الجراد في السعودية "Crocothemis erythraea"، هو حشرة تنتمي إلى الرعاشات والنطاطات "Dragonflies and Grasshoppers (Locusts)"، من رتبة "Odonata"، وينتشر في بعض مناطق المملكة العربية السعودية، ويتغذى على الحشرات والنباتات البرية.
دورة حياة الجراد
يرجع انتشار الجراد إلى وجود بقع مائية عدة تسمح للأنثى ذات اللون الزيتوني بوضع البيض داخل المياه بعد أن تتم عملية التلقيح من الذكر، ويفقس البيض ليعطي حوريات تتغذى على الحشرات الضارة بالمياه مثل يرقات البعوض وغيرها، بعدها تفقس وتخرج لتصبح رعاشات تتغذى أيضًا على الحشرات الطائرة وتسهم الرعاشات خلال انتقالها من نبات لآخر في نقل حبوب اللقاح بطريقة عارضة، مما يسهم في تلقيح بعض النباتات.
أنواع الجراد
يوجد نوعان مختلفان من الجراد من رتبة "orthoptera"، النوع الأول منتشر بصورة كبيرة ويمثل إحدى المشكلات، إذ يتغذى على أوراق وسيقان النباتات البرية، مما يسبب خسارة للنباتات، ويُعد غذاء للطيور والزواحف، أما النوع الآخر، فهو أيضًا من الأنواع الشائعة ومعروف بقيامه بالتغذية على الأنواع المختلفة لنباتات فصيلة "Apocyanaceae"، إذ يستخلص المادة اللبنية الموجودة في النبات ويخزنها في جسمه، لحمايته من الأعداء الطبيعيين مثل الطيور والزواحف.
مكافحة آفة الجراد
يعيش الجراد في بيئات جافة، أمطارها متفرقة وموسمية، ويحتاج إلى بيئة رطبة لوضع ونمو البيض، مما يدفعها للتحرك على شكل أسراب بمساعدة الرياح، وهناك ثلاث مناطق موسمية رئيسة لهجرة الجراد إلى السعودية، تمتد من الغرب إلى الشرق، وهي شمالي إفريقيا، ودول الشرق الأوسط، وجنوبي إيران، وباكستان.
ويعد الجراد إحدى الآفات الزراعية الاستراتيجية، لما يسببه من أضرار جسيمة للمحاصيل الزراعية، فالجراد يأكل ما يتراوح بين اثنين وثلاثة جرامات، أي ما يعادل وزنه يوميًّا من أوراق النباتات، ويتشكل سرب الجراد الواحد من أعداد كبيرة جدًا تصل أحيانا إلى 50 مليون جرادة، تنتشر في كيلومتر مربع واحد، وقد يأكل نحو 100 طن من المادة الخضراء، وهذا يعادل إنتاج 30 هكتارًا من الذرة، أو 40 هكتارًا من الرودس، أو 70 هكتارًا من البرسيم، أو إتلاف 50 هكتارًا من مزارع القمح، لذا فإن الخسائر في المحاصيل الزراعية تكون كبيرة.
ويشرف المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة، على عمليات استكشاف ومكافحة الجراد في جميع مناطق السعودية، وتجري عمليات المكافحة بعدة طرق، منها: استخدام الرشاشات المحورية لرش المبيدات المستحلبة، أو استخدام طريقة الرش المتناهي في الصغر، إضافة إلى طرق أخرى، مثل: التعفير، والطعوم السامة، من خلال فرق المكافحة الأرضية والجوية للقضاء على هذه الآفة.
وتولت السعودية رئاسة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في مجموعة الدول الأعضاء في المنطقة الوسطى، التي تضم 17 دولة من الخليج العربي، واليمن، ودول المشرق العربي، ومن شرقي إفريقيا، وذلك خلال الفترة من ذي القعدة 1443هـ/يونيو 2022م، إلى جمادى الأولى 1446هـ/نوفمبر 2024م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة