تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الحرف اليدوية في منطقة عسير
مدة القراءة 4 دقائق

الحرف اليدوية في منطقة عسير، هي الحرف والمهن والصناعات اليدوية التي اشتهرت بها منطقة عسير جنوب غربي المملكة العربية السعودية، والتي وجدت لتلبية احتياجات سكان المنطقة، باستغلال المواد الخام المتوافرة في طبيعة وبيئة المنطقة، وتناقلت الأجيال هذه الحرف ضمن الموروثات الثقافية لأهالي المنطقة.

حرفة القط العسيري في منطقة عسير

من الحرف اليدوية التي تحتل الصدارة في منطقة عسير القط العسيري، وهو فن شعبي متوارث لتزيين جدران المنازل، خصوصًا منازل الأثرياء ووجهاء المجتمع قديمًا. ويعتمد على زخارف هندسية تستوحي أبعادها ودلالاتها من الثقافة المحيطة، خاصة ألوان الطبيعة، ويعود ظهور هذا الفن إلى مئات السنين وتبرع فيه النساء عادة. وسُجل القط العسيري ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 1439هـ/2017م.

حرفة خياطة الثوب العسيري في منطقة عسير

من الحرف اليدوية في منطقة عسير، الغزل وحياكة الملابس، خصوصًا خياطة الثوب العسيري الذي ترتديه المرأة العسيرية في المناسبات، مثل الأعراس والأعياد، سواءً الفتيات أو الكبيرات، ويطلق عليه "المجنب" و"المطور". ويتميز هذا الثوب بالقطيفة السوداء إذ يُطرز يدويًا أو بالماكينة بخيوط متناغمة الألوان تميل خطوطها إلى ألوان ذهبية متوهجة، تتصف بالانسجام والانسيابية، وبأبعاد هندسية متناسقة مرسومة بدقة تشكل صدر وأكمام الثوب العسيري، الذي تعتمد أسعاره على مستوى نوعية القماش وخامته، ومستوى الجودة، وإتقان التطريز، وكمية الخرز المُضاف إليه. ومن الألوان الرئيسة للثوب العسيري: الأسود والأخضر، أما حاليًا فأضيف لهما الأحمر، والأصفر.

حرفة صناعة الصحاف في منطقة عسير

من الحرف اليدوية التي عُرفت بها منطقة عسير صناعة الصحاف، التي تستخدم لتقديم الأطعمة الشعبية. ورغم كون الصحاف من الأواني التراثية، لكنها ما تزال تجد إقبالًا كبيرًا، خصوصًا من المهتمين بها من كبار السن ومحبي التراث. وتتراوح أسعار الصحفة الواحدة ما بين 400 و600 ريال، وربما تتجاوز هذه الأسعار بكثير، حسب نوع الخشب المستخدم في صناعاتها.

وتُصنع الصحاف من أخشاب أشجار معمرة، مثل "الغَرَبْ" (الدلب الغربي)، و"العتم"، إذ يتم تجزئة الشجرة إلى أجزاء، ويُسمى كل جزء منها "اليزمة"، تُراوح أبعادها بين 70 و90 سم ارتفاعًا، وعرضها بين 35 و50 سم، ويتم حفظها وتخزينها في مخازن مغلقة لمدة عام، حيث لا تتعرض للهواء وأشعة الشمس خلال مدة الحفظ، لتصبح صلبة وخفيفة الوزن، ثم يبدأ الحرفي في تحديد قطرها وتخطيطها وفصلها إلى قسمين باتجاه عمودي، ثم تحدد الدائرة المستخدمة بأداة الرسم "الفرجار" من داخل الصحفة وخارجها، بعدها تنظف أطرافها الزائدة لتأخذ الشكل الدائري والنهائي، ثم تبدأ مرحلة الحفر التي يستخدم فيها الفأس، ليتم تصنيعها ونقشها وتعميقها باستخدام "القدوم"، من خلال تشذيب الصحفة وتهذيبها حتى تتكون الدائرة النهائية للصحفة، تليها مرحلة الصنفرة وتركيب "الحيل"، وهي الأيادي المستخدمة في الحمل وتثبت في طرفين أو ثلاثة وتصل إلى أربعة حسب حجم وقطر الصحفة. وتتم زخرفتها بأشكال مختلفة، بإضافة المسامير الذهبية أو الفضية، أو إضافة قواعد توضع حسب طلب العميل.

