تم نسخ الرابط بنجاح

المهن التاريخية في السعودية

saudipedia Logo
المهن التاريخية في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

المهن التاريخية في السعودية، هي المهن والأعمال التي نشأت ضمن أساليب المعيشة القديمة في المملكة العربية السعودية، وتختلف من منطقة لأخرى حسب التنوع في المجتمعات المحلية واختلاف الطبيعة من مكان لآخر، إلا أن بعض تلك المهن انتشرت في أغلب مناطق السعودية، وفي القرن الحادي والعشرين الميلادي أصبحت ضمن التراث الوطني للسعودية.

المهن التاريخية في منطقة مكة المكرمة

تنوعت المهن التقليدية في مكة المكرمة قديمًا، بسبب تنوع البيئات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة وكثرة الوافدين إليها، ومن تلك المهن: صناعة السبح، والسقاية، والطوافة، وتقطير الورد، والسمانة، والندافة أو التنجيد، والحجارين، والفرانة، والعطارة، والصرافة، والكتبية، والمسحراتية، والخردجية، والمزهدين، والحكواتية، والمنادين.

ويُعرف صانعو السبح بـ"السبحية"، واشتهرت في مكة المكرمة صناعة السبح من اليُسر، وهو خشب يُجلب من سواحل البحر الأحمر، ثم ظهر البلاستيك وبدأ استعماله في هذه الصناعة، وكانت مهنة السقاية من المهن البارزة في مكة المكرمة، ويقال لمن يعمل بها "السقاء"، وهو الذي يُحضر الماء من الآبار ويطوف به في الأحياء، إضافة إلى سقاية الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد الحرام. وتُعرف مهنة الطوافة أيضًا بأنها متوارثة من الأجداد والآباء، ولا يعمل بها أي أحد، إذ يقوم المطوف بخدمة الحجاج من خارج السعودية لأداء مناسكهم الدينية.

كما عُرفت محافظة الطائف بوصفها مقرًّا لصناعة ماء الورد بسبب زراعة الورد فيها على نطاق واسع، أما السمانة فهم بائعو السمن الطبيعي المصنع من حليب الأغنام والأبقار، ومهنة الندافة أو التنجيد صناعة شعبية يجهز فيها النداف أو المنجد القطن ويفك تشابكه وينعمه لحشو الفُرش والوسائد واللحف به، ثم خياطته.

وتُعد مهنة الحجار إحدى المهن التي ارتبطت بجبال مكة المكرمة. وكان الحجار يُصنع "النورة"، وهي بودرة بيضاء تنتج من حرق حجر الجير وإطفائه بالماء، كانت تُستخدم لطلاء الجدران، ومن المهن التاريخية أيضًا بمكة المكرمة العطارة، وكان يُقال لبائع العطور والأطياب والعود "عطرجي".

وفي السياق المالي، عُرفت مهنة الصرافة ضمن مواسم الحج، إذ يحتاج الحجاج والزوار الذين يأتون إلى مكة المكرمة من أنحاء العالم إلى استبدال عملاتهم بالعملة المحلية، وكان يخدمهم في ذلك الصراف. أما الكتبية فهم بائعو الكتب، وخُصص لهم قديما مكانًا في المسجد الحرام بجانب باب السلام، لبيع الكتب.

أما الخردجية فهم من يبيعون مستلزمات الخياطة من إبر وخيوط ومقصات. وجرت العادة قديمًا في مكة المكرمة عند سفر أحدهم أن يؤتى بمُزهِّد ينشد بعض الأناشيد التي يتمنى له فيها العودة والسلامة.

ونظرًا لعدم توافر الوسائل الإعلامية في السابق، عُرفت بعض المهن في سياق تنبيه السكان، إذ كان المسحراتية أو المسحراتي يتجول في الأحياء ويُعلم الناس بموعد السحور في شهر رمضان، ويردد بعض النداءات والأذكار بصوتٍ عالٍ. وكان الحكواتي يسرد القصص والسِّير التاريخية لرواد المقاهي ليلًا مقابل المال. أما المنادون فكانوا يتجولون في محافظة جدة بالأسواق لإخبار الناس عن وصول البواخر، وتعددت مهامهم في المنطقة، كإعلان الدعوات ومناسبات الأفراح، ودخول الأشهر الجديدة.

المهن التاريخية في منطقة المدينة المنورة

كان للمهن التاريخية في منطقة المدينة المنورة أسلوب وتنظيم خاص ميزها عن باقي مناطق السعودية، إذ كان لكل مهنة أو حرفة مختصوها، ويطلق عليهم "الطوائف الحرفية"، ولا يعمل أي فرد في المهنة إلا بعد مراجعته لشيخ الفريق أو كبيره، وإثبات خبرته ومهارته في المهنة، ومنهم: البناؤون، والنجارون، والحدادون، والدهانة، والنحاسون، والسماكرة، والقفاصة، والسرَّاجون، والدلالون، والطباخة، واللبانة، والجزارة.

وارتبط عدد من المهن القديمة بالعمارة الطينية وحرف العمل التي تتطلب المهارة، إذ كان البناؤون يشيدون المساكن الطينية والحجرية ويعدُّونها للسكن، ويصنع الحدادون الأدوات والمعدات الحديدية، منها: المقص، والمطرقة، والسكين، ومحمصة البن. بينما يعمل النجارون في الصناعات الخشبية المختلفة التي يحتاجها الناس، أما الدهانة فيدهنون الأبواب والنوافذ والمنازل بالزيت ثم باللون، كما يصنع النحاسون الأواني النحاسية. ويصنع السماكرة الأباريق، والفوانيس، والمكاييل القديمة، والمغاريف. أما القفاصة فيصنعون الأسرة وأقفاص الدواجن.

ميدانيًّا؛ كانت هناك مهنة يُقال لمن يزاولها "السراج"، وهم الذين يحضرون الأتاريك والفوانيس كل ليلة حتى تصبح جاهزة لإضاءة الممرات والسقائف داخل المدينة. بينما كان الدلالون يتولون الوساطة والتوفيق بين البائع والمشتري في أسواق الحراج. أما الطبَّاخة فينقسمون إلى فئتين: فئة تطبخ الولائم في المناسبات، وأخرى مهمتها تجهيز المكان الخاص بالمناسبة، واستقبال الناس وتحضير أصناف الأطعمة والمأكولات الشعبية فيه، أما اللبانة فهم صانعو الألبان كالزبادي والقشطة، ويبيعون الحليب الطازج، والجزارة اسم يقال لبائعي اللحوم.

المهن التاريخية في منطقة الرياض

اشتغل الناس في الرياض قديمًا في عدد من الحِرف والصناعات، منها؛ الصياغة، والحدادة، والحياكة، وصناعة الخوص، والخرازة. ويعمل الصائغ على صياغة الذهب، والفضة، والنحاس، ويزين تلك المصوغات بالزخارف والنقوش من خلال الحفر عليها. ويصنع الحداد الأسلحة ومفاتيح الحديد، والسيوف وأحذية الخيل، وبالنسبة لصناعة بيوت الشعر القديمة ومفارش المنازل والمشالح؛ فكانت من اختصاص من يتقن مهنة الحياكة، التي كانت تُحضر خيوطها من صوف الغنم، وشعر الماعز، ووبر الإبل.

إضافةً إلى ذلك؛ عملت النساء في صناعة خوص النخيل، فكانت تصنع منه سلال التمور، والسفر الدائرية، والمراوح اليدوية، والأطباق المتنوعة. ويشتغل الخراز في صناعة الأحذية المختلفة، والقرب، والسقاء، وهي قربة صغيرة تستعمل لحفظ اللبن، والعكة، وهي قربة صغيرة أيضًا مصنوعة من الجلد لحفظ السمن.

المهن التاريخية في منطقة القصيم

من المهن القديمة في منطقة القصيم صناعة التنور، وهو فرن من الطين، ومهنة القصابة وهي نحر الإبل وتقطيعها وتوزيعها لمن يطلبها، إضافةً إلى التجارة والزراعة والبناء والغزل.

المهن التاريخية في المنطقة الشرقية

عُرف في المنطقة الشرقية عدد من المهن، مثل: الزراعة، وإنتاج الدبس، والتسجين، وصناعة الحصير، وحياكة النسيج، والرعي، وإنتاج مشتقات الحليب، وحرفة السدو، وصناعة الفخار.

واشتهرت مهنة الزراعة في المنطقة الشرقية، خاصة في محافظة الأحساء، بسبب خصوبة الأرض ووفرة العيون والينابيع، ومن الزراعات فيها النخيل. ومن جانب آخر عُرف الشخص الذي يُخرج الدبس من التمر باسم "السداك".

وتتمثل مهنة التسجين في أخذ جذوع النخل وتقسيمها ومن ثم سقف البيوت بها، أو بناء الجسور، ويطلق على من يعمل بهذه المهنة "المسجن". أما صناعة الحصير فيستخدم فيها الخوص ويصنع منه البساط الصغير لفرش المنازل والمساجد، كما كانت تنشر عليه الحبوب لتجفيفها.

وكان النسيج يُحاك بآلة يدوية يُصنع بها الحائك الملبوسات الرجالية والنسائية والعباءات، كما عمِلَ بعض سكان المنطقة في إنتاج مشتقات الحليب كالسمن البري، والبقل، أو كما يسمى في اللهجات المحلية "المضير" أو "الأقط".

وفي حرفة السدو يُنسج الصوف والوبر، ومن صناعات السدو: بيوت الشعر، والخيام، والحقائب. وفي صناعة الفخار يستخدم الحرفي الطين المعجون، ثم يشكله لإنتاج الأواني الفخارية، والأباريق، وزير الماء.

المهن التاريخية في المنطقة الجنوبية

اشتغل السكان في منطقة عسير في عدد من المهن، منها: صناعة الأدوات الفخارية والحجرية التي تستخدم في الطبخ، والشرب، والتبريد، وطحن الحبوب، ومنهم من عمل في تربية النحل، لذلك توفر العسل بكثرة في المنطقة، وعرفت مهنة الصباغة، وحرفة الخياطة، والحلاقة، والحجامة.

وفي منطقة جازان راجت مهنة عصر السمسم لاستخراج زيت السمسم، وصناعة الحلوى الشعبية بمكونات متوافرة في البيئة المحلية، منها: الدقيق، والتمر، والسكر، والزيت، والنشاء، والزعفران، والهيل، وماء الورد، والسمسم، وتوارثت الأجيال هذه الصناعة حتى هذا الوقت، ومن الحلوى الجازانية: المشبك، والحلقوم، وحلوى السمسم، إضافةً إلى بعض الصناعات، مثل صناعة أدوات الحراثة ومعداتها، وصناعة القوارب الخشبية.

وفي منطقة الباحة كانت الحجارة تؤخذ من الجبال لبناء البيوت، وتسمى هذه العملية "التقليع" ولها عامل يقال له "المقلع"، ومن الحرف القديمة في المنطقة صناعة السعف من سعف النخيل لإنتاج الأطباق والمكنسة والسجادات. وكانت هناك عائلات مختصة في مهنة صناعة البارود.

وضمت منطقة نجران حرفيي الصناعات الجلدية، والفضية، والصوفية، والخشبية، والحجرية، والفخارية.

المهن التاريخية في المنطقة الشمالية

برزت في منطقة تبوك الصناعات اليدوية كباقي مناطق السعودية، مثل: العطارة، والحلاقة والحجامة، وصناعة العُقل، والبناء، والتجارة، والخرازة، والدلالة، وبيع السمن.

وفي منطقة حائل عُرفت مهنة الجمالة، إذ ينقل الجَمّال بضائع وسلع الناس من مكان لآخر، إضافةً إلى صناعة الدلال النحاسية الخاصة بالقهوة العربية.

وفي منطقتي الحدود الشمالية والجوف، ظهر حرفيو صناعات المعادن كالقدور، والصياني، والملقاط، والمراكيب، والخناجر، وحديد الخيل، ولجام الفرس، إلى جانب الصناعات النسيجية والخشبية.