تتميز الأكلات الشعبية في منطقة المدينة المنورة بتنوعها، إذ يزخر المطبخ المدني بالعديد من الأكلات الشعبية مثل: المنتو واليغمش والبليلة والتميس والمطبق والتمور والحلويات بمختلف أنواعها وأشكالها، فضلا عن أنواع المقليات والمأكولات والمشروبات التي تعكس الموروثات الغذائية الخاصة بالمدينة المنورة، وتبرز من خلالها أصالة الماضي العريق للمنطقة.
الأكلات الشعبية بسوق الطباخة
يجتذب سوق الطباخة بالمدينة المنورة بأكلاته الشعبية المدينية العريقة أعدادًا كبيرة من أهالي المدينة وزوار المسجد النبوي، خاصة في أيام رمضان والمناسبات. ويحتضن السوق الذي يقع على مقربة من المسجد العديد من المطاعم الشعبية التي تقدم مختلف الأكلات وأشهاها، من أهمها: رؤوس المندي والكباب، والكبدة والمقلقل والكمونية، والمقادم، وشوربة الحَب، والهريسة، والأرز بأنواعه كالكابلي والبخاري والعربي والبرياني، والأسماك بجميع أنواعها، بالإضافة إلى المنتو واليغمش والبف، حيث يقدر عمر السوق بأكثر من 40 عامًا ويعد جزءًا من الحياة الاجتماعية في المدينة ومقصدًا مهمًّا للأهالي والزوار.
أكلات المدينة المنورة في شهر رمضان
يتسابق أهالي المدينة المنورة خلال شهر رمضان على إطعام الصائمين بالحرم النبوي ومساجد المدينة المنورة، وهي عادة تسعى العديد من الأسر لتنفيذها كل عام.
وتتصدر "شوربة الحَب" سفر الطعام الرمضانية لأهل المدينة، ثم المقليات بأنواعها التي اشتهرت بها المرأة في المدينة مثل: "السمبوسة، الفرني، البف، البريك، قاضي قضى، المطبق، عيش أبواللحم". كما أن للحلويات مكانًا مهمًّا بالسفرة، مثل: "الكنافة بالقشطة، كنافة باللوز أو المكسرات، الجبنية، الماسية، المهلبية، الكاسترد، الكريمة، البريك الحلو، الجلي، الشعيرية بالقشطة، اللحوح بالسكر، اللقيمات".
وفي أواخر شهر رمضان يتم إعداد "الدبيازة" لفطور العيد، وهي نوع من أنواع الحلى يتكون من قمر الدين والمكسرات، وهي أكلة خاصة للأعياد تتميز بإعدادها الأسر في المدينة المنورة.
مشاركة الأسر في تقديم الأكلات الشعبية بالمدينة المنورة
تنتعش أحياء منطقة المدينة المنورة في المناسبات الدينية بحركة تجارية تقودها بعض الأسر التي تستثمر خبراتها في صناعة الأكلات الشعبية المعروفة في المنطقة ومن أبرزها: البليلة، البطاطس، السوبيا، وبعض المعجنات، وبيعها طازجة لزوّار المدينة المنورة الذين يحرصون على تذوق نكهتها المدنية.
وعادة ما يرتبط بيع البليلة بأهازيج شعبية لاستقطاب الزبائن، وتقتني الأسر مكونات البليلة من الأسواق، وتختلف أنواعها وفقًا للخلطات التي تحتوي عليها، وأبرزها تلك التي يتم إعدادها من الحمص اليابس، والكربونات وزيت الزيتون، إذ يسلق الحمص مع ملح وليمون على نار مرتفعة، وعندما يغلي يُترك مغطى على نار هادئة لمدة ساعة، ثم يصفى من الماء وينقل في القدر المخصص.
معجنات الحطب في المدينة المنورة
تتميز منطقة المدينة المنورة عن غيرها من المناطق بتقديم وإعداد العديد من المعجنات من خلال أفران الحطب، التي تمنح هذه المعجنات نكهة خاصة تميزها عن غيرها.
والخبز القديم لا يعتمد على المكائن الآلية، بل يعتمد على العمل اليدوي، ويشتمل على نحو 17 نوعا من المعجنات المختلفة التي تميز أهالي المدينة بإعدادها، ومنها: الشريك الحجري، وفتوت العيد، وخبز البر، وفتوت التعتيمة، والشريك العادي، والخبز الأبيض، والشوابير، والباتية، وشريك الحمص، وشريك الصحيرة.
ويأتي الطعم المميز لخبز المدينة، من كونه ينضج على الحطب، ويوضع عليه الحمص، والشمر، واليانسون، والحبة السوداء "البركة"، أما "الشريك" فهو عبارة عن خليط من العجين والماء والحليب وقليل من الحمّص، يرش عليه السمسم، ثم يطرح في الفرن على شكل دوائر حتى ينضج ويصبح جاهزا للأكل.
ويعد "الشريك" و"فتوت التعتيمة" أكثر المأكولات التي كانت تقدّم صباح الزواج في المدينة المنورة في الماضي، مع النواشف عامة كالجبن، والزيتون، والحلاوة وغيرها، لذلك سمي بفتوت تعتيمة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة