

الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) هي شركة مساهمة عامة سعودية، تعمل في مجال الصناعات البتروكيماوية، تأسست عام 1396هـ/ 1976م، بموجب المرسوم الملكي الصادر عام 1396هـ/1976م، وتعود ملكية 70% من أسهمها لشركة أرامكو السعودية، فيما يُتداول 30% في سوق الأسهم السعودية. اشتق اسمها من اختصار الحروف الأولى من الاسم الإنجليزي، وتناغم باللغة العربية مع اسم الفاعل "سابك" الذي يدل على الإتقان.
بدايات شركة سابك
في عام 1403هـ/ 1983م بدأت "سابك" باكورة إنتاجها الصناعي من خلال شركاتها التابعة (حديد، والبيروني، والرازي)، وتبعتها شركة "غاز" في عام 1404هـ/ 1984م، ومن ثم بدأت ست شركات إنتاجها دفعة واحدة في عام 1405هـ/ 1985م، وهي شركات: "صدف" و"ينبت" و"بتروكيميا" و"كيميا" و"شرق" و"ابن سينا".
واصلت "سابك" تعزيز قدراتها التصنيعية محليًا، وانطلقت نحو الآفاق العالمية، حيث بدأت عام 1423هـ/ 2002م بالاستحواذ على قطاع البتروكيماويات في شركة "دي إس إم" في أوروبا، التي تمتلك مرافق تصنيع في كل من هولندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة. كما استحوذت عام 1427هـ/ 2006م على شركة "هانتسمان بتروكيميكالز" في المملكة المتحدة وأعادت تسميتها لتصبح "سابك يو كيه بتروكيميكالز" وتشكل إضافة مميزة لعمليات "سابك" في أوروبا، وعززت ذلك عام 1428هـ/ 2007م بامتلاك قطاع الصناعات البلاستيكية التابع لشركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية، الذي تحول إلى وحدة العمل الاستراتيجية للمنتجات المتخصصة التي تقدم قيمة مضافة، وتوسع باقة منتجات الشركة.
عمل شركة سابك
تعمل "سابك" التي يقع مقرها الرئيس في العاصمة السعودية الرياض من خلال عدد من وحدات العمل الاستراتيجية، تشمل: البتروكيماويات، والبوليمرات، والكيماويات، والمغذيات الزراعية، والمنتجات المتخصصة، الأعمال المستقلة، والمعادن (حديد).
منذ انطلاق الشركة لم تتوقف مسيرتها التنموية، ففي عام 1405هـ/ 1985م بلغ إجمالي إنتاجها 6,3 ملايين طن متري، ليواصل تصاعده عامًا بعد آخر حتى بلغ 60.8 مليون طن متري في عام 1441هـ/ 2020م،قبل أن يرتفع إلى 61 مليون طن متري في عام 1443هـ/ 2022م.
وتُعد "سابك" الآن ثاني أكثر العلامات التجارية قيمة في صناعة الكيماويات، ولديها مكاتب ومواقع تصنيعية في 50 بلدًا حول العالم، عبر خمس مناطق جغرافية رئيسة، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وشمال آسيا.
قامت "سابك" على فكرة تخدم الصناعة والبيئة معًا، وهي تحويل الغازات المُهدرة إلى مواد أولية في صناعات متعددة، عبر إنشاء وتطوير باقة من المواد الأساسية المشتقة من الكيماويات والبوليمرات والمعادن والمغذيات الزراعية والمنتجات المتخصصة، يستخدمها المصنعون في إنتاج احتياجات قطاع البنى التحتية والإنشاءات والزراعة، وغيرها من المنتجات التي تدخل في استخدامات الحياة اليومية.
في حين كانت أرامكو السعودية منصة انطلاق النهوض القائم على الثروة النفطية، واكبت "سابك" المراحل التأسيسية للتنمية في المملكة، وشكلت أساس القطاع الصناعي السعودي، بالتزامن مع تأسيس مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، فأسست مجموعة من الشركات التابعة لها على مبدأ الشراكة الاستثمارية مع الشركات العالمية الرائدة.
تُعد "سابك" من الشركات التي تلعب دورًا قياديًا في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، حيث أعلنت إطلاق وحدة المحتوى المحلي وتطوير الأعمال لدعم ريادة الأعمال في المجال الصناعي، ومن ثم دشنت مبادرة "نساند" لتمكين الفرص الاستثمارية المحلية من رفع قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على خلق التنوع الاقتصادي، وإيجاد فرص العمل ورفد الناتج الوطني.
مجمعات شركة سابك التصنيعية
من واقع حضورها العالمي الواسع، تحتل "سابك" مكانة رائدة في الأسواق العالمية بمنتجات أساسية من البتروكيماويات، مثل: الإيثيلين، وجلايكول الإيثيلين، والميثانول، وميثيل ثالثي بوتيل الإيثر، والبولي إيثيلين، والبلاستيكيات الهندسية ومشتقاتها.
تضم شبكة "سابك" الصناعية 65 موقعًا صناعيًا تعمل بمقاييس عالمية في منطقة الشرق الأوسط والأمريكتين وأوروبا وآسيا. ويمثل إنتاج وحدة البتروكيماويات ـ وهي أكبر وحدة إنتاج استراتيجية في "سابك" ـ الجزء الأكبر من إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة.
تُعد الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) ـ المملوكة لـ"سابك" ويقع مقرها في مدينة الجبيل الصناعية ـ من أكبر شركات إنتاج الصلب المتكاملة في العالم. وتنتج شركة "سابك للمغذيات الزراعية" حقيبة متنوعة من الأسمدة الغنية بالعناصر الغذائية، بدءًا من الأسمدة الاعتيادية، وصولًا إلى منتجات الأسمدة عالية التخصص.
توسع أعمال شركة سابك
في عام 1443هـ/2021م أعلنت "سابك" بدء مرحلة التشغيل التجريبي للمصنع الثالث لإنتاج جلايكول الإيثيلين في شركة الجبيل المتحدة للبتروكيماويات (المتحدة) التابعة لها، وتقدر الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع بحوالي 700 ألف طن متري من مادة أحادي جلايكول الإيثيلين.
في العام التالي أكملت "سابك" صفقة شراء حصة "كلارينت" البالغة 50% في "ساينتفيك ديزاين"، مما منحها الملكية الكاملة للشركة الرائدة في مجال ترخيص التقنيات الصناعية عالية الأداء وتطوير الحفازات. وهي خطوة ترسخ نمو "سابك" في سوق المنتجات المتخصصة، وتساعدها على تلبية الطلب المتزايد على الحفازات، وترفع من مستوى موثوقية الإمدادات، وتعزز الابتكار في هذا القطاع.
الاستدامة في شركة سابك
مع التخلي التدريجي عن مصادر الطاقة التقليدية والتوجه المتزايد نحو الصناعات التحويلية، اتجهت شركات العالم إلى الاستدامة، وهو المسار الذي كان سببًا في تأسيس "سابك"، والذي يمثل أحد أهدافها الرئيسة، حيث تخدمه بمزيد من المنتجات والتقنيات ذات الوزن الأقل والخصائص الأفضل استهلاكًا للطاقة، بجانب التركيز على حماية البيئة، كجزء ثابت في استراتيجية العمل والإنتاج، لإثبات هذا التوجه بشكل عملي، أعلنت الشركة تطبيق آليات جديدة في الاقتصاد الدائري الذي يعيد تدوير البلاستيك، وإعادة استخدام الكربون وتحييد ضرره البيئي.
التقنية والابتكار في شركة سابك
عززت "سابك" أعمال التقنية والابتكار لديها، بوصفها إحدى الأدوات الرئيسة التي تساعد زبائنها على تطوير وتنمية أعمالهم، وتبتكر مراكز تقنيات وتطبيقات "سابك" العالمية أكثر من 95 منتجًا جديدًا سنويًا. وتملك الشركة أكثر من 9,948 براءة اختراع دولية و10,090 براءة اختراع دولية وطلب تسجيل براءة اختراع. كما تمتلك الشركة موارد بحثية كبيرة، تشمل خمسة محاور مركزية للابتكار، تنتشر عبر خمس مناطق جغرافية رئيسة، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وشمال آسيا.
لتحقيق الاستدامة والمواكبة لأحدث التقنيات وابتكارها أنشأت "سابك" عددا من مراكز التقنية والابتكار الخاصة، ويعمل موظفو قطاع التقنية والابتكار في مشاريع بحثية مختلفة في 20 مركزًا حول العالم لتقديم حلول منتجات وتطبيقات متمايزة ومستدامة، وابتكار إجراءات عمل متميزة من حيث التكلفة لتلبية احتياجات الزبائن وسلسلة القيمة الخاصة بالأعمال على المدى القريب والمتوسط والطويل.
إنجازات شركة سابك
أعلنت "سابك" في عام 1437هـ/ 2016م إنشاء مبادرة "موطن الابتكار" في وادي الرياض بجامعة الملك سعود، التي تضم أنموذج "المنزل عالي الأداء" الذي يطبق تقنيات متقدمة في مجال توليد الطاقة وإعادة تدويرها ذاتيًا، فضلًا عن إنشاء وتشغيل مركز "استدامة" الذي يتولى تطوير التقنيات الزراعية بما يضمن حسن استخدام الموارد المائية. كما تتبنى الشركة استراتيجية لخدمة المجتمع عبر أربعة محاور أساسية، هي التعليم في التقنية والعلوم والصحة والمياه والزراعة المستدامة.
في عام 1440هـ/ 2019م صُنِفت "سابك" بوصفها ثالث أكبر شركة في إنتاج الكيماويات عالميًا، وهو العام نفسه الذي أعلنت فيه أرامكو السعودية استحواذها على حصة 70% من الشركة، التي كانت مملوكة للدولة ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة،وحققت الشركة مجموعة كبيرة من الجوائز والإنجازات على مستوى صناعة البتروكيماويات والاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. وحتى اللحظة التي سبقت الإعلان عن بدء تداول أسهم شركة أرامكو السعودية، ظلت "سابك" تصنف كأكبر شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودي.
مقر شركة سابك في الجبيل
مواكبة لنمو أعمالها في منطقة الجبيل الصناعية، دشنت "سابك" في عام 1444هـ/2022م مبناها في محافظة الجبيل، الذي يُعد أنموذجًا حديثًا لمقرات الشركات بإمكانات متنوعة. وتبلغ مساحة البناء الإجمالية للمبنى 254 ألف م2، على أرض مساحتها 66 ألف م2، وبقدرة استيعابية تتسع لأكثر من 3600 موظف، وقد بُني بالكامل من حديد "سابك"، كما اعتمد على المحتوى المحلي في 77% من مشتريات المبنى.
حصل المبنى على شهادة LEED الذهبية للبناء المستدام، عن حلوله الذكية في إدارة الموارد وكفاءة الطاقة، حيث استخدم أكثر من 1500 لوح للطاقة الشمسية المعززة بوسائل توظيف طاقة الرياح، وذلك لتوليد كامل الطاقة المستخدمة في إضاءة المركز الرياضي ومواقف السيارات، كما تم فيه خفض كامل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 11,642 طنا، مما جعله أول مبنى يحقق الحياد الكربوني في مدينة الجبيل.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة