تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
تاريخ النقد الأدبي في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

تاريخ النقد الأدبي في السعودية، هو مسيرة تحليل وتقييم الأعمال الأدبية في المملكة العربية السعودية، وحركة فكرية بدأت بممارسة دورها التوجيهي نحو منتصف القرن الـ14 الهجري، عبر الرسائل والصحافة والإصدارات، واستمرت عبر الكتب النقدية عن التيارات الأدبية النقدية وتحولات الحداثة في النص الأدبي، وصولًا إلى منتديات النقد الأدبي التي نظمها نادي الرياض الأدبي، ومشاريع دعم النقد الأدبي التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة.

بدايات تاريخ النقد الأدبي في السعودية

ظهرت الكتابات النقدية مع نشوء الحركة الأدبية في السعودية، من خلال المؤلفات ودروس العلم والمحاضرات، إذ قدم محمد سعيد عبدالمقصود خوجة كتابات نقدية بتوقيع "الغربال" في صحيفة أم القرى، عندما ترأس تحريرها منتصف القرن الـ14 الهجري، وصدر كتاب "المعرض" في 1345هـ/1926م، لمحمد سرور الصبان، وكتاب "خواطر مصرحة" لمحمد حسن عواد في العام نفسه، وكتب أحمد الغزاوي في العدد الأول من مجلة "الإصلاح" في 1347هـ/1928م، ومحمد حسن فقي في العدد الأول من "صوت الحجاز" عام 1350هـ/1931م، مقالتهما النقدية الأولى، ونشر غازي عوض الله عن "وظيفة النقد" في العدد الـ32 من "صوت الحجاز" عام 1351هـ/1932م.

إصدارات النقد الأدبي في السعودية

استمرت حركة النقد الأدبي في السعودية بنشر عدد من المؤلفات، وكان لكتاب "المرصاد" لإبراهيم هاشم فلالي الصادر عام 1370هـ/1950م صدى واضح في الحركة الثقافية النقدية،ورصد كتاب "التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية" لعبدالله عبدالجبار الصادر عام 1379هـ/1959م، برؤيته أشكال التيارات النقدية في العالم العربي، وما تحمله من تحولات اجتماعية وثقافية، ولقب بـ"شيخ النقاد"، وعُدَّ مؤسسًا لبواكير حركة النقد الثقافي في السعودية.

وفي مراحل تالية، ظهر النقد ضمن دراسات أكاديمية مثل دراسات محمد الشامخ، ومنصور الحازمي، وحسن الهويمل.

المسارات النقدية الفنية في تاريخ النقد في السعودية

اتجهت الحركة النقدية الأدبية في السعودية إلى تناول النص الإبداعي من زوايا نقدية متعددة، شملت النقد الانطباعي، مثل نقد سعد عبدالرحمن البواردي لقصة "أبو زامل" لأحمد السباعي، والنقد اللغوي، مثل مقالات حمد الجاسر في صحيفة "اليمامة"، ونقد الشعر الجديد، كالقصيدة الشعرية المنشورة عبر مجلة "الجزيرة" لعبدالمعز عمر خطاب بعنوان "دفاع عن القافية"، والنقد غير المباشر، الموضح في ردود الصحف على المقالات كصحيفة "الإشعاع"، ونقد الفنون، كمقالات محمد حسن فقي عن "كيفية الكتابة".

تحولات الحداثة في تاريخ النقد الأدبي في السعودية

تفاعلت الحركة النقدية مع تحولات الحداثة في النص الأدبي، وتناولتها النصوص النقدية في مقالات، مثل قراءة ثانية، وموت النقد الأدبي، وتحولات النقد، ومن الأسماء التي نشرت عن النقد في هذه التحولات: عبدالله الغذامي، وسعد البازعي، وسعيد السريحي، ومعجب الزهراني، ولمياء باعشن، وفاطمة الوهيبي.

النقد الأدبي المعاصر في السعودية

تواصلت حركة النقد الأدبي في السعودية وصولًا للفترات الحديثة، فعقد نادي الرياض الأدبي ملتقيات تختص بالنقد الأدبي في السعودية، استضافت عددًا من النقاد والأندية الأدبية، وطرحت عناوين تتناول النقد الأدبي مثل "الخطاب النقدي في مراحله المبكرة"، و"الخطاب النقدي المعاصر"، والشعر السعودي في رؤى النقاد"، و"الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي".

وعقدت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاء عن "النقد الأدبي" في 26 جمادى الأولى 1443هـ/30 ديسمبر 2021م بحضور مجموعة من المختصين والمهتمين بالمجالات الأدبية، وتناول عدة محاور، وأطلقت مشروع "دعم النقد الأدبي"، مطلع عام 2022م، بنيت عليه حزمة من المبادرات لتطوير مجالات الأدب، وترسيخ قيمته الثقافية، وسبل إيجاد جيل جديد من النقّاد الشباب.

وأطلقت الجمعية السعودية للأدب المقارن، بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، عام 1444هـ/2022م، مشروع "ناقد"، وهو برنامج تدريبي مكثف موجه إلى المختصين والمهتمين بالنقد الأدبي، امتد لثمانية أسابيع بمجموع 48 ساعة تدريبية.