
مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق، هي مبادرة وطنية أطلقتها هيئة فنون الطهي في المملكة العربية السعودية في 18 جمادى الآخرة 1444هـ/11 يناير 2023م، تعمل من خلالها على حصر وتصنيف الأطباق المحلية الشهيرة ذات الارتباط الوثيق بالهوية السعودية في جميع مناطق المملكة.
أهداف مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق
تهدف هيئة فنون الطهي من إطلاق مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق إلى الاحتفاء بثقافة فنون الطهي السعودي، والاستثمار في قيمتها الرمزية، وتوثيق وصفاتها المتنوعة، من أجل تعزيز تداولها بين عموم الجمهور من مختلف الشرائح محليًا ودوليًا، والمحافظة عليها بوصفها وجهًا من أوجه التراث الثقافي لمختلف مناطق المملكة.
أعمال مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق
اعتمدت هيئة فنون الطهي بالتزامن مع إطلاق مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق "الجريش" طبقًا وطنيًا للمملكة، وطبق "المقشوش" الحلوى الوطنية للسعودية، اعتزازًا واحتفاءً بهاتين الوجبتين اللتين تعبران عن أصالة المطبخ السعودي وخصوصيته.
واختِير "الجريش" بوصفه طبقًا أساسيًا في المجتمع السعودي، ويدعى "سيد الأطباق"، كما أن له انتشارًا في أرجاء المملكة منذ القدم، فقد جاء ذكره في كتب التراث العربي من خلال الإشارة لنساء الجزيرة العربية عندما يطحنّ القمح يدويًا باستخدام "المجرشة الخشنة"، التي تعمل على تجريش الحبوب.
فيما يعد "المقشوش" من الأطباق ذات الانتشار في أجزاء من المملكة، وكان لها ذكر تاريخي خلال فترة (1238-1309هـ/1823-1891م)، إذ ذُكر بأنها من الأطعمة التقليدية والمُحببة في وسط الجزيرة العربية، وهي عبارة عن أرغفة صغيرة من دقيق الحنطة التي تُقش من على الصاج، ويضاف إليها السمن مع العسل أو الدبس أو السكر، وتقدَّم عادةً في أي وقت مع القهوة أو الشاي، كما تقدم كثيرًا وجبة إفطار، إضافة إلى ارتباطها ببرودة الجو، ونزول الأمطار.
الجريش والمقشوش في مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق
اختِير طبقا "الجريش" و"المقشوش" للتعريف بهما إقليميًا ودوليًا، ودعمهما محليًا عبر أنشطة وفعاليات ومسابقات وورش عمل تستهدف جميع شرائح المجتمع، إلى جانب تقديم "الطبق الوطني" في جميع المنافذ التي تستقبل زوار المملكة، مع ما يرتبط بذلك من نمو العائد الاقتصادي للمجالات المرتبطة بهذين الطبقين، سواءً في التحضير أو الإعداد والتقديم، أو استثمار مكوناتهما، أو تنمية القوى العاملة في الصناعات المرتبطة بهما، في سياق جهود الهيئة لتعزيز حضور المطبخ السعودي وتنميته، ورفع مستوى تأثيره الثقافي والاقتصادي داخل وخارج المملكة.
وخضع اختيار طبقي "الجريش" و"المقشوش" لمعايير دقيقة تتضمن مستوى حضور الطبق في التراث والثقافة، واتسامه بالطابع المحلي، وفرصه الاقتصادية، وحصريته، وسهولة تحضيره، إضافةً إلى اتساع انتشاره الجغرافي، وارتفاع جاذبيته المحلية. وتم اعتمادهما واختيارهما وفق مراحل دراسة وتقييم من لجان مختصة وبالشراكة مع كل الجهات المعنية، ومنها إمارات المناطق.
تسمية الأطباق المناطقية لمناطق المملكة
عملت هيئة فنون الطهي، من خلال مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"، على دراسة الأطباق الخاصة بكل منطقة من مناطق المملكة على حدة، بالتنسيق مع إمارات المناطق والمختصين في كل منطقة، بهدف اختيار طبق وطني واحد، وفق معايير تضمن بأن الطبق المُختار يُعبّر عن هوية المنطقة وتراثها وثقافتها تعبيرًا دقيقًا. ومنها القيمة الثقافية والتراثية، والأهمية التاريخية للطبق، إلى جانب التعبير عن جغرافيا المنطقة، والثقافة الغذائية فيه، وإسهام هذا الطبق في دعم الاقتصاد المحلي.
وفي 26 جمادى الأخرة 1445هـ/8 يناير 2024م، أعلنت هيئة فنون الطهي تسمية الأطباق المناطقية لكل مناطق المملكة، ضمن المبادرة، ووسّعت الهيئة نطاق المبادرة لتشمل مختلف المناطق، محددةً طبقًا مناطقيًا خاصًا بكل منطقة؛ للاحتفاء بتنوع فنون الطهي، وتعزيز حضورها بالحياة المعاصرة، مع ما يتضمنه ذلك من أثرٍ اقتصاديٍ عبر استثمار هذه الأطباق ومكوناتها، وتداولها وتقديمها بمختلف منافذ الضيافة للجمهور المحلي والدولي.
وكشفت الهيئة عن اختيار "المرقوق" طبقًا مناطقيًا لمنطقة الرياض، وهو من الأكلات التقليدية الشائعة وسط المملكة، فيما اختير "السليق" لمنطقة مكة المكرمة، و"الأرز المديني" للمدينة المنورة، و"المليحية" لمنطقة الحدود الشمالية، وهو عبارة عن أرز أضيف إليه الإقط الممزوج بالسمن البلدي. كما اختيرت "البكيلة" لمنطقة الجوف، وتتكوّن من نبات السمح، إضافة إلى التمر، والسمن البلدي، و"خبز المقناة" لمنطقة الباحة، و"كبيبة حائل" لمنطقة حائل، و"الرُقش" لمنطقة نجران وهو عبارة عن أكلة شعبية تُصنع من البُر ويُصب فوقه المرق واللحم واختيرت "الكليجا" لمنطقة القصيم، و"الأرز الحساوي" للمنطقة الشرقية، فيما اختير "المغش" لمنطقة جازان، وهو عبارة عن لحم يُحضَّر في وعاءٍ حجريٍّ ويُملَّح ويُغمر بالماء، وأما "الصيادية" فقد اختيرت لمنطقة تبوك، و"الحنيذ" لمنطقة عسير.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة