتمين والدارسين لتاريخ العمارة في السعودية، سواء من داخلها أو خارجها.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة