غار الإمام تركي بن عبدالله، هو تجويف صخري في هضبة عليّة الواقعة في سلسلة جبال طويق، يبعد 130 كم جنوبي الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. لجأ إليه الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود الحاكم السادس من حكام أسرة آل سعود، ومؤسس الدولة السعودية الثانية، بعد سقوط الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، واتخذه مركزًا لتحركاته في خطته لاستعادة حكم آبائه وبقي فيه نحو عامين.
موقع غار الإمام تركي بن عبدالله
يبعد غار الإمام تركي بن عبدالله عن مدينة الدلم نحو 110 كم غربًا، وشمال غربي مدينة حوطة بني تميم، وشمال شرقي مدينة الحريق، ويمكن الوصول إليه عبر عدة طرق، منها: طريق شرقي وادي ماوان ووادي وثيلان، وطريق جنوبي بين وثيلان ووادي المجامع. ويحد الغار من الشمال النجيبي، وهو فرعة صغيرة، ومن الجنوب جحاف الغدير، وشرقًا رأس مظللة (وهو مورد قديم للمياه)، ومن الغرب غار كنف.
وصف غار الإمام تركي بن عبدالله
يقع غار الإمام تركي بن عبدالله شمال غربي هضبة عليّة ضمن سلسلة جبال طويق، وهي تكوين صخري في موقع وعر، يصعب الوصول إليها، يفصلها عن جبال طويق فجاج، أما الغار فهو تجويف صخري وجهه نحو الغرب، ويتكون من دورين هلاليّي الشكل يأخذان الدوران نفسه، لكن الغار العلوي أكثر امتدادًا من السفلي، وللغار تجاويف داخلية وفيه اتجاهات مختلفة، مما يساعد على التنقل داخله حسب موضع الشمس. وهو الآن مسوّر بسياج حديدي لحمايته بوصفه معلمًا تاريخيًا ووطنيًا، كما بنيت له سلالم حجرية لتسهيل الوصول إليه.
الإمام تركي بن عبدالله والغار
اكتسب الغار اسمه من لجوء الإمام تركي بن عبدالله إليه، بعد حملة محمد علي باشا على الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ/1818م. واختار الإمام تركي الغار لصعوبة الوصول إليه، ولاتصاله بعدة مدن وقرى، مثل: الخرج، والحوطة، والحريق، والحلوة، والدلم. واتخذه مركزًا منيعًا لتحركاته ساعده في ذلك موقعه الاستراتيجي، حيث لا يستطيع الوصول إليه إلا رجاله الموالون له، وتمكّن الإمام تركي من البقاء في الغار متخفيًا عن الأنظار نحو عامين، يخطط وينفذ عملياته الاستطلاعية والهجومية على خصومه في الدرعية حتى تمكّن من إجلائهم واستعادة الحكم، وكانت خطته في ذلك الهجوم ليلًا والتخفّي نهارًا، ونفّذ هذه الخطة في وادي حنيفة على امتداد مساحة 250 كم.
وتكثر في الهضبة التجاويف، ومنها غاران، أحدهما كان يتخذه الإمام تركي مأوى ليليًا، والآخر مكمنًا نهاريًا، ليس معه من رفيق سوى بندقيته "سحابة" وسيفه "الأجرب". وفي هضبة عليّة تسكن قبيلة آل شامر الذين تزوج الإمام منهم هويدية بنت غيدان، شيخ آل شامر من قبيلة العجمان، وأنجبت له ولدًا أسماه جلوي، لأنه ولد خلال مرحلة الجلاء، وجلوي هو جد أسرة "آل جلوي".
وذكر الإمام تركي الغار في شعره، ومن ذلك قوله:
جلست في غار على الطرق كشاف
على طريقٍ نايف في عليّة
وطويق غرب وكاشفٍ كل الأطراف
وخذيت به وقتٍ وله قابليّة.
المصادر
رحلة أثرية وأدبية في طريق الامام تركي بن عبداالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية. تركي بن طلال عبدالعزيز. مج 4، ع 16. 2002م.
نساء شهيرات من نجد. دلال مخلد الحربي. 1998م.
هيئة تطوير بوابة الدرعية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة