تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
السلاحف في السعودية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

السلاحف في السعودية، جمع سلحفاة، هي حيوان برمائي جسمه قصير وعريض، بطيء الحركة، يحيط به صندوق عظمي يتكون من درعين أحدهما يسمى الدبل، وهو ظهري مقوس، والثاني الجوشن بطني مسطح، وبهما فتحات تخرج منها السلاحف أطرافها الأمامية والخلفية والرأس والذنب، ويعزى بطء حركتها إلى ثقل الصندوق العظمي الذي يحميها، والسلاحف كائنات معمرة قد يصل عمرها إلى مئات السنين، وتمتاز بحاسة بصرية قوية، وأما حاسة السمع فتكاد تكون منعدمة، ولا تصدر السلحفاة أصواتًا.

وجود السلاحف في السعودية

هناك ثلاث عائلات للسلاحف في المملكة العربية السعودية، الأولى السلاحف البحرية وتضم نوعين، والثانية سلاحف المياه العذبة، والثالثة السلاحف جانبية العنق ومنها نوع واحد. وتعد شواطئ السعودية والجزر البحرية أماكن مناسبة لتكاثر السلاحف البحرية، وهما نوعان مهددان بالانقراض: السلحفاة ذات منقار الصقر، والسلحفاة الخضراء، والنوع الثالث نادر جدًا، وسُجل وجوده مرتين في مياه السعودية، الأولى في الخليج العربي، والثانية  شمال البحر الأحمر. وتمثل جزيرتا جانا وكاران في الخليج العربي أفضل أماكن تكاثر السلحفاة ذات منقار الصقر والسلحفاة الخضراء.

السلحفاة الخضراء

تتميز السلحفاة الخضراء بأنها كبيرة يبلغ طولها نحو متر، ووزنها في المتوسط 250 كجم. ولونها بني مخضر به بقع صفراء، ورأسها كبير حيث يتعذر دخوله في الدرقة، ويمكن لها السباحة في المحيطات والبحار بسرعة تصل إلى 30 كم في الساعة، لكن لمسافة قصيرة، وتستطيع البقاء في الماء سابحة لمدة ساعة دون استنشاق الهواء، وتوجد في السعودية شمالي وجنوبي البحر الأحمر، وعلى شواطئ بعض جزر الخليج العربي.  

السلحفاة ذات منقار الصقر

توجد السلحفاة ذات منقار الصقر في السعودية في الخليج العربي، وحجمها أصغر من السلاحف من ذات النوع في بحار العالم الأخرى، ويصل طولها إلى 90 سم، فكها العلوي مدبب وأطول من الفك السفلي كهيئة المنقار، وهذا سبب تسميتها بذات منقار الصقر.

سلاحف المياه العذبة

تعيش سلاحف المياه العذبة في مياه الصرف والري في المنطقة الشرقية، صحائفها العظمية متوسطة الحجم، رأسها على شكل مثلث بخطوط صفراء، تتغذى على الأسماك الصغيرة وبعض يرقات الماء، وتتعرض  لخطر الانقراض في السعودية بسبب تغير البيئة التي تعيش فيها، وتعرضها للصيد الجائر إما بغرض التسلية، أو الغذاء من بعض الجاليات الأجنبية التي تعيش في السعودية. 

السلاحف جانبية العنق

تعيش السلاحف جانبية العنق في غربي وجنوب غربي السعودية، وهي صغيرة وتعيش في المياه العذبة، ويمكن مشاهدتها بالقرب من الآبار.

جهود الحفاظ على السلاحف في السعودية

تشهد السعودية جهودًا رسمية للحفاظ على السلاحف، ومن هذه الجهود؛ المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر "شمس"، التي أعلنت عام 1446هـ/2024م، اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية يُسجل في البحر الأحمر، إذ جرى تسجيل أكثر من 2500 عش للسلاحف البحرية، ضمن مبادرات لتعزيز المعرفة بالسلاحف البحرية، وبيئاتها الطبيعية في البحر الأحمر، وتحقيق استدامتها وحمايتها.

وخصصت مؤسسة "شمس" لهذا الاكتشاف، جزر الأخوات الأربع منطقة لحماية موائل التعشيش لهذه السلاحف، وهي: مرمر، ودهرب، وملاتو، وجدير، التي تتميز بكثافتها العالية بمواقع تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض في البحر الأحمر، خاصة أنها تعود إلى مواقع التعشيش نفسها عامًا بعد آخر؛ مما يجعل حماية هذه المواقع أمرًا حيويًا لبقاء هذه الأنواع. وتستضيف الجزر الأربع أعدادًا كبيرة من السلاحف، منها السلحفاة الخضراء، وصقرية المنقار.

كما تسهم شركة البحر الأحمر الدولية في الحفاظ على السلاحف بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، إذ أعلنت الشركة إعادة سلاحف نادرة لبيئتها الطبيعية بعد تماثلها للشفاء إثر العثور عليها وهي تعاني العجز عن الغوص، وبعضها مصاب بـ"متلازمة الطفو اللاإرادي" التي تجعلها عاجزة عن الغوص، وإيجاد غذائها بحرية، إذ يتم نقلها لمركز مختص في مدينة جدة، لمعالجتها وتأهيلها وإعادتها إلى بيئتها.

وأطلقت شركة البحر الأحمر الدولية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، برنامج تعقب السلاحف في منطقة المشروع، لفهم البيئة الطبيعية للوجهة والكائنات البحرية التي تعيش فيها، وسنّ معايير للتنمية المستدامة، من خلال مراقبة أنماط هجرتها، وتوزيعها، وموائلها، وأماكن تعشيشها، وجمع هذه المعلومات بطرق علمية، والاستفادة منها في وضع خطط لكيفية متابعتها وحمايتها، لتفعيل دورها في السياحة البيئية المستدامة.

الاختبارات ذات الصلة