الحمار البري الآسيوي

الحمار البري الآسيوي أو الأخدر السوري (الاسم العلمي: Equus hemionus onager)، هو أحد أفراد العائلة الخيلية، يعيش في المناطق الصحراوية والجافة الباردة، وينتشر في مناطق واسعة من العالم القديم، يتوافر فيها العشب، ومنها المناطق الشمالية من الجزيرة العربية، التي انقرض منها في أوائل القرن العشرين الميلادي، وشهد عام 2024م إعادة توطينه في السعودية.

العائلة الخيلية التي ينتمي إليها الحمار البري الآسيوي، ينتمي إليها أيضًا الحصان والحمر المستأنسة والبرية وحمر الوحش، وتستوطن جنوبي آسيا وغربها، وشرقي إفريقيا وجنوبها، ويتبع هذه العائلة نوعان استوطنا الجزيرة العربية، هما: الحصان العربي، والحمار البري الآسيوي، أو الأخدر. والعائلة الخيلية ذات حافر واحد في كل قائمة من قوائمها، ويكسو جسمها شعر أملس ناعم، ورأسها متطاول، ومنطقة المخ صغيرة بالنسبة إلى الوجه.

يمتاز الحمار البري الآسيوي بصغر حجمه مقارنةً بأنواع الحُمُر البرية الأخرى، وبسرعته التي تصل إلى 70 كم/ساعة. يعود أصله إلى أكثر من أربعة ملايين عام، مما يجعله أقدم من الخيل العربي والحمار الوحشي الإفريقي. وحظي الحمار البري الآسيوي بتقدير الشعراء العرب قديمًا، لما يمتاز به من قوة وجموح ومراوغة.

ويميل لونه إلى الأحمر أو الرملي، ويمتد بياض البطن إلى داخل الكتفين، وتشبه أذناه أذني الخيل، وله عرف قصير داكن اللون، وذيل كث، فيه أحيانًا خط على الكتف. كما يمتاز برهافة البصر والشم والسمع، يشرب الماء مرة واحدة كل يومين.

انقرض الحمار البري الآسيوي من الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي، إلا أن بعض الأنواع قريبة الشبه منه تعيش داخل محميات في وسط آسيا. ويعتقد أن الحمر البرية من نسل الحمر الأهلية، بسبب التشابه الكبير بينهما، ويعتقد أن الحمر الأوابد (الضالة) اليوم في كثير من أجزاء الجزيرة العربية هي بقايا الحمر البرية السابقة، وتمكنت من البقاء على هيئة مجموعات متفرقة في أجزاء من الجزيرة العربية، بسبب صفاتها الجسمية القوية، وقدرة تكيف نسلها من الحمر البرية مع الحياة في ظروف برية قاسية. وتتحمل كلتا المجموعتين من الحمر البرية الجفاف، وهي انتهازية الرعي، ولها قدرة على التهام الأنواع القاسية والخشنة من النباتات الرعوية، ولكنها تحتاج إلى الماء بكثرة، وترتاده كثيرًا حتى لو كان بعيدًا.

ويُصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، الحمار البري الآسيوي ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، إذ تبقى أقل من 600 حمار بري في البرية عالميًا.

أطلقت محميّة الأمير محمد بن سلمان الملكية عام 2024م مشروعًا لإعادة توطين الحمار البري الآسيوي في السعودية، بعد غيابٍ امتد لأكثر من قرن. وانطلق المشروع بسبعة من الحمر البرية الآسيوية التي جُلبت من محمية الشومري الطبيعية التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، وتأقلمت الحمر البرية مع موائلها الجديدة في محميّة الأمير محمد بن سلمان الملكية، إذ وُلد أول مهرٍ داخل المحمية. وكانت أرض المحمية موطنًا للحمار البري السوري المنقرض عالميًا، القريب وراثيًا من الحمار البري الآسيوي.