قرية صُفيْنَة، هي إحدى القرى التاريخية الأثرية في المملكة العربية السعودية، تُعرف بهذا الاسم من العصر الجاهلي، تقع في مركز السويرقية بمحافظة مهد الذهب في الجنوب الشرقي من المدينة المنورة على بعد 225 كلم. يمرّ بها "درب زبيدة" الذي يُعدُّ من أهم طرق الحج والتجارة قديمًا وما زالت آثاره باقية، حيث يربط هذا الطريق مدينة الكوفة في العراق بمكة المكرمة.
عُرفت قرية صفينة بهذا الاسم منذ العصر الجاهلي، وهي بلدة الشاعرة الخنساء، ويُطلق عليها قرية الخنساء نسبة إلى الشاعرة تُماضِر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُلمية، كما وردت صفينة في شعر الخنساء حيث ذكرتها عدة مرات عند رثائها أخويها صخرًا ومعاوية، بعد فقدهما، ومما قالت:
طَرَقَ النّعيُّ على صُفَيْنَة غُدْوَةً
ونَعَى المُعَمَّمَ من بني عَمرو
حامي الحَقيقةِ والمُجيرَ إذا
ما خيفَ حدُّ نوائبِ الدَّهرِ
وصفينة واحة تتوافر فيها المياه العذبة؛ وذلك بسبب وجود العديد من الآبار القديمة فيها، والتي كانت تستخدم في سقاية الحجاج، كما توجد بها أبراج للمراقبة تم إنشاؤها فوق الآبار؛ مثل بئر وزارزة.
محتويات قرية صفينة
تحتوي قرية صفينة على مبانٍ تراثية من الطين وجذوع الأشجار من دور واحد، وتوجد ثلاثة مبانٍ من دورين، مساحتها الإجمالية نحو 5000 م2. ويصل عدد المنازل فيها ما بين 50 إلى 60 منزلًا، وتتميّز ببنائها بالطين والأسقف المستوية، ومحاطة بسور لا يزال قائمًا، كما لا تزال البيوت ظاهرة.
قصر صفينة
يقف قصر صفينة بحصونه وبواباته من جهاته الثلاث منذ عقود طويلة، وهو عبارة عن حصون وقلاع محاطة بسور، يتألف من مجموعة من الأبنية والغُرف المتلاصقة، بني من الطين اللبِن في جدرانه؛ حيث بُني أساس حجري لها من البازلت بارتفاع متر تقريبًا، ثم استُكمل الجدار ببناء مداميك الطين اللبِن، وأُنشئت الأسقف بعوارض من جذوع الأثل، وجرى رصف جريد النخل فوقها، تلتها طبقة من الطين لضمان عدم تسرب مياه الأمطار.
قرية صفينة تاريخيًّا
اشتهرت قرية صفينة قديمًا بالمزروعات والنخيل، وكان يمر بها الحجاج القادمون من العراق والخليج من خلال درب زبيدة التاريخي، وهي مصدر المياه المغذية لمدينة مهد الذهب ومنجم الذهب، وتبعد عنه 50 كلم جنوبًا.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة