الحدادة والنحاسة

الحدادة والنحاسة، هما مهنتان تاريخيتان عُرفتا في المملكة العربية السعودية، يُسمى من يعمل فيهما بـ"الحدَّاد" و"النحَّاس"، وتُعدَّان من المهن الشاقة، وكان الحداد والنحاس يستعينان بأدوات عدة لإنجاز العمل، منها: الكير والسندان والمقصات والمطارق والملاقيط بمختلف أنواعها.

يصنع الحداد الأدوات بهدف استعمالها لمختلف الأغراض، كالبناء والصناعة والاستعمالات المنزلية، وتشمل مهنة الحدادة إنتاج أدوات عديدة، منها: القدور والأواني المنزلية، والسيوف والخناجر، وأدوات الحفر والزراعة، وأدوات البناء، إضافةً إلى أدوات النجارة ونحت الأخشاب.

ويصنع النحَّاس منتجات كالقدور والسكاكين والملاعق والأباريق ودلال القهوة، إضافةً إلى عدد من أدوات الإضاءة كالأسرجة والفوانيس، ويُستعان بمعدني النحاس والحديد لصنع الأدوات نفسها، إذ عرفت قدور استخدم الحديد في صناعتها، وأخرى صُنعت من النحاس، ويعود ذلك إلى تفضيل البعض للطعام المطبوخ في أوعية نحاسية.

عُرفت مهنتا الحدادة والنحاسة في مناطق المملكة كافة، إذ كان الحدادون غربي السعودية يطوِّعون الحديد الخام ويصنعون منه أدوات مختلفة، كالفؤوس والسكاكين والمطارق، ويعمل النحاسون على صناعة الأواني النحاسية وتلميعها بعد مرور الوقت واستخدامها المتكرر.

وفي جنوبي السعودية، استعُملت الحدادة والنحاسة لصنع بعض الأسلحة الحديدية، كالبنادق والخناجر والجنابي والسيوف والرماح، وتُستخدم لعدد من الأغراض كالصيد والدفاع عن النفس.

وفي وسط السعودية وشرقيها، استُخدمت الحدادة والنحاسة للأغراض نفسها، مع توافر بعض الأدوات الإضافية التي سخَّرها السكان لتعينهم على تيسير شؤون الحياة في بيئتهم، منها: الأدوات المساعدة على صناعة المراكب والسفن، وأدوات الصيد البحري، إضافةً إلى الأسلحة كالبندقية والخنجر والسيف.

وفي شمالي السعودية، اعتاد الحدادون صنع المستلزمات الضرورية والكمالية لفئات المجتمع، واستوى في ذلك الفلاحون وسكان البادية والتجار، إذ كانوا بحاجة إلى السلع الجديدة المصنوعة من الحديد والنحاس، إلى جانب حاجتهم لصيانة وتلميع الأدوات التي يملكونها.

في العصر الحديث، يُستخدم معدنا الحديد والنحاس في قطاعات الصناعة والتعدين، كقطاع الطاقة والخدمات اللوجستية وقطاع الصناعة، وتدخل منتجات الحديد والنحاس في معظم الممارسات والاستخدامات الحديثة، كبناء المنازل والاستعمالات الشخصية والمنزلية. وتطورت مهن الصناعات الحديدية والنحاسية في المملكة، وأصبحت منظمة وتُنفذ في مصانع مختصة وبأدوات حديثة، وذلك لسهولة استخدامها واختصار الوقت والجهد.