السياحة في منطقة تبوك

السياحة في منطقة تبوك، ترتكز السياحة في منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية على السياحة التراثية، وتحتل مكانة مهمة، نظرًا لأهميتها التاريخية وتعدُد الأماكن السياحية فيها.  كما تجمع منطقة تبوك مقومات جغرافية متنوعة بين بحر وسهل وجبل وآثار، وأجواء معتدلة على مدار العام.

ويحد منطقة تبوك شمالًا دولة الأردن ومن الشرق الجوف وحائل ومن الجنوب المدينة المنورة ومن الغرب خليج العقبة والبحر الأحمر، فيما تقع خمس من محافظاتها على ساحل البحر الأحمر وهي: محافظات حقل وضباء والوجه وأملج والبدع، وتعد كثبان النفود الطابع المميز لمحافظة تيماء، ومن أبرز ألقاب المنطقة "تبوك الورد"، و"بوابة الشمال".

تحتضن منطقة تبوك العديد من المعالم السياحية والتاريخية، منها "عين السكّر"، وهي من العيون الأكثر قدمًا في المنطقة، وقلعة تبوك الأثرية التي بنيت في العصر العباسي، وهي إحدى محطات الحج على الطريق القديم الواصل ما بين الشام والمدينة المنورة، وتقع القلعة في المنطقة التاريخية، وهي قريبة من سوقي البادية والطواحين، وتعد منطقة جاذبة للسياح ومستكشفي التراث.

وتتكون القلعة التي تحولت إلى متحف من طابقين، يحتوي الطابق الأول على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، وهناك سلالم تؤدي إلى الطابق الثاني الذي يضم مسجد مكشوف يعلو المسجد السفلي وغرف ودرج يؤدي إلى الأبراج التي كانت تستخدم للحراسة والمراقبة، كما أنها كانت محطة لاستقبال الحجاج القادمين من الشام، وتعد الآن من المعالم السياحية بالمنطقة.

ومن أهم معالم منطقة تبوك السياحية، آثار شعيب التي يعود تاريخها إلى زمن الأنباط، وجبال الديسة التي تتميز بالتشكيلات الطبيعية الأخاذة وبتنوع أشكالها بفعل نحت الماء والهواء في صخورها الرملية لتشكل أعمدة صخرية شاهقة ومتنوعة فيما تنتشر بها النقوش الثمودية والنبطية، وكذلك بئر هداج ويقع في تيماء ويعود بناؤه إلى الألف الأولى قبل الميلاد، بجانب قلعة البلدة وقلعة الملك عبدالعزيز، وقصر الحمراء.

وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك على بعد 263 كم "محافظة تيماء"، وهي من الواحات القديمة التي تضم آثاراً عديدة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، حيث عثر فيها على آثار ونقوش ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، وآثار أخرى يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية المبكرة ومن أهم آثار تيماء "قصر الحمراء، ومسلة تيماء ذات النقش الآرامي وقصر البجيدي"، الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي.

ومن المواقع التي يفضل زيارتها محافظة تيماء "متحف تيماء"، حيث يضم جميع المراحل التاريخية التي مرت بها المدينة في العصور المختلفة، من عصر ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري والبرونزي، عصر ظهور الإسلام، ويتميز بوجود قاعات للعروض المتحفية.

شاطئ أملج الذي يتميز برماله البيضاء. (سعوديبيديا)

تشكل الشواطىء أحد عوامل الجذب السياحي بمنطقة تبوك، إذ تحتضن محافظة ضباء، التي تبعد عن مدينة تبوك 185 كم شواطئ غنية بالشعب المرجانية فضلا عن الشواطئ الرملية كشاطئ السجدة والمويلح وشرما والخريبة وقيال وكذلك الشواطئ الجنوبية للمحافظة.

وتعد شرما أحد أهم المراكز التابعة لمحافظة ضباء والتي تشهد شواطئها تنفيذ مشروع "نيوم"، الذي يأتي في إطار تطلعات رؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد، وتمتاز منطقة المشروع بخصائص من أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء بين آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا.

وتمثل محافظة حقل التي تبعد عن مدينة تبوك 220 كم شمال غرب على خليج العقبة، إطلالة على دول الجوار "مصر والأردن"، وتعد المحافظة ذات مكانة سياحية مهمة لممارسة السباحة والرياضات البحرية الأخرى مع وجود الشعب المرجانية، ومن أهم المسابح الموجودة على ساحل محافظة حقل مسبح القفيف وحقل وأم عنم والسبهان ومسبح الحميضة والوصل والشريح والسلطانية والباخرة .

وتتمتع محافظة أملج بطبيعة وشواطئ مميزة بتواجد أشجار النخيل مما جعلها من مصاف مدن المملكة الصالحة للسياحة.

ومن شواطئ أملج شاطئ الدقم والمنطقة الجنوبية وشاطئ الشبعان والحرة والحسي، إضافة إلى شواطئ جم الثميلة.

تشتهر منطقة تبوك بأنها من المناطق الزراعية الكبرى في المملكة، وتتركز الزراعة فيها في مدينة تبوك بالتحديد، حيث إن 70% من المساحة المزروعة في المنطقة توجد في المدينة وما حولها، والسبب في هذا هو الوفرة المائية في تبوك، وتشتهر المنطقة بزراعة الورود التي يتم تسويقها محلياً وعالمياً، حيث يتم تصدير الورود إلى بعض دول العالم.

شهد مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك، خلال 2019م حركة جوية عالية حيث سجلت الإحصاءات الرسمية للهيئة العامة للطيران المدني  وصول عدد المسافرين عبر المطار إلى (1,786,960) مسافراً وبنسبة نمو بلغت أكثر من (12%) عن العام 2018م، بينما بلغت عدد الرحلات (16,014) رحلة جوية بزيادة تقدر بـ(11%) عن العام 2018م، كما تقوم الناقلات الجوية الوطنية والأجنبية بتشغيل رحلات منتظمة من وإلى مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز بتبوك، ويرتبط المطار برحلات مباشرة مع (36) وجهة منها (20) وجهة داخلية، مّما أسهم في تنمية الحركة السياحية والاقتصادية في منطقة تبوك.