تم نسخ الرابط بنجاح

هويدية آل زميكان

saudipedia Logo
هويدية آل زميكان
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

هويدية بنت غيدان آل زميكان، هي زوجة الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية، يعود نسبها إلى آل شامر من قبيلة يام الهمدانية، تزوجها الإمام فترة جلائه من الدرعية، وأنجبت له الأمير جلوي، الذي يعد الساعد الأيمن لأخيه الإمام فيصل بن تركي ثاني أئمة الدولة السعودية الثانية.

قصة زواج هويدية من الإمام تركي

غادر الإمام تركي بن عبدالله الدرعية بعد سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ/1818م، متجهًا نحو جنوب الرياض صوب هضبة عليّة على بُعد نحو 130 كم من الرياض، وفي تلك الأرجاء كانت تقطن قبيلة آل شامر بزعامة غيدان بن جازع آل زميكان،وهو موقع وعر التضاريس وصعب الوصول، لا يصل إليه إلا من يعرف المنطقة وسبلها، واستطاع حينها أن يجعله مقرًا لخططه وتحركاته لاستعادة الحكم.

احتمى الإمام تركي في غار داخل الهضبة بعيدًا عن الأنظار لا يرافقه إلا سيفه المعروف بـ"الأجرب"، وكانت هويدية آنذاك ترعى الغنم بالقرب من موقع الغار، وقادتها المصادفة لأن تلتقي الإمام وتحادثه وبسبب لهجته وفطنتها ميّزت أصول الإمام تركي، فقدمت له الحليب ليشرب.

وظلت هويدية تسقيه كل يوم دون أن تسأله، ودون أن تخبر أهلها عنه، حيث تضع إناء الحليب على صخرة وتتنحى عنها، ويأتي ليتناوله، في صورة تجسد الحشمة والوقار والكرم.

أخبرت هويدية والدها بعد فترة بما حدث معها، فتيقن أن ضيف ابنته هو الإمام تركي بن عبدالله، لانتشار أخباره بين سكان البادية، وفي صباح اليوم التالي تعقّب ابنته ورأى الإمام تركي وعرفه، فدعاه باسمه وأعطاه الأمان.

رافق الإمام تركي والد هويدية غيدان بن جازع، إلى محله فأكرمه وقربه منه وحماه، ثم خطب هويدية وتزوجها، فكانت سندًا له حتى لحظة استعادة حكم آبائه وتأسيس الدولة السعودية الثانية.

ناصرت قبيلة يام الإمام تركي بن عبدالله بعد زواجه من هويدية، فأصبحت من أنصاره في حروبه، وشاركوا معه في معارك عدة، لاستعادة حكم آبائه، ومن تلك الوقائع معركة السبية التي وقعت عام 1245هـ/1830م، وانتصر فيها.

الأميرة هويدية أم جلوي

اختار الإمام تركي لابنه من هويدية اسم "جلوي"، وتعددت الروايات والقصص في سبب اختياره لهذا الاسم، إلا أن روايات عدة اتفقت على أن أقرب تفسير لاختيار هذا الاسم كان بسبب حالة الجلاء التي كان يعيشها الإمام تركي حين ولادة ابنه، فكان الجلاء من الدرعية سببًا لاختيار هذا الاسم.

ربّت هويدية ابنها جلوي ليكون من رجالات أخيه الإمام فيصل بن تركي البارزين، وساعده الأيمن، فكان كذلك، حتى إن التاريخ سجل لأحفاد هويدية من ابنها جلوي (عبدالعزيز، وفهد، وعبدالله)، وحفيد ابنها (عبدالعزيز بن مساعد)، مشاركتهم لغزوات وفتوحات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى في دخوله للرياض، وكانوا من السبعة رجال الذين اقتحموا قصر المصمك معه، وكان لهم دور بارز في أحداث ذلك اليوم.