القوات البحرية الملكية السعودية، هي إحدى القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، مهمتها الدفاع عن أمن وسلامة أراضي المملكة والمياه الإقليمية لها، كانت النشأة الأولى لها في عام 1377هـ/1957م، تحت مسمى "سلاح البحرية"، وفي عام 1380هـ/1960م انضم "زورق الرياض" إلى الخدمة في القوات المسلحة؛ ليكون أول قطعة بحرية تمتلكها القوات البحرية.
وتمتلك القوات البحرية أسطولين، الأسطول الشرقي على الخليج العربي، والأسطول الغربي على البحر الأحمر، كما تضم قوة عسكرية متكاملة، تتمثل في وحدات السفن القتالية، ووحدات الدعم والإسناد الإداري والفني، ومجموعة الطيران البحري، ومشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
أمر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بإيفاد بعثة سعودية للالتحاق بالمعاهد البحرية الحربية، في 24 رجب 1374هـ/18 مارس 1955م، بعد اختيار الطلاب ابتُعثوا إلى جمهورية مصر العربيةفي الكلية والمدارس البحرية بالإسكندرية، وأثناء فترة الابتعاث صدرت الموافقة على تشكيل مدرسة البحرية في 1 ربيع الأول 1377هـ/25 سبتمبر 1957م، لتكون أول نواة مستقلة لسلاح البحرية.
وافتُتحت مدرسة البحرية بعد شهر من إعلان الموافقة، واعتُمد آنذاك تشكيل إداراتها، وفي 1 ذو الحجة 1380هـ/16 مايو 1961م تغيّر اسمها إلى "مركز التدريب البحري في الدمام"، ثم إلى اسم "القاعدة البحرية" في العام الذي يليه، وفي 1 محرم 1387هـ/11 أبريل 1967م، ارتبط قائد القاعدة برئيس هيئة أركان حرب الجيش مباشرة، وفي العام التالي تغيّر اسم القاعدة إلى "سلاح البحرية"، ومن ثم صدر المرسوم الملكي في 1 جمادى الآخرة 1393هـ/2 يوليو 1973م، باعتماد الاسم الحالي لها القوات البحرية الملكية السعودية.
بداية القوات البحرية الملكية السعودية
تعد البداية الحقيقية للقوات البحرية في المملكة منذ وصول "زورق الرياض"، بوصفه الوحدة البحرية الأولى التي بُنيت خصيصًا للقوات البحرية، وهو الزورق الموجود حاليًّا على يسار مدخل قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل، فوق قاعدة أسمنتية ليكون معلمًا يمثّل نشأة وانطلاقة القوات البحرية الملكية السعودية.
أطلق عليه الملك سعود اسم "الرياض"، ثم جرى البروتوكول الرسمي لتسمية الزورق، وتسمية قائده، ووضعه في خدمة الأسطول الملكي العربي السعودي في 21 رمضان 1381هـ/26 فبراير 1962م، ليكون أول وحدة بحرية قتالية ترفع العلم السعودي، وتحمل حصانة السفن البحرية.
بدأ زورق الرياض في 23 رمضان 1381هـ/28 فبراير 1962م، أول مهمة إبحار داخل المياه الإقليمية، بدءًا من ميناء الدمام إلى ميناء الملك سعود في المنطقة المحايدة بين المملكة ودولة الكويت، مرورًا بالجبيل، ورأس مشعاب، والسّفانية، للتدريب والتعرف على الموانئ البحرية للمملكة، وكانت أول مهمة إبحار خارج المياه الإقليمية إلى مملكة البحرين في العام ذاته، ومن أجل زيادة الوحدات البحرية آنذاك شكّلت المملكة فريقًا متخصصًا، سافر إلى عدة دول للبحث عن زوارق تتوافق مع متطلباتها، واستقر الأمر على شراء زوارق "الطوربيد" الألمانية.
تطور القوات البحرية الملكية السعودية
وجّه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود مسؤولي الدفاع والطيران، بالبحث عن مشروع لتطوير القوات البحرية، وقُدمت مشاريع عدة، من ضمنها المشروع الأمريكي الذي صدرت الموافقة عليه من مجلس الوزراء في 19 صفر 1394هـ/13 مارس 1974م، إلى أن انطلق المشروع باسم "برنامج تطوير القوات البحرية" ويسمى اختصارًا "SNEP"، وهو مشروع يتكون من مبنى قيادة القوات البحرية بالرياض، وقاعدتي الجبيل وجدة، ومراكز الاتصالات بين القيادة والقواعد، وآلية الربط بين القواعد البحرية، إلى جانب مبنى للكلية البحرية، وأحياء سكنية لمنسوبي القوات البحرية في المناطق الثلاث، تضم جميع الخدمات المختلفة، والخدمات الطبية، إضافة إلى وحدات قتالية تتكون من 25 قطعة بحرية.
معدات وأجهزة القوات البحرية الملكية السعودية
بعد مشروع تطوير القوات البحرية برزت الحاجة إلى قدرات بحرية أخرى، تكون قادرة على الإبحار لمدة طويلة، وعلى حمل الطائرات العمودية، إلى جانب القدرة اللوجستية على الإبحار بين الساحلين الشرقي والغربي، بحسب المتطلبات الدفاعية، ولتنويع مصادر التسليح، وقعت المملكة مع دولة فرنسا اتفاقية مبدئية في 26 جمادى الآخرة 1400هـ/12 مايو 1980م، لتزويد القوات البحرية السعودية بالمعدات والأجهزة المناسبة، ووُقع بعد خمسة أشهر من الاتفاقية عقد المشروع في الجبيل، بقيمة 12 مليار ريال، وسُمي "مشروع الصواري 1"، ويشمل عددًا من السفن، والطائرات العمودية، ومساعدات التدريب، والإسناد اللوجستي، إلى جانب عقود تدريب، وعقود صيانة وتوريد قطع الغيار لمدة عشر سنوات.
كما وقعت المملكة مع الحكومة الفرنسية في 16 جمادى الآخرة 1415هـ/19 نوفمبر 1994م، مشروع "صواري 2" لتزويد المملكة بالوحدات البحرية الحديثة، من ضمنها السفينة متعددة المهام "لافييت F3000S"، وتعد هذه السفن المتطورة إضافة قوية للقوات البحرية، وهي تؤدي اليوم دورًا فاعلًا في حماية مياه المملكة وشواطئها وحلفائها في المنطقة.
تنفيذ مشاريع شراء مجموعات الزوارق
بدأت المملكة في تنفيذ مشاريع شراء مجموعات الزوارق المختلفة، لحماية منصات البترول في حقول النفط البحرية ولتقديم المساندة في الميناء وخدمات السفن، إذ وصلت الدفعة الأولى منها إلى ميناء جدة في 14 شوال 1400هـ/25 أغسطس 1980م، ثم توالت مشاريع الزوارق مثل: مشروع البرق، ومشروع الرعد، كما وقّعت المملكة مع جمهورية فرنسا مشروع "الزوارق الاعتراضية السريعة الفرنسية" في 15 شعبان 1440هـ/20 أبريل 2019م، ويشمل المشروع تصنيع جزء منها في فرنسا والجزء الآخر في المملكة، وذلك ضمن برنامج نقل التقنية، وصلت الدفعة الأولى من المشروع إلى ميناء رأس مشعاب العسكري في 28 جمادى الأولى 1441هـ/23 يناير 2020م.
القواعد العسكرية للقوات البحرية الملكية السعودية
يقع مقر قيادة القوات البحرية الملكية السعودية في مدينة الرياض، ويضم مكتب قائد القوات البحرية والأقسام التابعة له، ومكتب نائب القائد، وأربع هيئات، هي: هيئة إدارة القوات البحرية، وهيئة إمدادات وتموين القوات البحرية، وهيئة عمليات القوات البحرية، وهيئة استخبارات وأمن القوات البحرية، مع عدد من الإدارات والقيادات المرتبطة مباشرة بقائد القوات البحرية.
وتمتلك القوات البحرية قاعدتين بحريتين، الأولى هي قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل بالمنطقة الشرقية، وافتتحت رسميًّا في 16 محرم 1401هـ/24 نوفمبر 1980م، من قِبل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، والقاعدة الثانية هي قاعدة الملك فيصل البحرية في مدينة جدة غربي السعودية، وافتتحت في 24 ذو القعدة 1404هـ/21 أغسطس 1984م، من قِبل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
وأنشأت القواتُ البحرية قاعدة مساندة، جاء اعتماد تشكيلها أولًا باسم "قاعدة الأمير سلمان للإسناد البحري بالرياض" في 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7 مايو 2013م ، وجاء الأمر السامي في 23 ذو الحجة 1436هـ/6 أكتوبر 2015م، بتغيير اسمها إلى "قاعدة الملك سلمان للإسناد البحري بالرياض".
منشآت القوات البحرية الملكية السعودية
المعاهد ومراكز التدريب
دشنت القوات البحرية في منظومتها عددًا من المرافق التعليمية والتدريبية، هي: معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية في الدمام، وهو ما كان يسمى سابقًا "مدرسة البحرية" وتخرجت فيها الدفعة الأولى التي أسس أفرادها القوات البحرية في السعودية، ومدارس القوات البحرية بالجبيل، وكانت المدارس ضمن خطة مشروع تطوير القوات البحرية "SNEP"، وبدأ تشكيلها في 17 صفر 1400هـ/6 يناير 1980م باسم "معهد الدراسات الفنية بالجبيل"، ثم تغير اسمها في العام التالي إلى "مدارس القوات البحرية بالجبيل"، وتوسعت بعد ذلك حتى أصبحت تضم 13 مدرسة في تخصصات مختلفة، ومركز التدريب البحري في جدة، وهو مركز تدريب للتخصصات غير الفنية، مثل الشرطة العسكرية، وفرق الموسيقى العسكرية، ومقدمي الخدمات المساندة، وبدأ المركز بعد نقله من الدمام إلى جدة، وإعادة تشكيله باسم "مركز تدريب المستجدين ومشاة البحرية" في 1 رجب 1401هـ/5 مايو 1981م، ثم صدر قرار تعديل اسمه إلى مركز التدريب البحري.
كلية الملك فهد البحرية
تضم القوات البحرية في منظومتها كلية الملك فهد البحرية في الجبيل، وهي مؤسسة للتعليم العالي وينطبق عليها نظام الكليات العسكرية السعودي، أنشئت بعد قرار مجلس الوزراء في 6 رجب 1403هـ/20 أبريل 1983م، بإنشاء كلية بحرية في الجبيل وإطلاق اسم الملك فهد عليها، وبدأت بمقرٍ مؤقت في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية، حتى 1 شوال 1405هـ/20 يونيو 1985م، وتشكلت الكلية باعتماد المرحلة الأولى من التنظيم الأساسي لها ضمن ميزانية القوات البحرية لذلك العام، واستقبلت في العام نفسه الدفعة الأولى من طلابها.
مدارس القوات البحرية
تقع مدارس القوات البحرية في جدة، بقاعدة الملك فيصل البحرية، وافتتحت في 10 جمادى الآخرة 1422هـ/29 أغسطس 2001م، كما تضم 13 مدرسة في تخصصات مختلفة، ومدرسة مشاة البحرية في ميناء رأس الغار العسكري بالمنطقة الشرقية، وتضم المدرسة 8 أجنحة في تخصصات مختلفة، ومركز تدريب الأسطول، ويسمى اختصارًا "FTC"، وهو مركز تدريب في مسرح العمليات من خلال مُشبهات تحاكي فرضيات تكتيكية، وله مركزان، الأول: في قاعدة الملك عبدالعزيز في الجبيل، والثاني: في قاعدة الملك فيصل في جدة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة