غزال الريم

غزال الريم أو الدرقي أو أسود الذيل أو الغزال الأعفر أو الغزال ذو الحويصلة أو الغزال الرملي العربي (الاسم العلمي: Gazella subgutturosa)، هو أحد الأنواع الثلاثة من الغزلان التي تستوطن المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي الأخرى. يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، إذ تقلصت أعداده إقليميًا كثيرًا خلال القرن العشرين الميلادي، بسبب الصيد الجائر، ولا يعيش حاليًا إلا في المناطق المحمية.

كان غزال الريم ينتشر على نطاق واسع في الجزيرة العربية، إلا أنه انحصر وجوده في مجموعتين؛ الأولى في شمالي السعودية، في مناطق أعلنت لاحقًا محميات، هما حرّة الحرّة والخنفة (ضمن محمية الملك سلمان عبدالعزيز الملكية). والمجموعة الثانية في الطرف الجنوبي الغربي للربع الخالي. عالميًا، ينتشر غزال الريم في منطقة تمتد من فلسطين والجزيرة العربية إلى شمالي الصين.

يتميز غزال الريم بجمال المظهر، والقصر، والقوة، وامتلاء الجسم، واللون الأبيض الشاحب، المائل إلى الرملي الفاتح، مما يساعده على عكس حرارة أشعة الشمس الحارقة في الصحراء، وخطوط الخاصرة لديه غير واضحة، أما خطوط الوجه فتكون واضحة، وامتداد عنقه إلى الأمام أثناء ركضه السريع. يتراوح طول كل من قرني الذكر البالغ بين 265 و310 ملم، ويكون تباعدهما أقل اتساعًا عند الطرفين، ومستقيمين، والفجوة بينهما عند القاعدة أكثر اتساعًا، وعادة يبلغ طول هذه الفجوة نحو 13 ملم، ويتميز بقرون قيثارية الشكل في الذكور، ويتراوح طول قرني الأنثى بين 175 و240 ملم، وهما أنحف ومستقيمان. وعظام الأنف متداخلة مع أطراف عظام الفك الداخلية، تتصل بوصلة طويلة، وفتحتا الأنف متباعدتان. ولغزال الريم أظلاف عريضة تتيح له المشي على الرمال.

يميل غزال الريم إلى التجمع في قطعان كبيرة، يتراوح عدد أفرادها بين 50 و100 غزال، ويلتصق أفراد القطيع بعضهم ببعض أثناء الأخطار لتوفير الحماية، وتتحرك الإناث والصغار في مجموعات، بينما تتحرك الذكور البالغة فرادى. وينشط غزال الريم في الصباح الباكر. ويعد من الحيوانات الرعوية، ويتغذى على النباتات العشبية. ويستوطن السهول والهضاب، والأودية الرملية والحصوية، والمناطق المفتوحة والنجود، قليلة الأعشاب، وأسهمت رمال الصحراء في إنقاذ هذا الكائن من الانقراض. ويصل عمره في موئله الطبيعي إلى 17 عامًا.

ويُعد غزال الريم من أكبر أنواع غزلان الجزيرة العربية، ويشتهر برشاقة حركته أثناء الجري، والحذر الشديد، فعند الخطر لا يقفز على غرار بقية الغزلان، بل يعدو سريعًا مبتعدًا عن مصدر الخطر. وتنام الغزلان فترات قصيرة، وفي مجموعات.

وتملك غزلان الريم قدرة كبيرة في الصبر على عدم شرب الماء، فقد تمضي بعضها حياتها دون أن تشرب، وتكتفي بالحصول على الماء من النباتات التي تتغذى عليها، ومن لعق الندى المتجمع على أجسامها في الفجر. وتمارس الغزلان نشاطها الرعوي عند الشفق والغسق وأحيانًا في الليل، وهي الأوقات التي ترتفع بها معدلات الرطوبة في أوراق النباتات البرية، ويتجمع الندى عليها.

يصل غزال الريم إلى مرحلة البلوغ بعد 18 شهرًا من ولادته. وله فصلان للتوالد؛ في الربيع من فبراير إلى أبريل، وفي الخريف من سبتمبر إلى أكتوبر. وعادة تلد إناثه توائم، وقد يصل عدد المواليد في الولادة الواحدة إلى أربعة، وتتراوح فترة الحمل بين خمسة وستة أشهر.

أطلقت محميات سعودية أعدادًا من غزال الريم، بهدف إعادة توطينه، واستعادة دوره في بيئته، وإكثاره ذاتيًّا، والإسهام في توازن البيئة واستدامتها، وحماية التنوع الحيوي واستدامته، إذ أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مطلع فبراير 2022م، عددًا من الغزلان، وبعدها توالت الإطلاقات.

وتسعى ‫هيئة محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية لحماية غزال الريم من الانقراض، إذ يُعد من الحيوانات النادرة التي تعيش داخل نطاق المحمية، وبدأ يتكاثر فيها، في ظل متابعته دوريًا وبدقة من الفرق الميدانية، لحمايته وضمان سلامته. وتطلق المحمية بشكل متكرر أعدادًا من غزلان الريم. ورصد الفريق الميداني في المحمية عام 1446هـ/2024م، حالة ولادة توأم لغزال الريم، ليصل العدد الإجمالي لولادات غزال الريم في المحمية إلى 84 ولادة.

وأطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية عام 1445هـ/2023م، 30 من غزال الريم، بعدما جرى تثبيت أطواق تتبُّع تعمل بالطاقة الشمسية عليها، لتنقل حركة سيرها عبر الأقمار الاصطناعية لمعرفة أنماط حركتها ودراسة سلوكها وتكيفها مع البيئة الطبيعية، وتحليل المقومات البيئية والمهددات التي تواجهها، والحد منها باستخدام التقنيات الحديثة.

كما أعيد إطلاق غزلان الريم عام 1995م، في ثلاثة مواقع بمحمية عروق بني معارض بالربع الخالي، على دفعتين، ضمت الأولى 100 غزال، زودت بأجهزة متابعة عن بُعد وبالعلامات المميزة للمساعدة على المتابعة والدراسة الحقلية. وأطلقت الدفعة الثانية عام 1996م، وضمت 104 غزلان ريم. وتبين من الدراسات الحقلية أن غزال الريم زاد انتشاره بعد الإطلاق داخل الربع الخالي.

ومن المحميات التي يوجد فيها غزال الريم حاليًّا: محمية الملك عبدالعزيز الملكية، ومحمية نيوم، ومحمية الملك خالد الملكية. وتحتضن محمية شرعان، الواقعة شرقي محافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، أعدادًا من غزال الريم. وشهدت المحمية ولادة جيل جديد من هذه الغزلان. ويحتوي متنزه القصيم الوطني، على مأوى للغزلان، تعيش فيه أعداد من غزلان الريم.