تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الضيافة في الدولة السعودية الأولى
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

الضيافة في الدولة السعودية الأولى، هي عادات ومظاهر إكرام الضيف في مجتمع الدولة السعودية الأولى، ومن ذلك حسن استقباله والترحيب به واستضافته، وعدم سؤاله عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام، وتوفير الحماية لروحه وممتلكاته، عند اللزوم، طيلة فترة بقائه عند مضيفه، إذ يرافقه هو أو أحد من أهله أينما ذهب ليكون تحت حمايته.

عادات الضيافة في الدولة السعودية الأولى

على امتداد تاريخ الدولة السعودية الأولى توارث المجتمع مظاهر الكرم والضيافة وكانوا يعتزون بها، فحين يأتي الضيف إلى منزل المضيف يُستقبل ويُرحّب به، وتقدّم له القهوة أولًا التي تعد رمزًا من رموز الكرم في الدولة السعودية الأولى، ثم يُقدّم له واجب الإطعام وهي وجبة الغداء أو العشاء حسب وقت حضوره. وكان من عادات شيوخ القبائل وكبارها أن يعدّوا القهوة يوميًا، لتكون جاهزة للضيف الذي يأتي في أي وقت، وارتبطت قيمة الكرم والضيافة بالإنسان في الدولة السعودية الأولى إذ كان الفرد منهم مضيافًا وكريمًا وحريصًا على توريث ذلك لأبنائه.

ومن مظاهر الضيافة في مجتمع الدولة السعودية الأولى، أن يقدم المضيف لضيفه أفضل ما عنده، ويحرص على تلبيه احتياجاته، ومن العادات المرتبطة بالكرم مشاركة نساء البادية في الضيافة حال غياب الرجال، إذ لا ينبغي أن يعود الضيف دون استقبال، فتقوم إحدى قريبات المُضيف الغائب بالاستقبال والترحيب نيابة عنه وتقديم واجب الضيافة للضيوف القادمين إليهم. ورغم اختلاف عادات الضيافة بين مجتمع الدولة السعودية الأولى، إلا أنها تتفق في أن إكرام الضيف قيمة أساسية في المجتمع.

ويعد إكرام الضيف إحدى العادات والتقاليد السعودية الراسخة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، وعدم إكرام الضيف أو التقصير في خدمته أو إهانته يعد قصورًا أخلاقيًا وله ردة فعل مستنكِرة، ويُعاب على من يهين الضيف أو يؤذيه أو لا يكرمه بطريقة لائقة.

الضيافة عند أئمة الدولة السعودية الأولى

اتسم أئمة الدولة السعودية الأولى بالكرم والضيافة، ومن مظاهرها ما ذكرته المصادر التاريخية عن كرم الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد حفيد مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود والإمام الثالث من أئمتها، إذ عُرف بين الناس بكرمه في الضيافة، فكان يعدّ ضيافة مفتوحة تبدأ من بعد الظهر إلى ما بعد العشاء، وكان خازن المؤونة في قصره يُخرج كل يوم نحو 500 صاع من حبوب البُر والأرز، فأوائل الداخلين عليه من الضيوف تكون ضيافتهم من اللحم والأرز والخبز، ومن يأتي من بعدهم قريب من طعامهم، أما المتأخرون منهم فتقدم لهم حنطة خالصة، حتى لا يكاد يبيت أحد من أهل الدرعية جائعًا، ومن حُسن كرمه وضيافته أن مجالس ضيافة الطعام في قصره مفتوحة للجميع ومرحّب بهم.