تم نسخ الرابط بنجاح

استخراج القطران من الخشب في السعودية

saudipedia Logo
استخراج القطران من الخشب في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

استخراج القطران من الخشب في السعودية، هي إحدى الصناعات والحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية، عرفها الإنسان منذ عصور مبكرة، واستمر محافظًا عليها حتى هذا العصر، يُطلق على محترفيها اسم الوَقّادة، أو القَطَاريَة والمقَطْرِنَة.

طرق استخراج القطران من الخشب في السعودية

تختلف طريقة استخراج القطران من الخشب في السعودية من منطقة لأخرى، وكذلك أنواع الحطب المستخدم، إلا أنها اختلافات طفيفة، إذ إنها تتفق إلى حد كبير في وظائف القطران، وميادين استخداماته، والحاجة إليه في جوانب مختلفة من حياة المجتمعات التقليدية في المملكة.

استخراج القطران من الخشب في محافظة ميسان

من بين مناطق المملكة التي تشتهر بهذه الصناعة منطقة بني مالك بمحافظة ميسان جنوبي الطائف، حيث توجد أشجار "العتم" على سفوح جبالها الشاهقة وأوديتها، وتتميز أخشابها بالجودة والصلابة، وينتفع سكان المنطقة منها باستخراج زيت القطران -أو ما يعرف بزيت الخشب-، الذي يكثر استخدامه في طلاء القوارب، والعلاجات البيطرية.

استخراج القطران من الخشب في الباحة

عرفت منطقة الباحة بالاهتمام بالصناعات اليدوية نظرًا لكثرة الحرفيين بها الذين يزاولون حرفهم كمورد رزق لهم إلى جانب اهتمامهم بالمحافظة على هذا التراث من الاندثار، وتنتشر في المنطقة عديد من الصناعات التقليدية مثل صناعة استخراج القطران وصناعة الفضيات والخناجر والسيوف والدباغة والفخار والخشب والخوص وغيرها.

ومن اللافت للزائر في الأسواق والمحال الشعبية بالمنطقة الرائحة القوية لمادة القطران أو ما يعرف بالشوب الذي يعمل عدد من الحرفيين بصناعته ويستخرج من أشجار السمر المنتشرة بكثرة في المنطقة، وتلقى هذه الصناعة رواجًا كبيرًا وهي مادة ذات لون أسود وتستخدم في طلاء الأبواب والنوافذ في البيوت القديمة كما ينتفع بها أحيانًا في علاج الإبل والأغنام لعلاجها من الأمراض الجلدية.

صناعة استخراج القطران من الخشب

تستند صناعة استخراج القطران من الخشب إلى نظرية التقطير الإتلافي للخشب، بحرق كميات معينة منه في آنية خاصة بمعزل عن الهواء، بهدف تقطيرها إتلافيًا، بغية الحصول على السائل الذي يتحول إلى القطران. ويتلخص ذلك في أن الأدخنة الناتجة عن عملية الاحتراق تتجمع في التجويف الداخلي للموقد، ثم تجد سبيلها عبر قنوات وأنفاق، تأخذها إلى أزيار وآنية أخرى من صخر أو فخار، منصوبة تحت الأرض، حيث تتحول تلك الأدخنة إلى سائل يُعرف باسم القطران. وينقسم هذا السائل إلى قسمين، هما: المُهْل، والقار.

يُعرف المصنع الذي يستخرج القطران باسم المُوقد، أو المَقطر، ويطلق على هذه المهنة في بعض مناطق المملكة التوقيد أو القطرنة، ويُطلق على محترفيها اسم الوَقّادة، أو القَطَاريَة والمقَطْرِنَة.

المادة الخام لاستخراج القطران

تتعدد أنواع الأخشاب التي تستخدم في عملية صناعة القطران، وتتوفر في البيئة المحلية، وأكثرها شيوعًا حطب السمر والأثل، والسمر أجود في حرارة القطران، أما الأثل فوفير الإنتاج، وذلك بسبب تشبع الأثل بالرطوبة، وكثرة الدخان الناتج عنه عند حرقه، في حين أن حطب السمر قليل الرطوبة، وقليل الدخان عند مقارنته بخشب الأثل. وهناك أيضًا الحطب المتخذ من شجر العُتُم -أي الزيتون البري- المنتشر في مناطق الجبال جنوب غربي السعودية، وقطرانه أطيب رائحة من قطران حطب الأثل والسمر.

أنواع القطران المستخرج من الخشب

يوجد نوعان من القطران الذي يُستخرج من الخشب: أولهما خفيف يشكل الطبقة الأولى من القطران المتجمع في الزير والمطارف، ويُعرف باسم المهل، ونوع ثان ثقيل يلي طبقة المهل من الأسفل، ويستقر في قاع الموقد، يعرف باسم القار.

ولكل نوع من القطران استخدام محدد، فيستخدم المهل في دهان بعض الحيوانات، خاصة الضأن والماعز والإبل، إذ إنه دواء فعال للقضاء على الجرب الذي يصيب الإبل والماعز، ويحمي الحيوانات التي تطلى به من النامس، ويدفئ أبدانها من البرد في فصل الشتاء. ويُعد المهل أيضًا دواءً فعالًا في القضاء على القشرة، وقتل القمل والصئبان في شعر الإنسان. ويوجد من المهل نوع راق يسمى سمن القطران، ويستخرج من أعواد شجر العتم، وهو غالي الثمن، وخفيف، تخالطه نسبة من الزيت، ويدهن به الشعر فيحميه من القشرة والقمل، ويعطيه لمعانًا ورائحة زكية.

أما النوع الثاني من القطران (القار)، فهو أسود اللون، كثيف، طيب الرائحة، وأكثر ما يستخدم في طلاء أواني الخشب، من الأقداح، والقصاع، والمعاشر، والرِّكي -والمفرد: ركوة-، وبعض الصناديق والسحاحير، وتطلى به كذلك الأبواب، والكراسي، وأسرّة الخشب. ويستخدم مع الخرق في تزيين الجرار والأزيار، ومعالجة صدوعها، وهو مادة فعالة في القضاء على تسوس الأخشاب، ومنع نخرها.