تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
المرأة في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

المرأة في الدولة السعودية الأولى، هي كل امرأة شاركت في مرحلة تأسيس وبناء الدولة السعودية الأولى، وقامت بأدوار مؤثرة في بناء مجتمعها، وأسهمت في الثقافة والشعر والتجارة والتعليم، واتسمت بالشجاعة والكرم والصبر وحسن التدبير، وتقديم الأعمال الخيرية.

تعليم المرأة في الدولة السعودية الأولى

حرص أئمة الدولة السعودية الأولى على تثقيف النساء وتعليمهن أصول الدين، إذ شيّد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى مسجدًا كبيرًا في الدرعية، لتلقى فيه الدروس للرجال والنساء صباحًا ومساءً، وبنى الإمام عبدالعزيز بن محمد حول مسجد البجيري مجمعًا خُصص فيه قسم للنساء لتلقي العلم والمعرفة، وتعلم نساء الدرعية القراءة والكتابة، ونبغنَ في العلم، وأتقنَّ الخط.

وشاركت المرأة في الدولة السعودية الأولى في إعطاء الدروس، منهن موضي بنت سلطان آل كثير زوجة الإمام محمد بن سعود، المهتمة بنفع عموم الناس فكانت مقصدًا لطلاب العلم،وفاطمة بنت حمد الفضيلي الحائزة إجازة العلماء للتدريس، والأميرة الجوهرة بنت الإمام فيصل بن تركي التي أوقفت الكتب على طلبة العلم،وحفّزت قصائد الشاعرة موضي بنت سعد الدهلاوي رجال الدولة السعودية الأولى في الدفاع عن الدرعية.

شجاعة المرأة في الدولة السعودية الأولى

شاركت المرأة في حماية الدولة السعودية الأولى بما اتصفت به من إقدام، ونافست الرجل في إجارة المحتاج، بما سُمي في نجد بـ"الدخالة"، حيث قامت بحماية الدخيل من المدافعين عن الدولة، سواء دخل عليها في بيتها أو في مرعاها، ومن قصص الحماية ما قامت به غالية البقمية، حيث سخّرت ثروتها لخدمة المدافعين عن الوطن والتصدي للغزوات المعتدية، وكان بيتها مقصدًا للمحتاجين والفقراء، وملاذًا لرجالات الدولة السعودية الأولى، وأقامت جليلة بنت الأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي، استراحات وخانات للحجاج المارين بحجر اليمامة للمكوث بها مؤقتًا، والتزوّد بالطعام والشراب.

أعمال المرأة في الدولة السعودية الأولى

ازدهرت التجارة في الدرعية في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز، وشاركت المرأة في سد الحوائج وتوفير الضروريات إلى جانب الرجال، مثل تزيين الأسلحة بالذهب والفضة، وتجارة التمور والألبان والتوابل، والصناعات الحرفية والجلدية والمنسوجات القطنية والصوفية، ببيعها في "سوق الموسم" بالدرعية، المكون من دكاكين أو مباسط صغيرة، وافتتحت بعض النساء دكاكين صغيرة في منازلهن لبيع بعض المستلزمات اليومية، أو التجول لبيع البضاعة بما عرف بـ"الدلالة" أو "الجلابة"، ومارست بعضهن مهنة جمع الحطب وتقطيعه وبيعه.

الجوانب الاجتماعية للمرأة في الدولة السعودية الأولى

كانت المرأة المتزوجة في الدولة السعودية الأولى هي المتصرفة في شؤون البيت والاعتناء به، والمسؤولة عن إعداد الأطعمة من الحنطة والجريش والأرز، والخبز، والعصيدة، واللحوم والحلويات والثريد، وتحضير اللبن والتمر، وبعض البهارات المختلفة مثل الفلفل، بعد تجفيفه ثم طحنه وخلطه مع الليمون الجاف، وتربية المواشي، والدجاج والطيور، واستخدمت نساء الدرعية المنسوجات القطنية لصُنع ملابس الأهالي، واشتهرت النساء بارتداء ثوب أو قميص الكرباس القطني، وأثواب الحرير، والعباءة القيلانية عند الخروج أو الضيافة، وتتزين نساء نجد بالحلي المرصع بالجواهر النفيسة، ومن زينتهن الكحل والحناء، والتطيب بعطور المسك والعنبر.