تم نسخ الرابط بنجاح

الجربوع

saudipedia Logo
الجربوع
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الجربوع (الاسم العلمي: Jaculus)، هو حيوان يشبه الجرذ، اسمه باللغة الفصحى "اليربوع"، ينتشر في الجزيرة العربية، خاصة المناطق الرملية في وسطها وشماليها، ويستوطن شمال المملكة العربية السعودية نوع مختلف من الجرابيع، يطلق عليه الجربوع الفراتي.    

مواصفات حيوان الجربوع

الجربوع حيوان رشيق وصغير منكبّ على صدره بسبب قصر يديه وطول رجليه، يتميز بذيله الطويل الذي ينتهي بخصلة من الصوف السميك، ويكون لونها مختلفًا عن لون جسمه، وتسمى زهرة، وغالبًا ما يطغى عليها اللون الأبيض، وعندما يركض يرفع ذيله للأعلى وهو ما يميزه عن الفأر والجرذ، وهو من الحيوانات التي تألف الإنسان، ويمكن أن يأكل بعد ساعات من أسره ويتغذى على الحبوب.

وتساعد أرجل الجربوع الطويلة والقوية في القفز والارتفاع لمسافة كبيرة في الهواء، ويحافظ ذيله الطويل على توازن جسمه أثناء الحركة، وهو ما يساعده على المناورة ويكسبه حركة تموجية تصعب على من يريد افتراسه الإمساك به، وتساعده أصابعه الثلاث في أطرافه الخلفية، والتي تنمو عليها خصلة شعر طويلة في المشي على الرمال، وأطرافه الأمامية القصيرة تساعده على سرعة الحفر وتنظيف الوجه.

حيوان الجربوع في السعودية

يسمي سكان البادية صغار الجربوع بـ"الأفراخ"، بينما يطلق عليها في الفصحى أدراص، ودروص ومفردها درص، وهذا الاسم يشترك فيه مع صغار الفأر أيضًا، ويعرف عن الجربوع أنه حيوان رشيق صاحب قفزات مميزة، وهي طريقة فعَّالة للحركة السريعة لمسافات طويلة فوق الرمال، ويستوطن شمال المملكة نوع مختلف من الجرابيع، ويطلق عليه الجربوع الفراتي، وهو شبيه للجربوع العادي، غير أن أطرافه الخلفية تحمل خمس أصابع، وأذناه طويلتان مدببتان.

تكيف حيوان الجربوع في الصحراء

تكيفت الجرابيع مع قساوة الصحراء بسبب سمات وعوامل عدة، منها: تضخم القلة السمعية في الأذن الداخلية، مما يجعلها تحبس كمية كبيرة من الهواء مما يمكن الجربوع من سماع أخفت الأصوات، والإحساس بأدق الذبذبات، خاصة نداء الجرابيع الأخرى، وقدرته على التكيف مع درجات الحرارة العالية التي تتصف بها المناطق الصحراوية التي يعيش فيها.

يعرف عن الجربوع أنه حيوان ليلي، يفضل الاختفاء نهارًا في جحره، وينشط ليلًا في البحث عن غذائه، المكون من الأعشاب والحبوب والنباتات، ولا يحتاج إلى الماء لكنه يشربه إذا كان متوفرًا، ويتنوع عيشه فهو إما أن يكون ضمن جماعات أو يكون مفردًا، وقد تتخذ مجموعة من الجرابيع جحرًا واحدًا لفترة من الزمن.

وتستخدم الجرابيع أياديها الصغيرة في حفر جحورها التي تفضلها في المناطق السهلية المرتفعة، وتملك مخالب حادة تساعدها في عملية الحفر، وتزيح الرمال بأنفها وأرجلها، وتشكل الثعالب والذئاب إضافة إلى البومة والقطط البرية وبعض الجوارح المفترسات الطبيعية لها، إلى جانب أهل البادية الذين يأكلون الجرابيع.

ويحتال الجربوع على أعدائه باتخاذ "النافقاء"، حيث يدفن بوابات جحره المتعددة، ويضع الأغصان والأعشاب الدقيقة عليها من أجل التمويه، ويضع التراب على أبواب جحره فإذا هجم عدوه المفترس خرج من أحد الأبواب وترك جحره.

وتتكاثر الجرابيع في فصلي الربيع والخريف، وتستمر فترة الحمل لمدة 25 يومًا، وتلد الأنثى من 3 إلى 4 صغار، وتولد الصغار من دون شعر وتكون عمياء، ويمكن للأنثى أن تلد في العام الواحد أكثر من مرة، وتعيش الجرابيع نحو ستة أعوام في الأسر.

أمثال تضرب في حيوان الجربوع

ضربت العرب الأمثال في الجربوع، فأهل البادية عندما يصطادونه، ويعرف عنه أنه صيد غير سمين ولا يشبع، يقولون في مثلهم الشعبي "جربوع ما يسوى تعبه"، ويضرب للأمر التافه الذي يبذل في طلبه التعب والجهد الكبير.

ويقال في المثل الشعبي عن الجرابيع "جربوع في خبار"، والخبار أرض رخوة تحتوي جحورًا كثيرة، يضل فيها الباحث عن جربوع، فلا يهتدي لصيده، لكثرة الجحور في الأرض اللينة غير المستقرة، وذكرت أشعار كثيرة صورت كثرة التواري عن الغرماء بالجربوع وبراعته في الاختفاء والتمويه.