
الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود (1328هـ/1910م - 1409هـ/1988م)، هو صاحب سمو ملكي، الابن الرابع للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، شارك مع والده في معارك توحيد المملكة، وعُيّن أميرًا لمنطقة المدينة المنورة منذ ضمّها إلى الحكم السعودي، فكان أول أمير لها في تاريخ المملكة العربية السعودية، والأطول على إمارتها إذ قضى فيها نحو أربعة عقود، منذ 1344هـ/1925م حتى 1385هـ/1965م.
نشأة الأمير محمد بن عبدالعزيز
وُلد الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض عام 1328هـ/1910م وهو الابن الأكبر لوالدته الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.
حياة الأمير محمد بن عبدالعزيز
شارك الأمير محمد بن عبدالعزيز مع والده في حملته لضم إقليم الحجاز، وحاصر مع قوات الملك المؤسس مدينة جدة، وخلال فترة الحصار أرسله والده إلى المدينة المنورة في قيادة حملة عسكرية، وعند وصوله إليها استسلمت الحامية ودخلت المدينة في الحكم السعودي 1344هـ/1925م،فطلب أهالي المدينة المنورة من الملك عبدالعزيز أن يُسلم إمارتها لأحد أبنائه إشعارًا بمكانتها وتكريمًا لأهلها، وعيّن الملك عبدالعزيز ابنه الأمير محمد أميرًا عليها، فكان أول أمير لها في العهد السعودي والأطول على إمارتها حيث تولى الإمارة منذ 1344هـ/1925م حتى 1385هـ/1965م، فكان له دور بارز في تطوير المدينة المنورة وتأسيس أجهزة الحكم والإدارة، والعمل على تطوير الخدمات وتأسيس الأجهزة الحكومية، وما زالت عديد من المنشآت في المدينة المنورة تحمل اسمه، منها: مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية.
وكان للأمير محمد بن عبدالعزيز عدد من الزيارات الخارجية في عهد والده وإخوته الملوك، منها: أول زيارة رسمية للملك عبدالعزيز إلى دولة مصر في 1365هـ/1946م، كما بعثه والده إلى بريطانيا مع الملك فيصل (الأمير آنذاك) للمشاركة في احتفال تتويج الملك جورج السادس، وزار الولايات المتحدة الأمريكية برفقة الملك فيصل في 1364هـ/1945م عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية للمشاركة في اجتماعات هيئة الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو، كما رافق والده الملك المؤسس في لقائه التاريخي مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 2 ربيع الأول 1364هـ/14 فبراير 1945م، وفي العام ذاته شهد في 5 ربيع الأول/17 فبراير لقاء رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في محافظة الفيوم في مصر.
كان الأمير محمد بن عبدالعزيز كبير أسرة آل سعود من أبناء الملك عبدالعزيز، واستشاره الملك فيصل في أمر ولاية العهد بوصفه المرشح الأول لمنصب ولي العهد والتالي في الترتيب بعد الملك فيصل، فطلب منه الأمير محمد في خطاب الرد على طلبه أن يكون بعيدًا عن الحكم وأنه يفضّل أن يكون جنديًا مخلصًا يعمل تحت لواء الملك، بعيدًا عن الرتب والألقاب، وأبدى رغبته في معاونة أخيه الملك وشدّ أزره لمواصلة العمل تحت قيادته، كما أوضح في خطابه أن ميادين العمل لخدمة الشعب لا تقف على المناصب والألقاب، وهناك مجالات واسعة ومتعددة تمكن كل فرد من أفراد الشعب من تأدية واجبه في خدمة بلاده، وبادر الأمير محمد في خطابه بترشيح الأمير خالد (الملك خالد لاحقًا) لشغل منصب ولاية العهد لما رآه فيه من الصفات التي تؤهله لذلك.
دعا الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى اجتماع يضم جميع أسرة آل سعود في قصره بحي عليشة في الرياض في 27 ذي القعدة 1384هـ/29 مارس 1965م، وأعلن فيه اختيار الأمير خالد وليًا للعهد، ومن ثم أخذت البيعة له من قِبل الحضور، ثم كان للأمير محمد دور رئيس بعد إعلان وفاة الملك فيصل حيث وقف وأعلن للعائلة المالكة وصيته، وهي مبايعة ولي العهد آنذاك الملك خالد بن عبدالعزيز ملكًا على البلاد، وتعيين الملك فهد (الأمير آنذاك) وليًا للعهد. وبعد وفاة الملك خالد كان على رأس المبايعين لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز.
أنجب الأمير محمد بن عبدالعزيز 13 من الأبناء والبنات، هم: فهد، وبندر، والجوهرة، وحصة، ونورة، ومنيرة، وعبدالله، وسعد، وعبدالعزيز، وموضي، ونوف، وبدر، والعنود.
وفاة الأمير محمد بن عبدالعزيز
توفي الأمير محمد بن عبدالعزيز في مدينة الرياض 16 ربيع الآخر 1409هـ/25 نوفمبر1988م في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، عن عمر يناهز 80 عامًا، وصلّي عليه في جامع الملك عبدالعزيز في الرياض.
المصادر
دارة الملك عبدالعزيز.
محمد بن عبدالعزيز: أمير الأمراء وسليل الملوك. عبدالرحمن الرويشد. 1434هـ.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة