بطاقة الهوية الوطنية، هي المستند الرسمي لإثبات الشخصية للمواطنين والمواطنات في المملكة العربية السعودية، تُصدرها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية، وكانت تسمى في مراحل صدورها الأولى "حفيظة النفوس" أو "التابعية".
يحتوي الجانب الأيمن من البطاقة على البيانات الأساسية للمواطن: الاسم الرباعي، رقم الهوية المكون من 10 خانات، تاريخ الميلاد ومكانه، وموعد انتهائها، وتظهر صورة صاحب البطاقة في الجانب الأيسر منها مع البيانات الأساسية باللغة الإنجليزية.
تُستخرج بطاقة الهوية الوطنية لمن يبلغ سن الخامسة عشرة، وتدوم صلاحية استخدامها بحسب الفئة العمرية، وهي كالتالي: من 15-30 عامًا تكون مدة صلاحية بطاقة الهوية الوطنية 5 سنوات، أما الفئة العمرية من 31-50 عامًا فتكون مدة صلاحيتها 10 سنوات، وبالنسبة للفئة العمرية من 51 عامًا فأكبر فمدة صلاحيتها 20 عامًا، ويُتيح تطبيق أَبْشِر ضمن خدمات وزارة الداخلية، حجز موعد لطلب الحصول عليها، وتَصدر عبر مقرات وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية، كما تُمكن حامليها من المواطنين من دخول دول مجلس التعاون الخليجي، دون الحاجة لجواز السفر.
بدأ أول تعامل بالوثائق التعريفية لمواطني السعودية قبل ست سنوات من إعلان توحيد المملكة، وأول جهة أصدرتها قبل تأسيس وزارة الداخلية كانت مديرية إحصاء النفوس العامة، وفي أول تعامل بالإثباتات الشخصية لمواطني السعودية، سُميت "تذكرة نفوس إحصاء القبائل والعربان السعوديين".
ارتبطت تذكرة النفوس بمشروع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوثيق سكان السعودية وتوطين أهل البادية، وكانت الوثيقة الشخصية قطعة صغيرة من الكارتون المقوى، تحمل معلومات فرد واحد على الوجهين، وعملت مديرية إحصاء النفوس العامة آنذاك على إرسال لجان مختصة للقيام بهذا الإحصاء، ومنح هذه التذكرة التي يصادق عليها من قبل الأمير أو شيخ القبيلة.
مراحل تطور بطاقة الهوية الوطنية
تطورت تذكرة النفوس وغدت تسمى دفتر النفوس، وشملت السعوديين من أهل الحاضرة والبادية، وأصبحت تُصدّق من قبل اللجان المختصة، ثم طرأت عليها تغييرات تسمح بإضافة ذوي صاحب البطاقة، مثل الزوجة والذرية، وغُيّر اسمها كذلك ليصبح حفيظة النفوس.
في عام 1407هـ/1986م، صدر نظام الأحوال المدنية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وأصبح يسري على بطاقات الهوية الوطنية، وذلك بعد 54 عامًا على سريان النظام الصادر في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي كان يعرف باسم نظام دائرة النفوس.
ظهر دفتر العائلة في عام 1412هـ/1991م، مؤلفًا من وثيقة مقوّاة تضم معلومات صاحب البطاقة وتفاصيل التابعين له، وكان الوثيقة الأساسية التي حلت تدريجيًّا مكان حفيظة النفوس، التي توقفت عن الصدور عام 1408هـ.
مع دخول الحاسب الآلي، بدأ إصدار بطاقة الأحوال المدنية، وأصبحت الوسيلة الوحيدة للإثبات الشخصي للرجال ابتداءً من عام 1418هـ/1997م، وبالنسبة للنساء ظل يُعرَّف عنهن بدفتر العائلة حتى عام 1427هـ/2006م.
يُعد التاريخ الهجري 7/1 شاهدًا على مرحلة مهمة من مراحل إثباتات المواطنين السعوديين، حيث يشترك نحو جيلين في يوم وشهر الميلاد، إذ إنه عند بدء عمليات الإحصاء للمواطنين وتسليمهم وثائق الإثبات، واجهت الجهات الحكومية صعوبة في تحديد شريحة من المواطنين لأيام وشهور ولادتهم بدقة، فصدر أمرٌ سامٍ مفاده بأن يُتفق على تاريخ الأوّل من شهر رجب لإثبات ميلاد السعوديين في هذه الحالة.
تمكين المرأة من استخراج بطاقة الهوية الوطنية
عُدل نظام الأحوال المدنية عام 1433هـ/2013م، ليصبح استخراج بطاقة هوية مستقلة للمرأة السعودية إجراءً إلزاميًّا.
وصدرت عام 1440هـ/2019م تعديلات على نظام الأحوال المدنية، بموجب مرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يُقر تمكين المرأة ضمن النظام، ورفع القيود التي كانت تقيد حقوقها، فأصبح بإمكانها استخراج دفتر العائلة بنفسها، وتسجيل حالات الوفاة، ويتعرّف النظام عليها بوصفها ربًّا للأسرة، إذ كان النظام السابق يقصر هذا التعريف على الزوج دون الزوجة.
بطاقة الهوية الوطنية الرقمية
أصدرت وزارة الداخلية عام 1442هـ/2021م، نسخة إلكترونية من بطاقة الهوية الوطنية في تطبيق وزارة الداخلية الإلكتروني "أبشر أفراد" تحت مسمى "الهوية الرقمية"، بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ممثلة بمركز المعلومات الوطني، وذلك حتى تسهل عملية التحقق من هوية حامليها من المواطنين في حال عدم حملهم للبطاقة، من خلال تمكين المستفيد من استعراض بيانات الهوية بصورة إلكترونية عبر تطبيق "أبشر أفراد" متضمنة رمز الاستجابة السريعة المتغير (QR Code)، مع إمكانية تنزيل نسخة منها على الجهاز الذكي للاستفادة منها دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
في العام نفسه، أطلقت وزارة الداخلية مشروع "الهوية الرقمية" عن طريق تطبيق "توكلنا"، وتشمل "الهوية الوطنية" للسعوديين و"هوية مقيم" للمقيمين، لتمكّن من الاستخدام الرسمي لها بصفتها وسيلة إثبات إلكترونية. وهذه الهوية مطابقة للهوية الرقمية في تطبيق وزارة الداخلية الإلكتروني "أبشر أفراد"، وتُعد إثباتًا رسميًّا معتمدًا للمواطنين والمقيمين لإثبات هوياتهم عند اللزوم.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة