
أغاني المهد والهدهدة في السعودية، هي جزء من التراث الشعبي في المملكة العربية السعودية، وهي ترانيم ذات كلمات موزونة وبسيطة تُلائم عمر الطفل، تتركز إيقاعاتها في نغمة الصوت من حيث الارتفاع والانخفاض ومدّ الحروف وتكرار الكلمات والجمل القصيرة.
تغنيها الأمهات لأطفالهن أثناء تهيئتهم للنوم، أو ملاعبتهم، أو تعليمهم المشي، وتأتي عادة مصحوبة بتحريك الطفل في مهده أو التصفيق له وتشجيعه، وهي من التقاليد المتوارثة في السعودية على اختلاف بيئاتها.
تاريخ أغاني المهد والهدهدة في السعودية
تعد أغاني المهد جزءًا من الحضارة الإنسانية، فهي لون من ألوان التراث الشفهي واسع الانتشار، وتُردد عامة في جميع مناطق السعودية والعالم أجمع، وهي من أقدم الأغاني الشعبية، لكن لا يُعرف تحديدًا متى أو أين نشأت، إذ تعتمد في تداولها على الشفاهية والذاكرة الجمعية ولا تعتمد على التسجيل أو التدوين، ويطرأ عليها بعض التعديل والتغيير خلال رحلة تداولها دون المساس بالأصل. تحمل أغاني المهد مضمونًا عميقًا يمثّل قيمًا إنسانية وثقافية، فهي وسيلة تربويّة وتعليميّة تُغذي عقل الطفل بأفكار ومشاعر وسلوك مفيدة،كما تزيد من حصيلة الطفل اللغوية لما فيها من كلمات جديدة بالنسبة له.
وتختلف أغاني المهد في السعودية من منطقة لأخرى فهي مرتبطة بالعادات والتقاليد واللهجات الخاصة بالمجتمع، وبالتالي تختلف إيقاعاتها ومضمونها حسب كل ثقافة، لكنها تحمل أوجه تشابه من حيث بساطة اللحن وسهولة الكلمات ووضوحها، كما تتسم بالمرونة التي تساعدها على البقاء في ذاكرة الناس، تتشابه أغاني المهد السعودية في غرضها وغايتها، فهي موجهة للأطفال في الفئة العمرية منذ الولادة حتى خمسة أعوام، ولها أغراض عدة، منها: تهيئة الطفل للنوم أو أثناء ملاعبته ومحاولة إضحاكه أو في تعليمه المشي وإطعامه الوجبات أو وقت استيقاظه.
نماذج من أغاني المهد والهدهدة في السعودية
من أغاني المهد المتداولة محليًّا من أجل تهيئة الطفل للنوم تحديدًا في غربي المملكة أغنية "دوها يا دوها.. والكعبة بنوها.. من زمزم غسلوها.. سيدي سافر مكة.. جاب لي زنبيل كعكة.. والكعكة في المخزن.. والمخزن بلا مفتاح..."، وهي سلسلة ممتدة من الكلمات المترابطة تصل حتى "يا مطرة حُطّي حُطّي.. على قريعة بنت أختي.. بنت أختي جابت ولد.. سمّته عبدالصمد" ويرددها الأطفال احتفاءً بالمطر، وأغنية "نام يا حبيبي نام.. وأنا أجيب لك جوزين الحمام..."،وأغنية أخرى تُرددها النساء في البادية "ناني ناني يا كليبة المرواني.. وتتْبّع الرعيانِ وتقول وين عيالي".
أما الأغاني المخصصة لملاعبة الأطفال، فمنها "حدراجة مدراجة.. يا كل عين سارجة.. يا فاطمة بنت النبي.. خذي كتابك وانزلي.. على شجرة النبي"،وإذا بدأ الطفل يخطو خطواته الأولى تغنّي له الأمهات في حواضر المنطقة الغربية "دادي يالله ويا الله.. دادي يا ما شاء الله.. خطوة خطوة يالله.. خطوة خطوة ويا ما شاء الله".
وتُردد الأمهات في البادية أغنيات المشي التي يبرز فيها أثر البيئة البدوية وحياة الصحراء، مثل: "هَدى هَدى.. عَدَا ومشَى.. وقطّع الجَردا"، والمقصود بالجردا هنا الأرض البراح الفسيحة، أو تغني "مرحبا بك يا هلا.. يا دبدوبٍ بِشعَلا.. أما غيرك لا هلا".
المصادر
الأدب الشعبي في الحجاز. عاتق غيث البلادي. 1982م.
تحليل مضمون الأغاني الشعبية التراثية للأطفال في المملكة العربية السعودية. المجلة العلمية لكلية التربية النوعية. جامعة الملك عبدالعزيز. 2018م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة