العلاقات السعودية الروسية، هي العلاقات الدبلوماسية القائمة بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، تعود إلى عام 1345هـ/1926م (إبان الاتحاد السوفيتي)، قبل إعلان توحيد السعودية عام 1351هـ/1932م بستة أعوام، إذ انطلقت من منظور السياسة الخارجية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، القائمة على البحث عن علاقة تحقق مصالح البلاد، وتنويع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول، حسب المبادئ التي تقوم عليها المملكة. وكانت روسيا أول دولة تقدم اعترافها الرسمي بالمملكة في 1926م، وفي عام 1930م جرى تحويل القنصلية السوفيتية في جدة إلى سفارة.
توقفت العلاقة بين البلدين بعد ثمانية أعوام من بدئها، تحديدًا في صفر 1357هـ/أبريل 1938م، ثم شهدت الزيارات المتبادلة مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، ففي 27 صفر 1411هـ/17 سبتمبر 1990م، أعلن البلدان في بيان مشترك استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وجاءت أول زيارة رسمية سعودية بعد قيام دولة روسيا الاتحادية بوفد رأسه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حين كان وليًّا للعهد)، عام 1424هـ/2003م.
وترأس الملك فيصل بن عبدالعزيز (وزير الخارجية آنذاك) أول وفد سعودي يزور روسيا (إبان الاتحاد السوفيتي) عام 1351هـ/1932م، وعلى مدى الأعوام التالية، شهدت العلاقات بين البلدين زيارات رسمية متبادلة.
زيارات رسمية بين السعودية وروسيا:
زيارات سعودية إلى روسيا:
- زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حين كان وليًّا للعهد) عام 1424هـ/2003م.
- زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حين كان أميرًا لمنطقة الرياض) عام 1427هـ/2006م.
- زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (حين كان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء) عام 1428هـ/2007م.
- زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 1436هـ/2015م.
- زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 1438هـ/2017م.
- زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 1439هـ/2017م.
- زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 1440هـ/2018م.
زيارات روسية إلى السعودية:
- زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 1428هـ/2007م.
- زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 1441هـ/2019م.
- زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 1445هـ/2023م.
الاتفاقيات بين السعودية وروسيا
خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان لروسيا عام 1436هـ/2015م، وُقّع عدد من اتفاقيات التعاون بين المملكة وروسيا، تختص بمجالات عسكرية عدة، وإعداد برنامج تنفيذي لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان، ومذكرة النوايا المشتركة في مجال الفضاء.
وتواصل تطور علاقات البلدين في المجال العلمي، إذ أثمر التعاون بين الهيئات العلمية السعودية والروسية نتائج استفادت منها المملكة، مثلما جرى عام 2014م، إذ أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نجاح إطلاق القمر السعودي الصناعي الثالث عشر لها، والأول من الجيل الجديد الذي حمل اسم (سعودي سات 4)، من قاعدة يازني الروسية.
وفي عام 1441هـ/2019م، تبادل البلدان 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي المملكة وروسيا الاتحادية، شملت إعلان نوايا مشتركًا بين الهيئة السعودية للفضاء في المملكة، ومؤسسة الفضاء الحكومية في جمهورية روسيا الاتحادية، للتعاون في مجالات "الرحلات الفضائية المأهولة"، و"نظام الملاحة بالأقمار الصناعية-فلوناس"، وتبادل إطار التعاون الاستراتيجي السعودي الروسي رفيع المستوى، وتبادل بروتوكول للتعاون في مجال الطاقة، وتبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الثقافة.
وتبادل البلدان أيضًا اتفاقية تأكيد بين أرامكو السعودية وصندوق الاستثمار المباشر الروسي (وروسنانو)، لشراء حصة أسهم روسنانو في شركة نوفوميت، وتبادلا اتفاقية مشروع الميثانول في منطقة (أمور) في روسيا، ومذكرة تفاهم بين معادن وشركة (فوس آجرو) للشراكات الاستراتيجية الروسية في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية.
العلاقات الاقتصادية بين السعودية وروسيا
يتواصل التفاهم المشترك بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، ويتطور إلى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم؛ أسهمت في دفع العلاقات بينهما إلى مزيد من التعاون المشترك في المجالات السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية ومجالات الطاقة.
وتعززت العلاقة بين السعودية وروسيا اقتصاديًّا واستثماريًّا عام 1436هـ/2015م، بعد تأسيس البلدين صندوقًا استثماريًّا سعوديًّا روسيًّا، بقيمة تصل إلى عشرة مليارات دولار، وصادق البلدان على أكثر من 30 مشروعًا مشتركًا، باستثمار يزيد على 2.5 مليار دولار في عدة قطاعات، من بينها: الذكاء الاصطناعي، والطب، والبنى التحتية.
وتعد السعودية وروسيا دولتين حليفتين استراتيجيًّا، وبينهما اتفاقيات عدة في مجالات: الاقتصاد، والتكنولوجيا، والصناعة، والعسكرية، والتعليم.
وتسعى اللجنة السعودية الروسية المشتركة إلى تنمية وتعزيز التعاون بين المملكة وروسيا الاتحادية، في عددٍ من المجالات الحيوية، من أهمها مجالات: الطاقة، والتجارة، والاقتصاد، والاستثمار، والمعلومات، وتقنيات الاتصالات، والصناعة، والصحة، والتعليم، والإعلام، والثقافة، والرياضة، والسياحة، والنقل، والجيولوجيا، والموارد الطبيعية، والزراعة.
وأسهمت جهود المملكة في توصل دول منظمة أوبك وروسيا الاتحادية لاتفاق (أوبك+) التاريخي الذي يدعم استقرار أسواق النفط، من خلال تبني منهجية مواءمة حجم الإنتاج مع مستوى الطلب العالمي على النفط، بما يخدم المنتجين والمستهلكين، مما انعكس إيجابًا على استقرار أسعار الطاقة العالمية، وعزز وتيرة الاتصالات الثنائية بين الرياض وموسكو على مستوى القيادة في البلدين.
التبادل التجاري السعودي الروسي
أسهم تأسيس اللجنة السعودية الروسية المشتركة ومجلس الأعمال السعودي الروسي في تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي، وإيجاد أرضية تجارية واستثمارية قادرة على دفع عجلة التبادل التجاري بالاستفادة من الفرص التي تتيحها رؤية السعودية 2030 والمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023م، نحو 12514.345134 ريالًا، مثلت الصادرات الوطنية غير النفطية منها 48.525652 ريالًا وشملت الألمنيوم ومصنوعاته، واللدائن ومصنوعاتها، وأصنافًا متنوعة من معادن عادية، وفواكه، ومنتجات كيماوية عضوية. فيما بلغت قيمة الواردات غير النفطية 12465.819482 ريالًا، وشملت منتجات معدنية، وحبوبًا، ولحومًا وأحشاء وأطرافًا للأكل، والحديد والصلب "فولاذ"، وشحومًا وزيوتًا حيوانية أو نباتية.
العلاقات الثقافية والتعليمية بين السعودية وروسيا
يرتبط البلدان بروابط ثقافية وتعليمية قوية، وخاضت المملكة تجربة تعاون مع روسيا غير التعاون السياسي والاقتصادي، إذ وجهت بوصلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى الجامعات الروسية المعروفة في العالم، إذ يدرس المبتعثون والمبتعثات في تخصصات علمية وطبية دقيقة، في 18 جامعة روسية، منها: جامعة الطب الأولى الحكومية في موسكو، وجامعة بافلوف سانت بطرسبورج الطبية، وجامعة موسكو الحكومية التربوية، وجامعة لومونسوف بموسكو. وتُشرف عليهم الملحقية الثقافية السعودية، التي أنشئت بهدف الاهتمام بشؤون التعليم والثقافة والإشراف على المبتعثين السعوديين، للدراسة بمؤسسات التعليم في الدولة الأجنبية.
أما النشاط الثقافي، ففي جمادى الآخرة 1416هـ/نوفمبر 1995م، شهدت العاصمة الروسية موسكو افتتاح قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو، وفي جمادى الآخرة 1422هـ/سبتمبر 2001م، افتتح جناح المملكة في معرض الكتاب الدولي بموسكو، واستضافت الأكاديمية الإنسانية الاجتماعية الروسية في موسكو بذي الحجة 1422هـ/مارس 2002م، مهرجانًا ثقافيًّا بعنوان: يوم الثقافة السعودية.
وشهد مجال الرياضة أيضًا تعاونًا مهمًّا، إذ وُقّع في موسكو بربيع الآخر 1427هـ/مايو 2006م، على برنامج التبادل الرياضي بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والوكالة الفيدرالية للتربية والرياضة في روسيا.
وتواصلًا لجهود تعزيز العلاقات الثقافية، نظمت وزارة الثقافة والإعلام -وزارة الثقافة حاليًا- عام 1428هـ/2007م فعاليات ثقافية سعودية بروسيا، في ثلاث مدن، هي: العاصمة موسكو، وقازان، وبلغار بجمهورية تتارستان التابعة لروسيا الاتحادية. ومنحت المملكة في هذا العام رئيس جمهورية تتارستان منتيمير شايمييف جائزة الملك فيصل العالمية، لجهوده في خدمة الإسلام.
وتعزيزًا للصلات الثقافية بين البلدين، طبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة نسخة حديثة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الروسية، عام 1433هـ/2012م، ترجمها الشيخ إلمير رفائيل كولييف. واتجهت جامعة الملك سعود عبر كلية اللغات والترجمة إلى إدراج اللغة الروسية ضمن برامج البكالوريوس لتخصصات قسم اللغات الحديثة في الكلية، يُدرّسها أساتذة من روسيا ودول عربية.
وفي إطار أهمية العلاقات السعودية الروسية، أطلقت وكالة الأنباء السعودية "واس" في نهاية عام 1437هـ/2015م خدمة إخبارية جديدة بموقعها الإلكتروني الرسمي، وهي بث أخبار المملكة باللغة الروسية، وسعت "واس" عام 1437هـ/2016م إلى ترجمة رؤية السعودية 2030 إلى اللغة الروسية، لإتاحة الفرصة للجانب الروسي لقراءة مضامين الرؤية بلغتهم، ومعرفة أبعاد التنمية فيها.
ووقّعت وكالة الأنباء السعودية اتفاقية تعاون مع وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، لتطوير التعاون المهني في مجال الإعلام وتبادل المعلومات، وما يتعلق بتنظيم الفعاليات والأنشطة الإعلامية المشتركة، وذلك خلال انعقاد أعمال اللجنة السعودية الروسية المشتركة، في دورتها الثامنة عام 1445هـ/2023م.
العلاقات الأمنية والعسكرية بين السعودية وروسيا
تولي المملكة وروسيا اهتمامًا عاليًا بملفات مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب، ويعد البلدان عضوين في تحالف عسكري واستخباراتي دولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وعزز إسهام السعودية في المحافظة على السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العلاقات بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات أمنية وعسكرية قوية.
وفي عام 1443هـ/2021م، عُقد في مدينة جدة ملتقى روسيا والعالم الإسلامي، المنبثق عن مجموعة الرؤى الاستراتيجية التي تتبناها روسيا وتعاضدها المملكة، لزيادة التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز سبل الحوار والأمن والاستقرار.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة