


صناعة الأقلام في نجد، اهتم أهل منطقة نجد قديمًا بالأقلام وعنوا بها، خصوصًا المتعلمين منهم سواء في مرحلة الكتاتيب (مرحلة التعليم الأولي) أو المراحل التالية، حيث كانت الأقلام أداة الكتابة في التعليم وفي المخطوطات النجدية التي اشتهرت صناعتها وتأليفها بين منتصفي القرنين 10 - 14هـ/15- 19م، ومن مظاهر اهتمامهم بها أن أوقف بعض طلبة العلم الأقلام لينتفع بها غيرهم. وكانت تُصنع آنذاك بما يتوافر في البيئة النجدية من أدوات مناسبة لصناعتها.
أدوات صناعة الأقلام في نجد
كان أهل نجد يعتمدون في صناعة الأقلام على خبرتهم الذاتية وما يتوافر في بيئتهم من أدوات مناسبة لصناعة الأقلام، وعادة ما كانت تستعمل الأقلام التي تصنع من نبات الحلفا (القصب)، وهو نبات محلي يكثر عادةً حول الآبار ومجاري المياه في نجد، كما استخدمت بعض أنواع الأشجار المحلية في إعداد الأقلام، وهي أنواع لا تقل جودة عن شجر القصب، مثل: أغصان نبات الأثل، والعصفر، والرمان، والأرطى، والطلح، والقرض، أو أي مخلفات نباتية صلبة الأغصان.
صانعو الأقلام في نجد
صُنعت الأقلام في نجد من قِبل أطراف متعددة، ولم تقتصر صناعتها على فئة محددة، ومن صانعي الأقلام: الطلاب، خاصة كبار السن، أو المطوّع (المعلم في المرحلة الأولية من التعليم القديم)، والنجارون الذين يصنعون ألواح الكتابة، وعرفت بعض المزارع ومُلاكها بصناعة الأقلام، مثل مزرعة "الحليفة"، التي سميت بذلك نسبة إلى كثافة نبات الحلفا بها، مما جعل مالكها يأخذ على نفسه صناعة الأقلام وتحسينها وتهيئتها للكتابة، وبيعها على طلبة العلم في بعض البلدان.
أنواع الأقلام في نجد
تختلف الأقلام في نجد تبعًا لنوع المادة التي صنعت منها، فالأقلام المستخدمة من أغصان نباتات مصمتة، تكون عادة مخصصة للكتابة على الألواح الخشبية التي تستخدم في المراحل المبكرة للتعليم المسماة "الكتاتيب"، وهذا النوع من الأقلام يسهل إعداده، إذ يصنع من خلال تقليم رأس الغصن حتى يصبح مدببًا، وتُعاد العملية في كل مرة عند الحاجة باستخدام سكين حادة، ويُراعى في إعادة البري أن يكون رأس القلم ناشفًا ليسهل قطعه، ولا يكون مبللًا بالحبر.
فيما كان يستخدم للمراحل المتقدمة من التعليم التي تتطلب الكتابة على الورق نوع من الأقلام يسمى "الأقلام المجوفة"، المستخرجة من نبات الحلفا أو الخيزران، أو أي عود ذي لب يسهل استخراجه، وتعرف باسم "البوص"، وتختلف طريقة إعداده لكن أبرزها قطع رأس القلم على شكل مائل، حتى يصبح على هيئة ريشة القلم المعروفة في الوقت الحاضر، ثم يشق الصانع الريشة أو القصبة شقًا بسيطًا بغرض احتفاظ القلم بأكبر كمية من الحبر. كما استخدم أهل نجد ريش بعض أنواع الطيور كبيرة الحجم، مثل: ريش النعام، وكانوا يفضلون الموجود في أطراف أجنحتها المعروف بالقوادم أو السّبق، وهي قليلة الاستخدام مقارنة بالأنواع السابقة.
ومن أنواع الأقلام البارزة:
- القلم المحرّف: وهو قلم محرف القطع يكون سن القلم الأيمن أرفع، مع الاستواء في الغلظ، ويعد أجود الأنواع لدى أهل المهنة.
- القلم القائم: وهو قائم القطع.
- القلم المصوّب: وهو مصوب القطع.
- القلم المستوي: وهو مستوي القطع، أي: مستوي السّنّين طولًا، ويعد أقلها جودة عند أهل المهنة.
المصادر
صناعة المخطوطات في نجد ما بين منتصفي القرنين العاشر حتى الرابع عشر الهجريين. عبدالله بن محمد المنيف. 2014م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة