مسجد قرية السرو

مسجد قرية السرو التاريخي، هو أقدم مسجد في قرية ربوع السرو، إحدى قرى بني شهر التابعة لمركز السرح بمحافظة النماص في منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية. يتميز المسجد ببنائه على طراز السراة، وكان مركزًا للعلم والمعرفة منذ بنائه حتى توقف الناس عن الصلاة فيه بسبب تقادمه.

يقع المسجد وسط قرية ربوع السرو، التي تبعد نحو 30 كم إلى الجنوب من محافظة النماص، الرابطة بين مدينة أبها ومنطقة الباحة، وللمسجد قيمة تاريخية كبيرة، لاقترانه بالسوق القديم في القرية الذي يُعد أحد أقدم الأسواق في المملكة، كما كان مكانًا لاجتماع سادة القبائل للتشاور في المجالات السياسية والعسكرية.

شكل مسجد قرية ربوع السرو نقطة استقطاب لسكان القرى المجاورة، لاعتباره منارة ثقافية وعلمية لأهالي القرية والمناطق المجاورة، إضافة لما كان يستضيفه من الدروس والمحاضرات، وتعليم الكتابة والقرآن الكريم، فضلًا عن دوره الاجتماعي قديمًا في جمع أهل القرية لمناقشة أمورهم اليومية، وحل المشاكل والمنازعات، وكانت به قاعة مخصصة لإيواء المنقطعين والحجاج الذين يمرون من وسط القرية في الأسفار.

استخدمت في بناء المسجد أنواع من الأحجار غير المنتظمة، وسقف أعلاه بجذوع شجر العرعر، ويرتكز سقفه على أعمدة خشبية دائرية الشكل، ويتكون من: بيت للصلاة، و(صحن) ساحة مكشوفة، وبه خزان استخدم قديمًا لتلبية احتياجات المسجد من مياه الأمطار، وله مدخل واحد يقع في واجهته الغربية.

تبلغ مساحة مسجد قرية السرو نحو 260 م2، ويتسع بيت الصلاة فيه لنحو 60 مصليًا، ومن خلال تطوير المسجد ضمن المرحلة الأولى من مشروع ترميم وتأهيل عدد من المساجد التاريخية بمختلف مناطق المملكة، ببرنامج إعمار المساجد التاريخية الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عام 1440هـ/2018م؛ وشهدت مرافق المسجد إعادة تأهيل شامل، شملت بيت الصلاة والسرحة والمستودع، ومن ثم أقيمت الصلاة فيه مجددًا.