تم نسخ الرابط بنجاح

نباتات الزينة الشخصية

saudipedia Logo
نباتات الزينة الشخصية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

نباتات الزينة الشخصية، هي النباتات والأعشاب التي اتخذها بعض المجتمعات في مناطق معينة من المملكة العربية السعودية حُليًّا وملحقات لردائها التقليدي، وترتبط تلك الملحقات بزي تقليدي تراثي. 

استخدامات نباتات الزينة

تتعدد أنواع نباتات الزينة الشخصية وتُستخدم في مختلف المناسبات، ولا يقتصر التزين بتلك النباتات التي تشمل الزهور والنباتات العطرية على النساء فقط؛ بل للرجال أيضًا نصيبٌ في استخدامها، ففي جنوب المملكة يستخدم الرجال النباتات العطرية إما مع لبس العمامة أو يكون الرجل حاسر الرأس، ويلف على رأسه أنواعًا من النباتات العطرية من الأزهار المتوافرة في الجبال.

في المناطق الجنوبية من المملكة تستخدم النساء الروائح العطرية والنباتات الزكية، ويضعنها على رؤوسهن بطريقة تلفت النظر كالإكليل يُسمينه "مُكعس" أو "غراز"، ويضع على المعصب أو أسفل الخدين، ويثبت في الطرحة أو في العنق بمخنقة من الخرز أو الجلد.

ويمكن صنع خليط من تلك النباتات كما تفعل المرأة في جازان التي تُعد الطيب، والمقصود به الخلطة العطرية من النباتات الجبلية، وتوضع على الرأس، و"الحُسن" وهو مسحوق أحمر يُوضع في مفرق الراس، والحناء، والشاظر، وتصفيف الكادي والخطور على الرأس وتُسمى "الشلفة" في تهامة و"العُكرة" في فرسان، وتستخدم في المناسبات.

نبات عطرية تستخدم في الزينة

شجرة الكاذي أو الكادي، تستخدم النساء أزهارها ذات الرائحة العطرية كزينة، وتستخدم الأوراق في صناعة منتجات حرفية كالحصير، وهي شجرة من الفصيلة الكاذية كثيرة التفرع، يصل ارتفاعها إلى 6م، تتدلى منها جذور هوائية، الأوراق في مجموعات على قمة الأفرع، سميكة، حادة يصل طولها إلى 70 سم، لها رائحة زكية تسمى القينوي، تنتج العديد من الأزهار الصغيرة المحاطة بقنابات بيضاء، وتحتوي على العديد من الأسدية البيضاء، ذات رائحة عطرية، تنتشر في وادي ذي عين بمنطقة الباحة.

شجرة "الياسمين البري" (القان)، مدرجة على قائمة "المتسلقات" وهي نباتات تتسلق على الجدران أو الأشجار أو الصخور، والياسمين من أجمل النباتات المعترشة في جبال السراة والحجاز. تتميز بأزهار بيضاء ذات رائحة عطرية عبقة، يصنع منها أطواق الورد أو ما يسمى في جازان بـ"الفُل".

تُعد بعض تلك النباتات أجزاء رئيسة ضمن ملحقات الزي التقليدي للعروس في منطقة جازان جنوب المملكة، حيث تزين هامة الرأس مكللة بالياسمين العربي، أو ما يُعرف محليًّا بالفل الرصاص؛ أو "عقد الرصاص". وتتعدد أنواع أطواق وعقود "الياسمين" في جازان فهناك: الرصاص، والكبش، والمورد، والمبروم، لما يتميز به من رائحة عطرية زكية.

الريحان، وهو نبات من الفصيلة الشفوية، وهو نبات عشبي حولي، نشأ الريحان في الشرق الأوسط والجنوب الشرقي لأوروبا والجنوب الغربي لآسيا، وتطول فترة نموه في المناطق ذات الشتاء خفيفا لبرودة، يصل ارتفاعه ما بين 30 - 60 سم، وعرضه نحو 40 سم، أوراقه مستديرة وعطرية نفاذة الرائحة وعادة ما تكون الأوراق خضراء ناصعة اللون، رائحته عطر، قوية، ورقة، بهارية.

الشيح، اللافندر الأخضر القطني، وهو نبات من الفصيلة المركبة، وعشب دائم الخضرة بطيء النمو موطنه منطقة البحر الأبيض المتوسط، وشمال غرب أفريقيا، والبرتغال ووسط إسبانيا، أوراقه رمحية كاملة الحافة متقابلة، والأزهار صفراء فاتحة حجمها نحو 1 سم وتظهر في الصيف، يستخدم في المناطق الحضرية، والمتنزهات، والأماكن العامة المفتوحة، والحدائق، مظهره جميل ورائحته زكية.

العصابة/اللوية

يُمكن إضافة النباتات العطرية في المواقف غير الرسمية إلى أعلى جزء من الزي السعودي. فجميع نباتات الزينة الشخصية في المملكة هي نباتات عطرية وزهور ذات رائحة زكية، مثل: الكادي والبرك والريحان والورد والبعيثران والوزاب والسكب، وعلى عكس النمط العام المتمثل في اختصاص النساء بوضع أكاليل الورد على رؤوسهن.

يرتدي الرجال في المنطقة الجنوبية من المملكة أكاليل الورد التي يُطلق عليها عصابة الرأس العطرية، وتُعرف في الاصطلاح المحلي السائد بالعصابة العسيرية، لارتباطها بمعظم المناطق الجنوبية في المملكة وتحديدًا منطقة عسير، كما تختلف تسميتها باختلاف طبيعة المناطق الجنوبية، فعلى امتداد جبال السراة يُشار إليها بالغراس أو اللوية، وفي تِهامة تُعرَف باسم المخضارة أو الخظور.

عصابة النباتات العطرية

تُعد العصابة من ملحقات الزي التقليدي في الجنوب أيضًا، كان الرجل حاسر الرأس، يطيل شعره، ويرتدي العصابة التي تصنع من النباتات العطرية والأزهار المتوفرة في الجبال ومن أنواعها البعيثران والشيح والريحان والخزام، فتوضع على جانبي الرأس "الغرائر" وفي وسط الأمام "المنكوسة"، وتستخدم الخياطة في تثبيت النباتات على الإطار الدائري الأساسي للعصابة، ومن مسمياتها عصابة مدلعة.

هناك ثمانية أنواع للعصابة العسيرية ذات اللونين الأصفر والبرتقالي، وهي: البرك، والشيح، والسداب، والكادي، والريحان، والبعيثران، والوزاب، والسكب، ويمكن اعتبار ذلك التنوع انعكاسًا حرفيًّا للطبيعة الغنية التي تتمتع بها معظم المناطق الجنوبية.

نباتات الزينة في المهرجانات الوطنية

في السياق الوطني، قُدمت مهرجانات وطنية ترتبط رؤيتها وأسماؤها بالنباتات العطرية، على سبيل المثال: نظمت وزارة الثقافة عام 2019م مهرجان "رجال الطِّيب" في محافظة رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير، واحتفى هذا المهرجان ضمن فعاليات الموروث الثقافي لمنطقة عسير بأكاليل الورد التي تمثَّل أيقونةً رمزية له، وركز المهرجان على جمالية أطواق الورد وتنوعها، كما قُدمت الفعاليات الحرفية لصناعته وإهدائه إلى الزوار.

ومن المهرجانات "مهرجان الفل والنباتات العطرية" بمنطقة جازان، الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة، بهدف التعريف بالفُل والنباتات العطرية التي تشتهر بها منطقة جازان، وتطوير منتجات المزارعين وتوفير البذور والشتلات.