تم نسخ الرابط بنجاح

زراعة الفواكه في السعودية

saudipedia Logo
زراعة الفواكه في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

زراعة الفواكه في السعودية، هي عمليات زراعة الفواكه ضمن بيئات متعددة في المملكة العربية السعودية، تبدأ بخطوة وضع البذور أو غرس شتلات أشجار الفاكهة حتى إنتاج المحاصيل، وتختلف أساليب الزراعة من بيئة لأخرى حسب نوع التربة، والظروف المناخية، وكمية الماء المتوفرة، وطبيعة نمو الأشجار.

إنتاج السعودية من الفواكه

تنتج السعودية العديد من أنواع الفواكه كما تصدرها عالميًّا، مثل: البرتقال، والتفاح، والعنب، والرمان، والمانجو، والتمور، والبطيخ، إضافة إلى الموز، والليمون، والفراولة، والشمام.

وترشد وزارة البيئة والمياه والزراعة، المزارعين المحليين إلى طريقة الزراعة، والتسميد والري، وتشجعهم على زراعة أنواع الفواكه ذات الجودة، والتي تلائم المناخات المختلفة محليًّا، إضافة إلى عملها مع المزارعين على مكافحة الأمراض الفطرية والآفات الحشرية التي تصيب المزروعات، وتحسين الإنتاجية، وإجراء الدراسات والأبحاث العديدة لتطوير جودة الزراعة.

وبلغ إنتاج أصناف الفواكه محليًّا في عام 1441هـ/2020م، نحو 2.74 مليون طن، بنسبة اكتفاء ذاتي لأصناف من الفواكه، إذ بلغ الاكتفاء في فاكهة المانجو نحو 67% وإنتاج يصل إلى نحو 86 ألف طن، وبلغ الاكتفاء في الشمام نحو 82% وإنتاج نحو 46 ألف طن، بينما وصلت نسبة اكتفاء التمر إلى نحو 116% وإنتاج 1.5 مليون طن، ووصل إنتاج العنب إلى نحو 117 ألف طن بنسبة اكتفاء تصل إلى نحو 67%.

كما أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عام 1444هـ/2022م، عن وصول إنتاج السعودية من الخوخ إلى 22.2 ألف طن سنويًّا، محقّقة بذلك اكتفاءً ذاتيًّا منه بنسبة 55.5%.

زراعة أشجار الفواكه في السعودية

تزرع أشجار الفاكهة حسب مسافات محددة لأماكن الغرس، إذ تُزرع بمسافات متباعدة في المناطق التي يكون فصل الصيف بها معتدلًا حتى تأخذ الثمار حاجتها من الحرارة والضوء، وتقلل المسافة بين أشجار الفاكهة في المناطق التي تكون أشعة شمسها حارقة ورياحها حارة، بهدف الحد من تأثير أشعة الشمس والرياح.

وتبدأ زراعة شتلات العنب في السعودية نهاية شهر يناير وتنتهي بنهاية شهر فبراير، حيث تحفر الجورة (الحفرة) تسهيلًا لعملية الزراعة باتساع 40*40 سم، وعلى أبعاد تتوافق مع طريقة تربية أشجار العنب، ثم يضاف إليها الدبال (مادة عضوية) بكمية نحو 5 كجم/حفرة ويُخلط مع تراب الحفرة وبعد ذلك تُغرس الشتلة، كما توضع سنادة خشبية بطول يصل إلى نحو 25 سم بجانب شتلات العنب لتربيتها.

ويمكن زراعة بعض أنواع العنب التي تتأخر في ظهور الأوراق خاصة في المناطق الباردة في شهر مارس، وتروى أشجارها حسب حاجة التربة من غير زيادة، كما تظهر خلال هذا الشهر عناقيد زهرية لأشجار العنب مبكرة النضج، وفي شهر يوليو يُقلل من ري الأشجار عندما تبدأ الثمار في طور النضج حتى الانتهاء من جمع المحصول، بينما يجمع في شهر أكتوبر المتأخر في النضج.

ويستمر المزارع في إجراء عملية التقليم لأشجار العنب، لغرض تهيئتها للإثمار وإطالة عمرها، وعند الانتهاء من عملية التقليم تُضاف الأسمدة المعدنية والعضوية مباشرة للأشجار، وعندما تبلغ الأشجار عمر ثلاث سنوات وأكثر فتُسمد بنحو ربع كجم سماد مركب "npk" في شهر فبراير.

وتزرع فاكهة الموز في شهر يناير، وتحفر الجورة الزراعية باتساع 1*1م، وتستمر زراعتها حتى شهر مارس، وفي شهر فبراير يُضاف الدبال إلى تراب حفرة الجورة ويخلط معه وتغطى، حيث تزرع فسائل الموز بتثبيت التراب حولها وتروى بشكل خفيف حتى لا تميل أو تسقط، وفي شهر يوليو يبدأ تزهير الموز المربى في العام الماضي، وتُطال فترات الري في شهر نوفمبر، ثم تُعد الأرض للزراعات الجديدة في شهر ديسمبر.

وتُعد فاكهة السدر من الفواكه التي تلائم أشجارها طبيعة المناخ في السعودية، وتتميز بإنتاج محصول وفير ذي ثمار، كما يمكن زراعة بذور الأصول للسدر المحلي على مدار العام، وعادةً تُزهر نهاية شهر سبتمبر وتعقد الثمار خلال شهر أكتوبر، وحتى لا تتأثر أشجار السدر المطعمة بالعوامل المناخية كالصقيع والرياح، ترش للوقاية مع بداية التزهير قبل تفتح الأشجار بمبيد فطري.

يزرع وينتج العنب في عدة مناطق في السعودية. (واس)
يزرع وينتج العنب في عدة مناطق في السعودية. (واس)

زراعة الفواكه في مناطق السعودية

تضم منطقة جازان نحو 4 ملايين من أشجار الفواكه، وفيها خمسة أصناف من الفواكه الاستوائية كالجوافة، والموز، والمانجو، والتين، والبابايا، ويبلغ إنتاجها نحو 107 آلاف طن سنويًّا، وفقًا لإحصائيات منشورة في عام 1443هـ/2022م، إذ أدخلت بعض أنواع هذه الفواكه الاستوائية إلى المنطقة في عام 1402هـ/1982م، كما تمتلك جازان مقومات زراعية، وعوامل مناخية تساعد على الزراعة والإنتاج.

ويُزرع في منطقة الباحة العديد من الفواكه، مثل الرمان، والعنب، والتين، والزيتون، وتجتمع أغلبها في موعد زراعة يبدأ من شهر فبراير إلى شهر مارس، وتختلف في موعد القطاف، إذ يقطف الرمان في شهر أغسطس إلى سبتمبر، ويقطف العنب من شهر يوليو إلى أغسطس، بينما يحين قطاف التين من شهر يونيو إلى يوليو، والزيتون من شهر سبتمبر إلى نوفمبر.

كما تُزرع في منطقة عسير أنواع عديدة من العنب، كالعنب الذي يُزرع في فرنسا، وإيطاليا، والأردن، إضافة إلى العنب البلدي لدى المنطقة، وتُزرع الفواكه الصيفية بالمناطق الجبلية هُناك وتصدر إلى المناطق الأخرى.

وتشتهر منطقة تبوك بزراعة فاكهة الكمثرى، إذ يصل عدد أشجار الكمثرى في المنطقة إلى نحو 15 ألفًا، وتصل طاقتها الإنتاجية لنحو 750 طنًّا سنويًّا، كما تصل ذروة إنتاج الكمثرى في شهري يوليو وأغسطس، وتتمتع المنطقة بخصوبة الأرض ووفرة الآبار الجوفية، إضافة إلى فاكهة التين التي يصل عدد أشجارها إلى نحو 55 ألف شجرة تين.

وفي محافظة الطائف تُزرع العديد من المحاصيل الزراعية، من أشهرها فاكهة البرشومي الذي يقدر إنتاجه سنويًّا بنحو 1200 طن، كما يُزرع في منطقة الجوف أنواع من أشجار الفواكه، مثل: الخوخ، والمشمش، والبرقوق، والتين، والعنب، والتفاح، والكمثرى، والبطيخ، والشمام وغيره من الأصناف التي تجاوزت كمية إنتاج المنطقة منها نحو 170 ألف طن سنويًّا.

وتنتشر في منطقة القصيم زراعة أصناف من الفواكه، منها: الرمان، والليمون، والتفاح البلدي، والمانجو، والتوت، والخوخ، والجوافة، إذ وصلت كمية إنتاج الفاكهة بالمنطقة في عام 1442هـ/2021م إلى نحو 109 آلاف طن، نظرًا لما تتمتع به من خصوبة التربة ووفرة في المياه الجوفية.

ووصل إجمالي كمية إنتاج الزيتون في السعودية إلى نحو 358 ألف طن، وذلك في غالبية مناطق السعودية، ومنها: الجوف، والرياض، والقصيم، والمنطقة الشرقية، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة. بينما وصل الإنتاج في أشجار الفواكه الدائمة كالمانجو والرمان والعنب والليمون إلى نحو 770 ألف طن.

فاكهة البابايا وفواكه أخرى استوائية يتم إنتاجها في منطقة جازان جنوب السعودية. (واس)
فاكهة البابايا وفواكه أخرى استوائية يتم إنتاجها في منطقة جازان جنوب السعودية. (واس)

مشاتل الفواكه في السعودية

تزرع بذور بعض أصناف الفاكهة في المشاتل بدءًا من شهر يناير، كالمشمش والخوخ واللوز، لإنتاج شتلات التطعيم عليها، كما تُنقل شتلات الفاكهة متساقطة الأوراق في هذا الشهر باعتباره شهرًا مناسبًا لفعل ذلك، إذ يمكن نقل شتلات الفاكهة دائمة الخضرة وزراعتها في محلها الدائم.

وتعمل مشاتل الفاكهة على زراعة البذور، وتربية النباتات وتقليمها، والاهتمام بإزالة الحشائش، والعمل على الري والتسميد والتعشيب، وذلك حسب الأشهر المناسبة لكل صنف من الفاكهة.

وترشد وزارة البيئة والمياه والزراعة المزارعين المحليين عن طريقة الزراعة، والتسميد والري، وتشجعهم على زراعة أنواع الفواكه ذات الجودة والتي تلائم المناخات المختلفة محليًّا، إضافة إلى عملها مع المزارعين على مكافحة الأمراض الفطرية والآفات الحشرية التي تُصيب المزروعات، وتحسين الإنتاجية، وإجراء الدراسات والأبحاث العديدة لتطوير جودة الزراعة.

كما أرشدت الوزارة بخصوص المسافة بين أشجار الفواكه عند زراعتها من خلال اقتراحات لبعض الأصناف، منها: زراعة الكمثرى في مسافة 4 إلى 6م، وزراعة أشجار الخوخ في مسافة 5 إلى 7م، وزراعة أشجار المشمش في مسافة 5 إلى 6م، بينما اقترحت زراعة أشجار الرمان في مسافة 4 إلى 5م، وأشجار النخيل في مسافة نحو 7 إلى 8م.

وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عام 1442هـ/2021م، حملة "هذا موسمها" للتوعية بأصناف الفواكه الموسمية والمتعددة محليًّا، ولتحفيز المجتمع لاستهلاك الإنتاج الزراعي بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، والإسهام في دعم المزارعين، وتقوية الأمن الغذائي، وإيجاد فرص العمل، إضافة إلى نشر المعرفة عن تطور الإنتاج الزراعي المحلي كمًّا ونوعًا.

وعملت السعودية على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج شتلات الفراولة والتوت الأسود وذلك بنهاية عام 2023م، عن طريق الوصول إلى بروتوكولات الإكثار النسيجي من خلال استقطاب العلماء المختصين، لإنتاج المزيد من المحاصيل الزراعية، والحد من استيراد شتلات الأنواع التجارية، وزيادة نسبة المحتوى المحلي غير النفطي، إضافة إلى توطين التقنيات المستخدمة للزراعة.