حسين سرحان

حسين سرحان، (1332هـ - 1413هـ)، هو أديب وشاعر سعودي، مهتم بالثقافة العربية والفلسفة والتاريخ والآداب الأجنبية المترجمة لأفلاطون وسقراط وجورجياس، أَولى اهتمامه لقديم الشعر الفارسي وعدد من الأساطير الإغريقية القديمة، عاش الطبيعتين البدوية والحضرية وانحاز إلى الأولى في شعره، وتأثر بالشعراء القدماء كابن الرومي وأبي العلاء والفرزدق وأبي نواس.اشتغل حسين سرحان بتجارة الغنم بيعًا وشراء، وتدرج في وظائف حكومية عدة، وكانت تربطه علاقة بالجهات الصحافية، مما ساعد في ظهور نتاجه الأدبي في بعض الصحف والمجلات، نشرت أول نصوصه الأدبية عندما كان في سن الـ17 عامًا.

كان شعره مرآة لتجاربه الحياتية، فظهرت من بين ثناياه عدد من الرؤى والثقافات والخبرات التي اجتمعت في ذاته، فاستنطقها وتلمَّس آثار تجارب الحياة عليها شعرًا ونثرًا، وكانت مضامين إنتاجه منحازة إلى الشعر العربي القديم، متوشحةً خصائصه وأشكاله.

ولد حسين سرحان في أصح الأقوال عام 1332هـ، بحي المعابدة في مكة المكرمة، ونشأ عند جده لأمه، بدأ تعليمه الأولي في الكتاتيب، إضافة إلى المسجد الحرام، ودرس بمدرسة الفلاح، إلا أنه تركها قبل إكمال المرحلة الابتدائية، فلم يحصل على شهادتها، وانحاز للانكفاء على قراءاته الخاصة.

تزود حسين سرحان بالقراءة في سن مبكرة، فتنوعت ثقافته، وشملت فنونًا عربية وأجنبية، وسعى للمواءمة بين القديم والحديث، فكانت له قراءات متعددة في الأدب الأجنبي، ولا سيما اليوناني منه، فقرأ لسقراط وأرسطو وأبيقور، وعدد من الفلاسفة والأدباء في أوروبا وبلاد فارس في مجالات التاريخ والفلسفة.

تميز شعر حسين سرحان بروح البداوة التي تتجلى بين ألفاظه ومعانيه، التي تبرز في الأخيلة والتصوير والمعجم الشعري، وهيكلة النص، فتأثر شعره بثقافته العربية القديمة، وإحاطته الواسعة بسماته وخصائصه، فظهر مدى تأثره بالقدماء كابن المعتز وصالح بن عبدالقدوس، والبحتري، وأبي نواس، ومهيار الديلمي.

كان حسين سرحان يستمد بعض معانيه من حديث العامة وأمثالهم، إضافةً إلى بعض الأساطير الإغريقية، كما يستدل على تنوع ثقافته وغزارتها باستشهاده بنصوص الشعراء الرمزيين، وتركيزه على المعنى المراد إيصاله من خلال ربطه بالأثر المقروء، سواء كان شعرًا، أو مثلًا، أو أسطورة.

من الأعمال الشعرية للأديب حسين سرحان كتاب "أجنحةٌ بلا ريش"، و"أوزان في الميزان"، و"الصوت والصدى"، و"الطائر الغريب"، والأعمال الشعرية والنثرية الكاملة، ومن أعماله النثرية "الأدب والحرب" الذي كتب في أيام الحرب العالمية الثانية، وكتاب "من مقالات حسين سرحان" الصادر عن نادي الرياض الأدبي عام 1400هـ.