تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الحرف اليدوية في منطقة الباحة
مقالة
مدة القراءة 6 دقائق

الحرف اليدوية في منطقة الباحة، هي الحرف والمهن والصناعات اليدوية التي اشتهرت بها منطقة الباحة جنوب غربي المملكة العربية السعودية، ووجدت لتلبية احتياجات سكان المنطقة، باستغلال المواد الخام المتوافرة في الطبيعة والبيئة، وتناقلت الأجيال هذه الحرف ضمن الموروثات الثقافية للأهالي.

حرفة السدو في منطقة الباحة

تتشارك منطقة الباحة مع مناطق سعودية أخرى في حرفة السدو، التي سجلت في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 1442هـ/2020م.

وأغلب محترفات السدو في منطقة الباحة هن نساء كبيرات في السن، وإن بدأت الفتيات يتعلمن أسرار هذه المهنة، التي تعد ممارساتها هواية وحرفة ومصدر دخل. ويدخل السدو في صناعة عدة منتجات، منها: الملابس، وتشمل الجبة أو "البيدي"، إذا كانت أصوافها من أصواف وادي بيدة، الذي يُعد من أجود الأصواف، ومنها "المدارة" وهي أصغر من الجبة، وترتديها النساء، كما يرتديها الرجال أيضًا، لكون وزنها أخف، إضافة إلى الأغطية، والحقائب، وكذلك المفارش، ومنها الشّملة، والمفرش، وكذلك الأكسية، ومنها الكساء الذي يتغطى به النائمون، ومنها الهجير الذي يتكون منه بيت الشعر.

وأولى مراحل حرفة السدو في منطقة الباحة تجميع صوف الأغنام وغسله وتجفيفه ثم تفكيكه، باستعمال أداة تسمى "المنفاش"، وهو مضرب خشبي مبطن بمسامير، ثم تأتي عملية الغزل لتحويل العهن المنفوش إلى خيوط مبرومة، ويُلف الصوف على المغزل، ويحول إلى كرات من الخيوط، وتوضع على "المنطى"، وهو قالب من الخشب يكون من خلاله تنظيم خيوط الصوف ليأتي بعدها صبغ الصوف بالألوان، وينسج السدو على نول أفقي أرضي، يسمى "المسادي"، أو "العيدان"، كما تستعمل أدوات خشبية أخرى، منها: المشط، والسيف، والميشع.

وتجرى عمليات تحسينية للسدو من خلال الخياطة، لتجميع قطعتي الجبة، فالجبة لا تُسدّى وصلة واحدة، بل وصلتين ثم تجمعان، وتزخرف منطقة الأكتاف بالخيوط الملونة، وتضاف إلى فتحتي الأكمام خيوط ملونة وتزين بكتلة ذات ألوان زاهية.

حرفة النقش على الخشب في منطقة الباحة

من الحرف اليدوية التراثية في منطقة الباحة النقش على الخشب، أو الحرق على الخشب وتلوينه، واستعمال القطع في تزيين المنازل. وتتداخل هذه الحرفة مع عدد من الصناعات، مثل: صناعة الجنبية، والزفر، والأبواب، والشبابيك، وتحتاج هذه الحرفة إلى مهارة ودقة وصبر، إذ إنها تستغرق وقتًا طويلًا.

وتستعمل حرفة النقش والحرق على الخشب أدوات يدوية بسيطة، ويُستعمل خشب الزان أو السويدي، فيبدأ الحرفي بتقطيع الزوائد ورسم المادة أو الأدوات المختارة لتنفيذها عليها، وإضافة مادة الريزن الشفافة، لحفظ المنتج من تغيير اللون والتهالك، وأخيرًا أصبح الحرفيون يستعملون تقنيات جديدة، منها "الكاوية" للحرق بطريقة دقيقة، وإيجاد تفاوت بين الألوان.

حرفة الزراعة في منطقة الباحة

من الحرف اليدوية القديمة في منطقة الباحة؛ الزراعة، لكون المنطقة ذات أرض خصبة تتوافر فيها المياه، وكانت الزراعة تستقطب الجزء الأكبر من الأيدي العاملة في المنطقة، ومن المنتجات الزراعية في المنطقة: البن السعودي، والرمان، الذي كان الأهالي يخزنونه بتجفيف قشرته التي تشكل حاجزًا مفرغًا من الهواء، كما كانوا يخزنون العنب ويصنعون منه الزبيب، الذي كانت المنطقة تصدره لكثرة إنتاجها منه، إضافة إلى الخوخ، والفركس، والطرنج، وأنواع برية من التفاح، والمشمش، والخوخ، والكمثرى، والبطيخ الأسود، واللوز البجلي، والحماط، والجوز، والقعقع، والدبه، والطماطم، والموز، وموز الصدر، والبوص، والكرز، والتوت، والتين الشوكي.

كما تزرع الباحة أنواعًا من الخضراوات، منها: القرع العسلي، والدباء العربي، والجزر، والبطاطس، والطماطم، والدجر، والبامية، والملوخية، ومن الحبوب التي تنتجها الباحة: الذرة البيضاء، والقمح، والشعير، والدخن، والعدس (البلسن)، والسمسم الذي ينتج منه الزيت ويطلق عليه "السليط".

حرفة عصر السمسم في منطقة الباحة

نظرًا لوفرة إنتاج مزارع السمسم في منطقة الباحة، نمت حرفة عصر السمسم في المنطقة، خصوصًا في القطاع التهامي، إذ تُنتج كميات كبيرة من زيت السمسم الذي تنتشر معاصره التقليدية. وتتكون المعصرة من حوض يوضع داخله السمسم، ويحتوي على عمود يحركه الجمل في مسار دائري. ويجد زيت السمسم المنتج في المنطقة إقبالًا من سكانها ومن خارجها لجودته، إذ يُستخدم للعلاج وتزييت الشعر، كما يدخل في عدة أطباق شعبية بديلًا عن زيت الزيتون، والسمن.

حرفة تربية النحل في منطقة الباحة

يتوارث سكان منطقة الباحة حرفة تربية النحل وإنتاج العسل، مستفيدين من تنوع الغطاء النباتي ما بين السراة وتهامة والبادية، إضافة إلى تنوع مناخها، إذ تتوافر المراعي الجبلية في موسمي الربيع والصيف، ومع تساقط الأمطار في فصل الشتاء وأوائل الربيع وفي الصيف.

ويتنقل النحالون من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الأشجار والأزهار المناسبة لإنتاج العسل. وتنتج الباحة حاليًّا نحو 15 نوعًا من العسل، مثل: السدر، والسمرة، والضهيان، والطلح، والصيفي، والعرفجة. وتعادل الكمية المنتجة في المنطقة نحو 1000 طن، وهو ما يمثل نحو 20% من مجمل إنتاج العسل في السعودية، وتقام في منطقة الباحة عدة مهرجانات للعسل، خصوصًا في القطاع التهامي.

حرفة البناء في منطقة الباحة

البناء من الحرف اليدوية التي وجدت لتلبية احتياجات الإنسان في منطقة الباحة، سواء لتشييد المباني السكنية أو القلاع أو الحصون، وتتميز العمارة بالتوافق مع الظروف البيئية، سواءً التضاريس والمناخ، وأيضًا مع الظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد. وتعتمد العمارة القديمة على الطبيعة، إذ يبنى البيت من الأحجار التي تُجلب من أرض المنطقة، مثل صخور الجرانيت، والبازلت التي تزين بأحجار المرو، فيما يسقف البيت بأشجار العرعر، والسدر، والطلح، والزيتون البري، وتُغطى بالطين، وتستخدم أخشاب هذه الأشجار أيضًا في صناعة الأعمدة الخشبية والأبواب، وعادة ما تكون المباني عالية ويتراوح ارتفاعها بين 10 و20م، وقليلة الفتحات.

حرفة صناعة الجنابي في منطقة الباحة

من الحرف اليدوية القديمة في منطقة الباحة صناعة الأسلحة، مثل: الخناجر، والسيوف، والجنابي، ومفردها جنبية، وكانت سلاحًا يستخدمه أهالي الباحة، لكنها تحولت اليوم إلى رمز تراثي، يتحزم بها الرجال، خصوصًا خلال المناسبات، مثل الأعياد، وأثناء أداء العرضة، إضافة إلى عرضها في مجلس الضيوف، للتفاخر بجودتها أو قدمها.

والجنبية عبارة عن آلة حادة تثبت على مقبض خاص، ويتفاوت سعرها، إذ يصل سعر بعضها إلى مئات الآلاف من الريالات، وهذا النوع له مواصفات خاصة، وتتميز بالنقوش والزخارف الفضية، ولا يتقن صنعها إلا الخبراء.

حرفة الخوص في منطقة الباحة

تدخل حرفة صناعة الخوص في منطقة الباحة في إنتاج أدوات حفظ الطعام، والزنابيل، والسجاد، والمروحة (المهفة) للتخفيف من حرارة الشمس، وأيضًا المظلة أو القبعة التي تقي من أشعة الشمس خلال حصاد وزراعة المحاصيل، إضافة إلى المباسط بأحجام مختلفة، وسفر الطعام، وسلال نقل التمور والأطعمة الخفيفة والمؤن.

ومن الأدوات التي تستخدم في حرفة صناعة الخوص المخارز والإبر، ويُجمع الخوص ويُجفف ثم يُعالج ليكون جاهزًا للاستخدام، وتبدع نساء الباحة في تلوين سعف النخل بألوان مختلفة، عبر مزجها في وعاء يضم الألوان الرئيسة، مثل: الأحمر، والأخضر، والأزرق، لتكتسب شكلًا جماليًّا.

حرفة صناعة الفضيات في منطقة الباحة

كانت حرفة صناعة الفضيات من الصناعات الرائجة في منطقة الباحة قبل توافر المصوغات الذهبية، إذ يُنتج عدد من أنواع الحلي، مثل: المعضد لزينة العضد، والقلائد والروادع المستخدمة في زينة المعصم، والخلخال المستخدم لزينة الكاحل، والحجول وهي أساور غليظة، والخرص لزينة الأذن، والشرح المستخدم لزينة الصدر، والمرية وهي أقراص فضية تتخللها حبيبات الأحجار الكريمة، والمخنق لزينة العنق، والأساور، والشمالي، والخواتم، وغيرها من الحلي التي يُصنع معظمها من الفضة، أو الظفار، أو الأحجار الكريمة.

حرفة صناعة الجلديات في منطقة الباحة

تدخل حرفة الجلديات في منطقة الباحة في صناعة قرب الماء، والأحزمة، وأدوات الرقصات الشعبية، مثل "المسبت" الذي يحشى فيه الرصاص، وصناعات أخرى عادة ما تتم في البيوت.

حرفة صناعة القطران في منطقة الباحة

يدخل القطران الذي يسمى "الشوب"، في عدة صناعات في منطقة الباحة، إذ يدخل في طلاء الأبواب والنوافذ في البيوت القديمة، كما يستعمل في علاج الإبل والأغنام من الأمراض الجلدية، ويستخرج القطران من أشجار السمر المنتشرة بكثرة في المنطقة، ويتميز بالرائحة النفاذة واللون الأسود.

حرفة النجارة في منطقة الباحة

تدخل حرفة النجارة في منطقة الباحة في إنتاج الأثاث المنزلي، مثل كراسي النوم الخشبية (القعد)، والمقاعد الصغيرة، والصحاف، وأواني الطعام، والأدوات الزراعية، مثل: محراث الأرض.

حرفة صناعة الفخار في منطقة الباحة

تعد حرفة صناعة الفخار من الصناعات الرائجة في منطقة الباحة، وتسهم في إنتاج جرة الماء التي كانت تستخدم قديمًا لتبريد المياه عبر وضعها في أفنية المنازل، إضافة إلى المباخر، والكاسات، وفناجين القهوة، والأواني التي تستخدم للأكل والشرب وحفظ الطعام والمياه.

حرف أخرى في منطقة الباحة

توجد في منطقة الباحة حرف يدوية أخرى، منها: الحدادة، والصياغة، إضافة إلى الزخارف، والتطريز، وخياطة مستلزمات البيت، وصناعة أدوات الزينة، وحياكة السجاد، وصناعة التوابل، وصناعة أطواق من النباتات العطرية مثل الكادي، والريحان، وصناعة السمن، وأنواع البخور، ومن الحرف اليدوية أيضًا الدباغة، وتصميم القلائد، وصناعة الشمع، والتطريز باستخدام سعف النخل والقماش المطرز.