ويحتفظ الأهالي بالصحاف لعقود، ويرفضون التفريط فيها، ويتوارثونها من جيل إلى آخر، لكونها من المقتنيات النادرة، إذ إنها من الأواني المضادة للبكتيريا، وعازلة للحرارة، مما يجعل التعامل معها آمنًا، ويقلل من خطر الحروق. وتكون المحافظة على لون الصحفة ونكهة الأطعمة المقدمة فيها وتنظيفها بدهنها بالزيوت الحيوانية والنباتية.

حرفة إنتاج العسل في منطقة عسير

من الحرف المتوارثة في منطقة عسير إنتاج العسل، ويستفيد النحالون من طبيعة المنطقة الزراعية، ووجود أشجار تتغذى النحلة على رحيق أزهارها، لإنتاج العسل، مثل: السمر، والطلح، والضرم، والطباق، والشرم، والسحاء، والسلم، والسدر، والضهيان، والسيال، والأثل، والأراك، والعرفج، والعليق، والمض، والصاب، والقطبة، كما يستفيدون من طبيعة المنطقة الجغرافية، حيث الجبال في سراة عسير، والسهول في تهامة، وكذلك العوامل المناخية، خصوصًا الأمطار الغزيرة، مما يتيح لهم إنتاج العسل على مدار العام.

وتختلف طرق تربية النحل وإنتاج العسل، فهناك نحالون يمارسون التربية بوصفها هواية، إذ يُنشئون مناحل في الحدائق الخلفية للمنازل، والاستراحات، أو بالقرب من المنازل، أو المزارع، ويفضلون سلالات نحل هادئة تتأقلم مع الحيز والنباتات المزهرة المنتشرة في الموقع المحيط بها، وهناك آخرون يربون النحل لأغراض تجارية، وينشئون المناحل في أماكن عامة أو مختصة في إنتاج العسل، وشمع النحل، وطرود النحل، وغذاء ملكات النحل.

وتوجد في منطقة عسير جمعيتان لمربي النحل، كما تقام في المنطقة مهرجانات العسل الشتوية والصيفية، في عدد من مدن ومحافظات المنطقة، ومنها: أبها، ورجال المع، والمجاردة، والنماص، ومحايل عسير.

ولا يقتصر نحالو عسير على إنتاج العسل وبيعه، إذ دخلوا في مجال تسويق منتجات تحويلية من العسل، وحبوب اللقاح، والعكبر، وغذاء الملكات، وشمع النحل، وسم النحل، وتصنيع نحو 35 منتجًا تحويليًا من العسل، مثل مواد التجميل والمكملات الغذائية والتجميلية.

حرفة صناعة الخوص ومنتجات النخيل في منطقة عسير

تنتشر حرفة صناعة الخوص ومنتجات النخيل في بعض محافظات منطقة عسير، خصوصًا التي تزرع فيها النخيل. وتعتمد هذه الحرفة على سعف النخيل والجريد، وبرعت المرأة العسيرية في هذه المهنة، إذ تقوم بتجميع الخوص ونشره في الشمس، ليتغير لونه، ثمّ تتولى تجميعه في قطعة من القماش بعد تنظيفه من الأتربة. كما تقوم بصبغ الخوص بألوان مختلفة بما يحقق التنوع والظهور بالمنظر الجميل. وتتعدد منتجات الخوص بما يتناسب مع أغراض الفرش وتغطية الأرضيات، إضافة إلى صنع سجادة الصلاة التي تتميز بالنقوش الهندسية. كما يصنع من أجزاء النخلة أسرّة الأطفال الرضع، وكذلك السلال والأقفاص وبعض أنواع الحبال.

حرف يدوية أخرى في منطقة عسير

من الحرف اليدوية الأخرى التي تنتشر في منطقة عسير: صياغة الفضة والمشغولات اليدوية، وسبك المعادن وصناعة الحلي والمجوهرات، وصناعة الأدوات الزراعية، وصناعة السلاح والخناجر والسيوف والجنابي، ومنتجات النخيل، وصناعة السبح والأحجار الكريمة، وصناعة البخور، والمشغولات الخشبية، والبناء التقليدي بالحجر والطين، وكذلك صنع منتجات السدو، التي تشمل بيوت الشعر، والسجاد، وزينة بيوت الشعر، والمجالس، وصناديق السدو.

ومن الحرف اليدوية أيضًا إنتاج السمن البلدي، إضافة إلى إنتاج الباقات والأطواق وعصابة الرأس من النباتات العطرية، مثل: البرك، والريحان، والكادي، والشيح، والشذاب، والنعناع، والوزاب، وأيضًا صناعة الفخار، والخرازة، والحدادة، والدباغة، والنحت على الخشب.