إناء فخاري أثري

إناء فخاري أثري، هو إناء أثري فخاري دائري الشكل، عُثر عليه في منطقة الربذة التاريخية؛ أحد المواقع الأثرية على طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة، وتقع شرق المدينة المنورة بنحو 200 كم، وتوجد عند حافة جبال الحجاز الغربية في المملكة العربية السعودية.

صُنع الإناء الفخاري من عجينة مائلة إلى اللون البني، نقية إلى حد ما، له فوهة مفتوحة وحافة عادية تمثّل امتدادًا لجدران الجسم، وقاعدة دائرية مسطحة، يظهر السطحان الداخلي والخارجي منعمين، وتبرز على السطح الخارجي زخارف نباتية باللونين الرمادي والأخضر، استُخدم لحفظ وتناول السوائل.

الارتفاع: 7 سم.

قطر القاعدة: 8 سم.

السُمْك: 5 ملم.

ينتمي هذا الإناء إلى الفترة الإسلامية، ويرجع تاريخه إلى القرن الثالث الهجري/ القرن التاسع الميلادي، في منطقة الربذة التي قدمت دلائل مهمة عن الحضارة الإسلامية في نواحي التخطيط المعماري، والصناعات المتعددة الفخارية والخزفية، والحجرية والزجاجية، والأدوات المعدنية والحلي وأدوات الزينة، والكتابات والنقوش والمسكوكات.

ويأتي الاكتشاف ضمن نتائج أعمال المسح والتنقيب الأثري التي أجراها قطاع الآثار والمتاحف في المملكة طوال السنوات الماضية، وضمن مكتشفات علماء الآثار السعوديين والبعثات العلمية.

يُعرض الإناء الفخاري في المتحف الوطني بالرياض، وهو مُسجل برقم349، ويعد إحدى القطع الأثرية التي اُختيرت للمشاركة في معرض روائع آثار المملكة عبر العصور الذي أقيم بمتحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس في عام 1431هـ/ 2010م، وبلغ عددها 300 قطعة متنوعة الخامات والعصور، وهي قطع أصلية من مختلف مناطق السعودية، وتصنف تلك القطع وفق تسلسلها التاريخي إلى ثلاث مجموعات هي: قطع من عصور ما قبل التاريخ، قطع من عصور ما قبل الإسلام، قطع منالعصور الإسلامية.

تُعدُّ هذه السلطانية الفخارية أو الإناء الفخاري، المصنوعة بواسطة الدولاب السريع، نموذجًا جيدًا من أنماط الفخار المطلي بزخارف هندسية، وعناصر نباتية مجردة، تحت طبقة التزجيج الشفاف عديم اللون، عُرف هذا النمط الفخاري في بلاد الشام وتركيا خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين/ التاسع والعاشر الميلاديين، ويدل هذا النموذج على متانة الصلات الحضارية بين الجزيرة العربية وحواضر العالم الإسلامي.