استزراع خيار البحر في السعودية

استزراع خيار البحر في السعودية، هو مشروع تبنته المملكة العربية السعودية عام 1434هـ/2013م، لاستزراع وإنتاج خيار البحر، وتسمى أيضًا سمكة الرمال "Holothuria scabra"، فيما كان هذا النوع من الاستزراع شائعًا تاريخيًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويُعد خيار البحر المُستزرع في السعودية من الأنواع الجيدة، وتحتاج تربيته إلى مياه جديدة ونقية، وهو من الكائنات التي تحتاج إلى إدارة وصيانة مصايدها حسب توجيهات منظمة معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض CITES.

لعملية استزراع خيار البحر فوائد بيئية، إذ يقوم بتقليب التربة القاعية، بحثًا عن الغذاء، ما يؤدي إلى تنظيف قاع البحر، ويستطيع حيوان واحد بالغ من خيار البحر تنقية أربعة أطنان من الرمال القاعية سنويًا، وتخليص القاع من الرواسب العضوية، والإسهام في بقاء التربة غير متصلبة وخالية من التعفن، كما يسهم في فصل المكونات البترولية العالقة في الماء، ويجمعها في حويصلات ويرسبها ويحيدها في قاع البحر.

على الصعيد الغذائي؛ يعد خيار البحر من المأكولات البحرية الغنية بعدد من العناصر الغذائية، من مصادر البروتين وفيتامين A والكالسيوم وانخفاض السعرات الحرارية والدهون والكولسترول.

تشرف وكالة الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه والزراعة على عمليات استزراع خيار البحر في السعودية، فيما تنفذه المجموعة الوطنية للاستزراع المائي "نقوا" التي تملك وحدة أمّهات ومفرّخة ومرافق النمو، إضافة إلى مصنع لتجهيز وتغليف وتجميد المنتجات، تغطّي مراحل صناعة استزراع خيار البحر.

ويُعد خيار البحر غير معروف محليًا رغم فوائده الطبية والبيئية المتعددة، ولا يتم تداوله في السوق المحلية، لذا فإن الأسواق الدولية هي المستهدفة بالإنتاج المحلي، إذ يتزايد فيها الطلب على خيار البحر، سواءً في دول شرق آسيا، خصوصًا الصين، وتايوان، وهونج كونج، وسنغافورة، أو بعض دول المجموعة الأوروبية، والأمريكيتين. فيما فعلت السعودية، والصين، تفاهما مشتركا لتصدير خيار البحر المُستزرع محليًا إلى الصين.

يُعد خيار البحر من الأنواع الحديثة في الاستزراع المائي في السعودية وكانت المجموعة الوطنية للاستزراع المائي "نقوا"، أعلنت مشروعها عام 1434هـ/2013م، باستهداف طاقة إنتاج سنوية تصل إلى 90 طنًّا، بعدما أعلنت في العام نفسه إنتاج أكثر من 23 مليون يرقة، في أول عملية تفريخ لخيار البحر محليًّا.

وتربي "نقوا" خيار البحر في أحواضٍ منخفضة الكثافة، وتتميّز ممارسات الاستزراع فيها بكونها صديقة للبيئة وتتوافق مع معايير الأمن الحيوي لإنتاج أصناف نقية، في ظل توافر ظروف مناخيّة تضمن جودة المنتج على مدار العام. والأنواع المتوافرة منه هي طازج ومجمّد طازج، ومنزوع الأحشاء، ومغليّ، ومملّح ومجمّد، وBêche-de-mer "بيش دو مير" مغلي، مجفّف ومدخّن، يستعمل لإعداد الحساء بشكلٍ أساسي.

واجهت عملية استزراع خيار البحر في السعودية صعوبات عدة، منها الملوحة العالية لمياه البحر الأحمر، والبيئة الحارة جدًّا، مما استلزم مراقبة أمهات خيار البحر يوميًّا، لمدة ناهزت ثلاث سنوات، حتى نجحت عملية توالد يرقات خيار البحر.