تم نسخ الرابط بنجاح

ميناء السرين الأثري

saudipedia Logo
ميناء السرين الأثري
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

ميناء السرين الأثري، هو أحد المواقع الأثرية في محافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة، يتكون من ستة تلال أثرية ومقبرتين، تمثل كلها بقايا المدينة السكنية، وتوجد به ظواهر عمرانية منها طوب الآجر الأحمر الذي شيدت به بعض مباني الموقع، وكِسر الفخار العباسي المميز، وبعض الفخار والخزف الإسلامي المتأخر.

سبب تسمية ميناء السرين الأثري

تقع مدينة السرين في السهل الفيضي لوادي "حلية" أو ما يعرف حاليًّا بوادي "الشاقة الشامية" عند مصب الوادي في البحر الأحمر، ويقع في جنوبها مصب وادي "عليب" أو ما يعرف حاليًّا بوادي "الشاقة اليمانية"، وجاءت تسميتها بـ"السرين" نسبة إلى هذين الواديين، حيث يمثلان  "حلية و"عليب" أخصب أودية مكة المكرمة، ويطلق سر الوادي على (أطيب موضع فيه)، وأرض "السرين" أرض خصبة زراعية يكثر بها المرعى، وماء آبارها وفيرة.

وتعد من موانئ الحجاز التابعة لإمارة مكة المكرمة قديمًا، ويعود إنشاء ميناء المدينة إلى عصر ما قبل الإسلام، بحسب ما ذكرت كتب التراث العربي، وكانت المدينة من أهم المواقع الحيوية والاقتصادية النشطة خلال الفترة من القرن الثالث الهجري حتى القرن الثامن الهجري.

موقع ميناء السرين الأثري

تقع مدينة وميناء السرين حاليًّا جنوب قرية الوسقة التي تتبع مركز الشواق في محافظة الليث، على بعد 45 كم تقريبًا منها، وتبعد عن مدينة مكة المكرمة نحو 245 كم، وعن محافظة جدة نحو 220 كم، ويمتد ميناء المدينة بطول أربعة كم.

ولم تبرز مدينة "السرين" كميناء مهم لمكة المكرمة إلا في بداية القرن الرابع الهجري، ووصلت قمة مجدها في القرنين الخامس والسادس الهجريين حتى وصفها الرحالة والجغرافيون المسلمون كالمقدسي البكري والإدريسي والحميري بأنها مدينة عظيمة، وأول إشارة إلى مدينة "السرين" في كتب التراث العربي وردت على لسان الشاعر أبي خراش الهذلي وهو شاعر جاهلي أدرك الإسلام ومات في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال " فروع الآباء من عميم السوائل ... غَذَاهُ من "السِّرين" أو بطن حلية "، وحلية هو الوادي الذي تقع "السِّرين" على فيضه.

آثار ميناء السرين الأثري

تعد شواهد مقبرتي السرين من أبرز المواد الأثرية التي عثر عليها في ميناء السرين الأثري، إذ تتميز بدقة كتابتها وزخرفتها النباتية وأطرها التي تعد من أهم المكتشفات الكتابية على مستوى الجزيرة العربية، وكانت الأعمال الأثرية الاستكشافية في الموقع قد كشفت عن كسر فخارية من الخزف الصيني، إضافةً إلى المعثورات المعدنية المتنوعة التي يعود تاريخها إلى فترات إسلامية متعاقبة بدءًا من القرون الأولى الهجرية.