أحمد بن عطوة الدرعي

أحمد بن عطوة الدرعي (860هـ/1456م- 948هـ/ 1541م) هو أحد علماء الدين في نجد ومفتي العارض خلال القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، حصل على إجازات علمية من بلاد الشام، له مؤلفات علمية عدة، ومجموعة من الرسائل والردود المتعلقة بالمسائل الفقهية، والأحكام والفتاوى.

ولد أحمد بن عطوة الدرعي في بلدة العيينة شمال غربي مدينة الرياض، إحدى حواضر بلاد العارض في نجد، أسهمت نشأته في بيت نعمة ويسر من أسرة آل عطوة بن رحمة إلى جانب مساندته وتشجيعه، في تفرغه العلمي. تعلم مبادئ الكتابة، والقراءة، والحساب، وقراءة القرآن الكريم على يد علماء وفقهاء بلدة العيينة، ومن أجل الاستزادة في العلم؛ سافر إلى بلاد الشام في فترات زمنية متفرقة، وأخذ العلم والفقه من علمائها آنذاك.

ومن المدارس التي التحق بها في دمشق لتلقي العلوم الشرعية؛ مدرسة العمرية عام 880هـ/1475م وسكن في إحدى غرفها التي كانت موئلاً للمغتربين، وأوقف بها مجموعة من الكتب، كما التحق بمدرسة الضيائية، وهي مدرسة كانت تُعنى بدراسة الحديث، وأوقف بها بعض الكتب، وحصل على ثلاث إجازات علمية من بلاد الشام.

كان له دور في مجال الإفتاء، إلى جانب حل المسائل بين علماء نجد، وبعد رجوعه من رحلته العلمية في بلاد الشام إلى العيينة، أسهم في تدريس العلوم الشرعية ونشرها في المنطقة، ثم انتقل إلى الدرعية بطلب من أمرائها للتدريس فيها، وبعدها انتقل إلى الجبيلة واستقر بها حتى وفاته.

قدم أحمد بن عطوة الدرعي مجموعة من المؤلفات العلمية، منها: كتاب بعنوان "الروضة الأنيقة" (أو الأنيعة)، وآخر بعنوان "التحفة البديعة"، كما ألف كتاب "درر الفوائد وعقيان القلائد"، و"مناسك الحج"، وقدم رسالة عنوانها "صفوة المنهل في جهالة الأجهل"، و"طرف الطرف في مسألة الصوت والحرف"، وأورد مجموعة من المسائل الفقيه، والأحكام، والفتاوى في ردود ورسائل ومؤلفات عدة، وسجلها بعض القضاة والعلماء في نجد، كما أوقف مجموعة من الكتب العلمية في بلاد الشام ونجد. 

توفي أحمد بن عطوة الدرعي في 3 رمضان 948هـ/31 ديسمبر 1541م، ودفن بمقبرة الشهداء من الصحابة في الجبيلة.